من هم زوار المتاحف
نشرت نتائج بارومتر الاستهلاك الثقافي لعام 2019 والتي تعود إلى الفترة ما قبل تفشي وباء كورونا
Diana Baetelu, 30.03.2023, 12:30
62% من الرومانيين لم يزوروا متحفا أبدا و يزور 33% منهم متحفا مرة واحدة أو بضع مرات في السنة.إنها وقائع كشفت عنها نتائج بارومتر الاستهلاك الثقافي لعام 2019 والتي تعود إلى الفترة ما قبل تفشي وباء كورونا بيد أنه ليس مرجحا أن تكون الأمور قد تغيرت في غضون ذلك فيما يتعلق بالاستهلاك الثقافي عامة وزيارة المتاحف خاصة . ومع ذلك يعقتد عالم الاجتماع دان بيتري أن هذه النتائج لا تدعو للقلق:
“هذه النتائج لا اعتبرها مثيرة للقلق بل علينا أن نستثمر الجوانب الإيجابية منها قدر المستطاع لتدارك الوضع .. على سبيل المثال يمكننا ممارسة الضغوط على المتاحف لحملها على جعل معارضها جذابة ولافتة . بعبارة أخرى فإن المتاحف هي التي يجب أن تتخذ التدابير اللازمة لكي تجعل من زيارتها تجربة متميزة تقنع الناس بفوائد إدراج المتاحف في أجندات أوقات الفراغ ..فتكوين الثقافة العامة ليس واجبا على المستهلك وحده بل هو أيضا واجب على المتاحف وسائر المؤسسات الثقافية . خلاصة القول أن علينا العمل على عكس الاتجاه السائد والتخلي عن اعتبار التثقيف شأنا يخص المستهلكين وحدهم ..
عكس الاتجاه يعني في الواقع ضرورة تغيير سلوك مسؤولي المتاحف من الوقوف موقف المتفرجين بانتظار قدوم الزوار إلى الإمساك بزمام المبادرة والعمل على تنويع المعارض وجعلها مثيرا للانتباه من خلال التعرف على توقعات الزوار واهتماماتهم الثقافية عبر دراسات استقصائية ذات صلة .إحدى المبادرات في هذا الاتجاه هي الدراسة بعنون “مستكشف في المتحف ” التي أجراها فريق من المختصين برعاية متحف بوخارست وبتنسيق من الأستاذة الجامعية وعميدة كلية الإدارة في المدرسة الوطنية للعلوم السياسية و الإدارية ألكساندرا زبوكيا:
“على المتاحف أن تعرف من هم زوارها إذا ما أرادت أن تقدم لهم عرضا ثقافيا متطابقا مع توقعاتهم ورغباتهم يساعدهم على تطوير الذات ويتيح قضاء أوقات ممتعة في المتحف .. فالتطوير الذاتي يحتاج أيضا إلى بعد ترفيهي إلى جانب البعدين الثقافي والفكري وإلا فإن الاهتمام بالمتاحف سيبقى محسورا في جمهور معين محدود نسبيا وستبقى زيارة المتاحف مسألة هامشية لغالبية الناس . الإحصاءات مثيرة للقلف برأيئ فنسبة 62% من الرومانيين الذين يزورون متحفا مرة واحدة أو مرات قليلة في السنة جاءت في دراسة أجريت قبل تفشي وباء كورونا في حين أن الدراسات المماثلة التي أجريت فيما بعد أظهرت ارتفاع هذه النسبة إلى 70 أو 80% . لكني أود التنبيه إلى أن التفسير الصحيح لهذه النتيجة هو أن 7 من بين كل 10 رومانيين لم يزوروا متحفا على مدى عام واحد فقط وليس طوال حياتهم كما قد يفسرها البعض. فالاهتمام بالمتاحف لا يزال قائما وإن كان ضيئلا .”
من هم زوار المتاحف وما هي دوافعهم ؟
“فيما يتعلق بنمط الزائر فإن الأمور واضحة وبسيطة : إنه شاب قد يكون طالبا ثانويا أو جامعيا أو خريج جامعة في مستهل مسيرته المهنية أوصاحب شهادة جامعية يسكن في المدينة . أما الفئات الأخرى من الجمهورفلا يزورون المتاحف إطلاقا . والسبب يكمن برأيي في انعدام الفرص خاصة في المدن الصغيرة البلدات التي قد لا توجد فيها متاحف إطلاقا أو إن وجدت فقليلة الجاذبية . أما اهتمامات الزوار فتنصب في المقام الأول على التراث الفني والثقافي لكن مدى رضاهم عن طريقة عرض المتاحف متدن نسبيا بسبب افتقار المتاحف للمقومات الكفيلة بجعل زيارتها تجربة مثيرة ممتعة وتفاعلية . صحيح أن بعض المتاحف ترقى إلى هذا المستوى ولكن ليس كل المتاحف.”
عالم الاجتماع دان بيتري لديه رأي مختلف أكثر تفاؤلا إذ يقول إنه لا يمكن رسم صورة نمطية لزائر المتاحف بسبب تعدد فئات المستهلكين الثقافيين واختلاف دوافعهم واهتمامتهم:
“يزداد عدد الأطفال الذين يزورون المتاحف بشكل كبير أثناء الفعاليات التي تنظمها المدارس تحت شعار المدرسة بطريقة أخرى والتي يستبدل فيها التدريس في قاعات الدرس بفعاليات متنوعة خارج المدرسة .. كما يزداد عدد زوار المتاحف بشكل ملحوظ في ليلة المتاحف ليس لأن الدخول مجاني بل لأن تلك التظاهرة التي تنظم مرة في السنة تتيح للزوار فرصة خوض تجارب متنوعة ومتعددة في وقت قصير نسبيا .. فقد أصبح مألوفا في ليلة المتاحف مشهد الناس الذين يذهبون من متحف إلى آخر رغبة منهم في زيارة أكبر عدد ممكن من المتاحف .. إنهم ينتقلون بين المتاحف بحثا عن تجارب متعددة ومتنوعة تمكنهم من المقارنة بينها فيما بعد. فمن وجهة نظري يتعين على مسؤولي المتاحف أن يعملوا على جعل زيارة المتاحف تجربة مثيرة ومرضية تترك لدى الزائر صدى قويا على المدى البعيد.”
خلصت دراسة “مستكشف في المتحف” إلى ضرورة أن يركز مسؤولو المتاحف على رغبات واهتمامات الزوار مع إيلاء المزيد من الاهتمام لتسويق عروضها بشكل مناسب ..