كلب مهجور أبحث عن سيد لطيف
ازدادت أعداد الكلاب المتروكة لمصيرها بشكل كبير لينتهي بها الأمر إلى المأوي أو إلى الشوارع
Diana Baetelu, 22.01.2024, 15:02
ازدادت أعداد الكلاب المتروكة لمصيرها بشكل كبير لينتهي بها الأمر إلى المأوي أو إلى الشوارع حيث تتكاثر وقد تصبح عدوانية .. في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين شنت سلطات الإدارة المحلية حملة واسعة لجمع الكلاب الضالة من الشوارع إلا أن الحملة تلك تخللتها أعمال عنف سرعان ما تصدرت عناوين الصحافة العالمية . عندها قررت الطبيبة البطيرية أنكا توميسكو إنشاء مأوى للكلاب الضالة بالقرب من بوخارست أطلقت عليه ” مأوى الأمل” : “كنت أعمل آنذاك في أحد المأوي كمتطوعة جنبا إلى جنب مع الأطباء البيطريين وغيرهم من الأشخاص الذين ساعدونا على إنقاذ الحيوانات .عندها أبلغنا أنه قد تقرر ذلك قتل الكلاب الموجودة في المأوى. لم يكن لدينا مكان آخر لنقل الكلاب إليه وبالتالي اتصلنا بجميع أصدقائنا وبالتالي أخذت أنا ووالدتي عددا منها إلى البيت ووزعنا الكلاب الأخرى على أصدقائنا ومعارفنا الذين أعربوا عن رغبتهم في أخذها . في غضون ذلك بدأنا بتنظيم المرافق الأولى لمأوى كنا بدأنا بإنشائه في مزرعة مهجورة في ضاحية بيرتشيني للعاصمة . لقد كانت فترة عصيبة واجهنا فيها مشاكل كثيرة أسوأها أننا طولنبا بإجلاء المكان بين ليلة وضحاها فاضطررنا لإيجاد مكان آخر لكلاب المأوى . كنت قد ورثت قطعة أرض في قرية بوبتشتي ليورديني قرب بوخارست ولكن منذ مغادرتنا مأوى بيرتشيني إلى حين انتهائنا من تنظيم المأوى الجديد اضطررنا لاستئجار قاعات صناعية مهجورة .. ومررنا مرة أخرى بمرحلة صعبة للغاية واجهنا فيها مشاكل شتى . وأخيرا انتقلنا إلى المأوى الجديد في قرية بوبشتي ليورديني وتخلصنا من دفع الإيجار الذي كان غاليا جدا وبدأنا العمل في المأوى الجديد بالفعل .وهانحن نحتفل هذا العام بمرور اثنين وعشرين عاما على إنشاء المأوى”.
منذ بداية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين وحتى الآن تحسن وضع الكلاب الضالة بشكل ملحوظ . فمأوى “الأمل” ما هو سوى دليل على أن الأمور تسيرفي الاتجاه الصحيح . أنكا توميسكو تدعونا لزيارة المأوى: “أود أن أوضح أن أذكر بالقاعدة الذهبية التي تحكم عمل موظفي مأوى “الأمل ” وهي أن الكلاب هي التي تمثل الأولوية. فالزائر للمأوى يلاحظ أن جميع الكلاب الموجودة هناك ودودة ومظهرها يوحي بحسن العناية والمعاملة .. فالكلاب لا تجلس في الحظائر طول الوقت لأنه من المهم أن تركض وتلعب وتسمع كلمة طيبة وتحصل على الغذاء المناسب وبكميات كافية . يوجد في المأوى حالية أكثر من مائة كلب ولدينا ست حظائر مدفأة في الشتاء وقريبا سنحصل على حظيرة مدفأة جديدة بفضل كرم صديقتي العزيزة الممثلة كارمن تناسي التي تبرعت بالمال لتنظيمها . كما توجد في المأوى ثلاث عيادات بيطرية مجهزة بكل اللوازم الطبية إدراكا منا أن وجود هذا العدد الكبير من الكلاب في المأوى يستدعي الاهتمام بصحتها باستمرار وإجراء الاختبارات والفحوصات الطبية بشكل منتظم فضلا عن تلقيحها. . فبإنشائنا تلك العيادات وفرنا المال الذي كنا سننفقه على الاختبارات والعلاجات في العياديات البيطرية الخاصة . كذلك قمنا بإنشاء عيادة للعلاج الفزيائي والطبيعي لمعالجة الكلاب التي تعاني من الشلل النصفي.. بالإضافة إلى ذلك نظمنا ثلاثة ملاعب جديدة وثلاث مسابح للكلاب حيث نريد لجميع الكلاب في المأوى أن تنعم بالصحة وألا تعاني من القلق أو المشاكل السلوكية.”
