جمعية “ساكي” للطب البيطري
لاورا فينكو كانت طالبة في المدرسة الوطنية للدراسات السياسية والإدارية في بوخارست في عام 2010 عندما رأت كبل صغيرا جريحا وأدركت أنه كان ألقي من أحد طوابق دار الطلبة
Diana Baetelu, 04.12.2024, 15:33
لاورا فينكو كانت طالبة في المدرسة الوطنية للدراسات السياسية والإدارية في بوخارست في عام 2010 عندما رأت كلبا صغيرا جريحا وأدركت أنه كان ألقي من أحد طوابق دار الطلبة التي كانت تسكن فيها .فأخذت الجرو إلى غرفتها واعتنت به وزملاءها لأشهر طويلة حتى استعاد عافيت
بعد خمسة عشر عاما على ذلك الحدث تقول لاورا متذكرة :لقد أخذته إلى دار الطلبة واعتنينا به أنا وزملائي وتبنيناه حتى أصبح شعارا للدار وسميناه “ساكي” ثم شيئا فشيئا جلبنا له أصدقاء جددا لأننا أردنا تغيير الأمور في دار الطلبة وأن نترك للطلاب من بعدنا دار طلبة أفضل حالا وأعتقد أننا أفلحنا . في البداية لم أكن أعرف الكثير عن العناية بالكلاب إذ كنت طالبة في كلية التواصل والعلاقات العامة وليس في كلية الطب البيطري لكني بدأت بالاعتناء بالجراء الشاردة من أجل مساعدتها على البقاء على قيد الحياة وأطعمتها ثم أخذتها إلى الطبيب البيطري لتعقيمها . خلاصة القول إنه منذ عثوري على ساكي وحتى تخرجي من الجامعة وخروجي من دار الطلبة وجدنا أسيادا لخمسة عشر جروا وأصبحت دار الطلبة خالية تماما من الجراء الضالة .”
تقول لاورا فينكو إن الجرو ساكي غير حياتها بشكل جذري . فبعد التخرج قررت لاورا وأحد زملائها فتح عيادة بيطرية صغيرة رغبة منهما في إيجاد حل لمشكلة الكلاب الضالة .. وفي عام 2016 تأسست جمعية ساكي البطرية : “ساكي كان دائما أكثر من مجرد جرو لأنه مارس نوعا من السحر على الناس من حوله ودفعنا إلى تشكيل فريق من المتطوعين الراغبين في تسخير مهاراتهم لخدمة الخير.وبمرور الوقت انضم إلى الفريق المزيد والمزيد من الأشخاص . هكذا ساهم ساكي في إنقاذ حياة عشرات الآلاف من الحيوانات الشاردة . ما الآن أما الآن فإن ذكراه هي التي تثير في نفوسنا الرغبة في مواصلة العمل في هذا المضمار . في البداية كان هناك طبيب بيطري واحد فقط في العيادة البيطرية التي فتحناها في عام 2016 أما الآن فيعمل فيها ستة أطباء وتسعة عشر عاملا مساعدا وقمنا حتى الآن بتعقيم مائة ألف من الحيوانات الأليفة وعالجنا آلاف الحيوانات كل عام والآن نقوم ببناء مستشفى بيطري اجتماعي.
ثمانون بالمائة من أسياد الحيوانات الأليفة في رومانيا لا يستطيعون تحمل تكاليف الاختبارات الطبية والعلاجات البيطرية بسبب غلائها حتى بالنسبة لذوي الدخل المتوسط. أما حيوانات الشوارع فالحظ لا يحالف سوى القليل منها لإيجاد أسياد أو على الأقل لأيجاد أشخاص يطعمونها ويعتنون بها . لذا فإن جمعية “ساكي” البيطرية تعالج مجانا الحيوانات الشاردة وتلك التي لا يمكن لأسيادها دفع ثمن الفحوص والعلاج كما تسعى جاهدة إلى توسيع قدرتها الاستيعابية ببناء مستشفى بيطري اجتماعي هو الأول من نوعه في رومانيا.”
يقع مستشفى “ساكي ” البيطري في قرية ترتاشيشتي جنوب رومانيا وسيقدم الرعاية الطبية مجانا للحيوانات الضالة وأيضا لحيوانات العائلات محدودة الدخل . أما الزبائن الأخرون فسيدفعون أسعارا اجتماعية رمزية مقابل الرعاية البيطرية لحيواناتهم وذلك فقط لدعم البرنامج المجاني علما أن أكثر من تسعين بالمائة من الأرباح سيتسثمر مجددا في خدمات الطب البيطري المجانية . لاورا فينكو: “بعض الأشخاص يسيئون معاملة الحيوانات ويعنفونها ولذا فنحن هنا من أجل تلك الحيوانات ومن أجل الأكثر ضعفا منها أو تلك التي تحتاج إلينا لكي تبقى على قيد الحياة . فبعد ثلاث سنوات من العمل والجهود المتواصلة أصبح المستشفى جاهزا بنسبة تسعين بالمائة أما العشرة بالمائة المتبقية فتمثلها الأعمال الداخلية وهي الأكثر صعوبة ودقة . لكننا نشعر بارتياح كبير ونحن نرى أن المستشفى البيطري الاجتماعي يصبح حقيقة قائمة . إنه حلم يتحقق وقريبا سيكون في مقدورنا توفير المزيد من الخدمات البيطرية للمحتاجين .. أود ذكر أن العمليات الجراحية تمثل حوالي تسعين بالمائة من عملنا . من جانب آخر نقوم بتعقيم الكلاب مجانا منذ ثمانية أعوام ونعمل على تقليل عدد الحيوانات الضالة. المستشفى سيقدم خدمات الجراحة والاختبارات والفحص بالأشعة وغيرها من الخدمات البيطرية . كذلك أود الإشارة إلى مركز التدريب الذي سيعمل في المستشى لتدريب الأطباء البيطريين وطلاب الطب البيطري رغبة منا في تشارك الخبرة معهم .”
تقول لاورا فينكو أن الطب البيطري الاجتماعي أمر ضروري للغاية بالنظر إلى الطلب الكبير على الخدمات البيطرية : ” نحن مؤسسة اجتماعية وأيضا منظمة غير حكومية . لقد أدركنا أهمية مفهوم الطب الاجتماعي ونشره نظرا لكثرة المحتاجين إليه . ونشجع المزيد من الأطباء البيطريين على العمل في هذا المجال.”
تقول لاورا أن جمعية “ساكي” تمثل أكثر من مجرد خدمة للطب البيطري ..إنها قصة نجاح حول التعاطف والإنسانية والمسؤولية تجاه كائنات حية لا تستطيع الكلام ولا تستيطع أن تقول إنها موجوعة ووحيدة .إنها أيضا قصة نجاح حول حيوانات أليفة لا يستطيع أسيادها مساعدتها في المرض والمعاناة .