الشباب الروماني والاتحاد الأوربي
إذا كانت المشاركة في الحياة المدنية شرطا ضروريا للديموقراطية التي يمارسها معظم الرومانيين، فمن الحق أيضا أن يتم التحفيز عليها منذ السنين المبكرة من العمر
Christine Leșcu, 30.11.2016, 12:50
إذا كانت المشاركة في الحياة المدنية شرطا ضروريا للديموقراطية التي يمارسها معظم الرومانيين، فمن الحق أيضا أن يتم التحفيز عليها منذ السنين المبكرة من العمر، على الأخص عندما — وحسب الإحصائيات — يبدو أن الشبان الأوربيين يتناقضون فيما بينهم: فلقد بَيَّنَ معيار القياس الأوربي الذي تم إنجازه في شهر أبريل/ نيسان من هذا العام، أنه على مستوى الاتحاد الأوربي واحد و خمسون % من الشبان المتراوحة أعمارهم ما بين الستة عشر والثلاثين عاما، يعتبرون أن المشاركة في الانتخابات الأوربية هي الطريقة المثلى للمشاركة في الحياة المدنية الأوربية. لكن السلوك الانتخابي الحقيقي لهؤلاء يُظهر فارقا مُهِمَّاً بين القول والفعل. سبعة وعشرون فاصلة ثمانية % من بين الشبان الأوربيين، شاركوا فعليا في الانتخابات من أجل البرلمان الأوربي التي تمت في شهر مايو/ أيار عام 2014. في الوقت نفسه، يشير معيار القياس الأوربي إلى أن 90 % من هؤلاء الشبان في المتوسط الأوربي، لا يعتقدون أنه من المهم بالنسبة لهم أن يتعلموا أشياء حول الاتحاد الأوربي، أو حول المؤسسات الأوربية. أما فيما يتعلق برومانيا، فالأمور أفضل لأن 89 % من المستطلعة آراؤهم هنا، موافقون على هذا الأمر. وعليه، قرر مكتب البرلمان الأوربي في رومانيا أن يدعم رغبة الشبان في التعلم والمشاركة، من خلال مشروع “محرك من أجل الديموقراطية الأوربية”. جرت في العام 2016، الدورة الثانية للحدث، شارك فيها ثلاثون شابا، من بينهم أعضاء في بعض المنظمات الشبابية، ليتعلموا من خلالها كيف يفهمون ويطبقون مشاريع الترويج للقيم التي توحد المواطنين الأوربيين. كان “محرك من أجل الديموقراطية الأوربية” مدعوماً من خلال مشاركات بعض المنظمات غير الحكومية، مثل: “جمعية برو ديموقراطية” و”فريق الشباب الأوربي من أجل التغيير”.
كان المدير العام لهذه الجمعية واحدا من مدربي هؤلاء الشبان المحركين، الذي استطاع في نهاية اللقاء أن يعطي عدة استنتاجات، متوجهاً إلى تلاميذه السابقين، إنه غابرييل بيرزويو، لنستمع إليه: “عدد كبير منهم، أثناء الحديث المبدئي عن العوائق التي بإمكانها أن تعرقل تطبيق الأفكار المتفق عليها، قالوا إن المال هو السبب المعرقل الرئيسي. بعد ذلك قمنا باستثارة خلاقة للأفكار، حول طرق تجاوز العوائق وتحقيق بعض الشراكات المحلية مع مؤسسات رئيسية بإمكانها تقديم المساعدة. وضع معظمكم أفكارهم قيد التنفيذ، مستفيدين من جميع المصادر التي استطعنا الحصول عليها. كما يسعدني عنصر الإدراج والمشاركة في هذا المشروع. لقد كان لدينا محركون من المجتمعات الريفية والمدنية الصغيرة، لذلك تمكنا من الوصول إلى حيث لم يصل أحد، هناك حيث تصل المعلومة الأوربية بصعوبة قصوى، هناك حيث لكل منهم من المشاكل ما يجعلُ المعلومةَ الأوربيةَ آخر اهتماماته”.
بعد عملية الاختيار الأولية، شارك الشبان المحركون في ورشة مكثفة اكتشفوا فيها الطرق العملية لتطبيق مشروع ما، من المشاريع التي كان عليهم فيما بعد تنفيذه في المجتمعات التي جاؤوا منها. مواضيع مشاريع هذا العام كانت: التاسع من مايو/ أيار، عيد أوربا، ومحاكاة البرلمان الأوربي. بعد مرحلة التطبيق، تمت دعوة الثلاثون شابا إلى مقر البرلمان الأوربي في بروكسل ليروا على الطبيعة كيف تسير النشاطات البرلمانية هناك. في نهاية المشروع تبادل الثلاثون شابا، الآراء مع الجمهور الواسع في مؤتمر صحفي. لنستمع إلى ماريا مادالينا إفريم، عضو في جمعيةٍ من أجل التنمية النشيطة في باكاو، وتلميذةٌ في ثانوية “فيرديناند الأول” في المدينة. لنستمع إليها: “لقد قررنا، نحن وكوادرُنا التعليمية، وبمساعدةٍ من قبل مدربينا، أن نقوم بمحاكاة للبرلمان الأوربي في أحد مدرجات ثانويتنا، فقامت الصفوف الثلاثة المشاركة بمحاكاة المؤسسات الثلاث للاتحاد الأوربي. تعلموا كثيراً بفضل هذه المحاكاة عن النظام القانوني، والطريقة التي يتم من خلالها اتخاذ القرارات والتوجيهات إلى أن يتم الوصول إلى وضع فكرة ما حيز التنفيذ”.
تعلم ثلاثة محركين من أجل الديموقراطية من جمهورية مولدوفا كيف يشاركون في حياة مجتمعاتهم. كانت إلينا بروهنيتسكي من بينهم، وهي تعمل في المركز الوطني لمكافحة الفساد للشباب في كيشيناو، لنستمع إليها: “في إطار هذا الحدث، سعدت بعدة لحظات مهمة، أولها رؤية حماس زملائي منذ اللقاء الأول، الحماس الذي استمر طوال فترة النشاطات التي قمنا بها، الأمر الذي أعطاني سببا لأعمل وأقدم أكثر. بالرغم من أننا عرفنا منذ البداية مخاطر تنفيذ مشاريعنا، واكتشفت أنا بدوري مخاطر أكثر، لكننا تعلمنا أن بإمكاننا الاستفادة من مشاركة الوزارات في كيشينو أيضا. لقد نجحنا في تنظيم حدثين مهمين، في ثانويتي وفي ثانوية أخرى، الأول عبارة عن ورشة عمل شكلية، والثاني تم في الهواء الطلق ولاقى ترحيبا أكبر لدى المشاركين”.
العمل في فريق وتجاوز التحفظ في التعاون مع السلطات هي الفوائد الأساسية التي حصل عليها الشبان الذين شاركوا في مشروع “شباب محرك من أجل الديموقراطية”، وهذا ليس كل شيء، لقد تعلموا كيف يتجاوزون بعض حدودهم الشخصية وهم الآن على استعداد لتقديم خبراتهم لآخرين ممن يرغبون في المشاركة في المشروع العام القادم. يونوتس يوليان روتارو، من مركز حقوق الإنسان والهجرة في بوخارست، يقدم لمحركي الديموقراطية المستقبليين ثلاث نصائح. لنستمع إليه: “لا تخافوا أن تخطئوا، لا تخافوا أن تفكروا في مشاريع كبيرة من الممكن تطبيقها على المستوى الأوربي، وحاولوا الخروج من مجال راحتكم، لحدوث أمور كثيرة مثيرة خارجه”.