تقول أنكا توميسكو إن المأوى يجب أن يكون مجرد مسكن مؤقت للكلاب إلى حين تبنيها .فقد غادرت آلاف الكلاب مأوى الأمل عقب تبنيها من قبل محبي الحيونات الأليفة . ومنذ عامين يتبع العاملون في المأوى برنامجا تدريبيا خاصا مع الكلاب تمهيدا لتسليمها إلى أسرها الجديدة . ومع ذلك لا يزال معدل تبني حيوانات المأوي منخفضا في رومانيا بشكل عام في حين أن معدل هجرها وتركها لمصيرها مرتفع للغاية. لماذا يا ترى ؟: “من الواضح أن السبب الرئيس وراء هجر الحيوانات الأليفة هو نقص التربية . الناس يجب أن يعلموا أن وجود كلب في البيت يمكن أن يكون مصدرا للبهجة مثلما يمكن أن يكون مصدرا للانزعاج لأن الكلب يقضم ويتبول في البيت وقد يمزق حذاءك المفضل وقد يمرض ويحتاج إلى أدوية وأخيرا وليس آخرا يحتاج إلى نزهات يومية . ما أود التشديد عليه هو أن الكلب ليس هدية عيد وأن نصيحتي للجميع ألا يقدم حيوانا اليفا كهدية لأن الشخص الذي يستلمه ربما ليس مستعدا للاعتناء به أو ربما ظروفه الخاصة لا تسمح له بذلك . من جانب آخر يجب أن نمتنع عن شراء كلب كبير الحجم ظنا منا أنه يحمينا بكشل أفضل إذا ما كان وزننا نحن خمسين كيلوغراما فقط .. فاختيار الكلب يجب أن يعتمد فقط على احتياجاتك وظروفك الخاصة . فإذا كنت تسكن شقة من غرفة واحدة على سبيل المثال لا تتن كلبا كبيرا كذلك إذا كنت تعمل اثنتي عشرة ساعة في اليوم فمن الأفضل لك ألا تتبن كلبا على الإطلاق وكذلك الحال إذا كان أفراد عائلتك لا يرغبون في تبني كلب أو إذا لم يكن لديك المال الكافي للاعتناء به. فتبني كلب أمر رائع بكل تأكيد وأنصح الجميع بالتنبي لأن الحيوان الأليف يغير حياتك للأفضل يجلب لك ولأسرتك المزيد من السعادة . أما إذا تعذر عليك التبني وكنت من محبي الحيوانات الأليفة فيمكنك أن تشارك في الاعتناء بها إما بالعمل كمتطوع في المأوى أو التبرع بالمال .”
ومن أجل تربية الرأي العام نظم في مأوى الأمل متحف للكلاب الضالة كما يرحب المأولى بزيارات تلاميذ المدارس ضمن فعاليات برتامج “المدرسة بطريقة مختلفة” . كما أوضحت أنكا توميسكو أنه يجري حاليا بناء مركز لتدريب المواطنين على طرق العناية بالحيوانات الأليفة ..