السياحة وسلوك السائح الروماني
للتعرف على سلوكيات السياح الرومانيين تحدثنا إلى كريستينا بوبا المسؤولة عن تنظيم رحلات سياحية ومرافقة مجموعات السياح الرومانيين في الرحلات الخارجية
Diana Baetelu, 04.10.2023, 15:03
إذا كان قضاء العطلة في مركز سياحي دلالا بعيد المنال لربع الرومانيين إلا أنه أمر اعتيادي لآخرين يملكون الإمكانات المادية اللازمة للاستمتاع بعطلة لا تقل مدتها عن خمسة أيام في الموسم السياحي الصيفي فضلا عن عطلة أخرى قصيرة خارج الموسم بحسب نتائج الدراسات الاستقصائية التي تشير إيضا إلى الأهداف التي يتطلع السياح إلى تحقيقها أثناء العطلة كالاسترخاء الاستجمام والتسلية وهي أهداف يعتبرونها مكافآت لهم للجهود المبذولة طوال العام . وبما أن فترة الإجازات الصيفية لعام 2023 قد انتهت للتو فقد بدأ الخبراء والعاملون في قطاع السياحة برسم صورة السائح الروماني في العام الجاري بالاعتماد على سلوكه و الوجهات المفضلة لديه وحجم النفقات أثناء الإجازة . للتعرف على سلوكيات السياح الرومانيين تحدثنا إلى كريستينا بوبا المسؤولة عن تنظيم رحلات سياحية ومرافقة مجموعات السياح الرومانيين في الرحلات الخارجية :
“لقد تغير سلوك السائح الروماني إلى حد ما بمعنى أنه أصبح يتجه أكثر فأكثر إلى الوجهات البعيدة ذلك أن أسعارها لا تختلف كثيرا عن أسعار الرحلات إلى البلدان الأوروبية . في السنوات الماضية كانت فرنسا وأسبانيا من بين الوجهات المفضلة لدى الرومانيين أما الآن فقد زاد الطلب على الوجهات البعيدة ومنها كينيا وجزر موريتشوس وجزر المالديف وزانجبار وهذه الأخيرة تحظى بشعبية متزايدة منذ بضع سنوات . هناك عروض مغرية عديدة خارج الموسم السياحي التقليدي لانخفاض أسعار الرحلات الجوية مع نهاية الصيف بشكل كبير ما يجعل من المناطق البعيدة التي تتمتع بمناخ لطيف في الشتاء وجهات سياحية جذابة . “
سألنا كريستينا بوبا عما إذا كان السياح الرومانيون كثيري المطالب :
“بعضهم كذلك . على سبيل المثال رافقت مجموعة من السياح الرومانيين إلى زنجبار وبينهم أشخاص كان من الصعب إرضاؤهم وكانت مطالهبم كثيرة . لم يأخذوا بعين الاعتبار أنهم في قارة أخرى وسط أناس تختلف سلوكياتهم عما عهدوه . على سبيل المثال قد يتحرك العاملون في المطعم ببطء شيئا ما في حين أن السياح يريدون أن يكون كل شيء جاهزا في دقيقة واحدة .. إذا كان السائح يفهم أنه يتعامل مع أناس يعيشون في قارة أخرى حيث الأمور مختلفة عما هي عليه في أوروبا أو رومانيا فسيكون كل شيء على ما يرام .أما إذا لم يفهم فإنه سيعقد الأمور بشكل كبير لمجرد أنه لا يقبل سلوكيات مختلفة .”
الأزمات المتتالية التي طرأت على العالم في السنوات الماضية وخاصة وباء كورونا وأزمة الطاقة والحرب في أوكرانيا بالإضافة إلى تصاعد التضخم الذي فرغ جيوب البعض أثرت في الحركة السياحية واختيارات الرومانيين : “زبائن الشركة التي أعمل فيها ليسوا من أكبر المتضررين بهذه الأزمات باسثناء وباء كورونا الذي أحبط خطط الإجازة للكثير من الناس ممن لم يأخذوا اللقاح ولم يحصلوا على اختبارات سلبية . أما الآخرون فلم يتراجعوا عن خطط السفر إلى الخارج قيد أنملة ..
أما عن النفقات السياحية للرومانيين فقالت كريستينا :
“قد تتراوح ما بين خمسمائة إلى ستمائة يرور للشخص الواحد ولأسبوع واحد في اليونان أو بلغاريا ولكن قد تتراوح أيضا ما بن تسعمائة يورو وألفي يورو للشخص الواحد في المناطق البعيدة . فقد رافقت هذا العام مجموعة من السياح الرومانيين في رحلة مدتها أسبوع إلى جزر المالديف كان سعرها حوالي ألفي يورو للشخص الواحد.. وهذا دليل على رغبة الرومانيين المتنامية في زيارة مناطق لم يسبق لهم السفر إليها وهذا في الواقع أمر رائع لأن ما يتبقى لنا في آخر المطاف هي الذكريات الجميلة عن المناطق التي زرناها “
تطرقت كريستينا بوبا إلى الرحلات السياحية التي تنظمها للأطفال والمراهقين ما بين العاشرة والرابعة عشرة من العمر :”ننظم مثل هذه الرحلات منذ ثلاث سنوات وهي في الواقع مخيمات للتنمية الشخصية نقيمها في دور ضيافة معتمدة تختلف أجواؤها كثيرا عن أجواء المخميات المدرسية التقليدية . نريد للأطفال أن يكتشفوا أثناء المخيمات مواهبهم الطبيعية وهواياتهم وأن يتعرفوا على أنفسهم بشكل أفضل .على سبيل المثال في إحدى مخيمات التنمية الشخصية التي أقمناها في العام الجاري نظمنا ورشة لتطوير الحدس والقدرة على التخمين وفي السنوات الماضية أقمنا ورش إبداع ورسم وأخرى لتعزيز الثقة بالنفس .”
رغم انتهاء الموسم السياحي الصيفي إلا أن كريستينا وغيرها من العاملين في المجال لا يمكنهم الاسترخاء فالرحلات مستمرة طوال العام بصرف النظر عن الموسم :”في أكتوبر القادم سأرافق مجموعة من السياح إلى إحدى الجزر اليونانية وفي نوفمبر ننظم رحلة إلى كوبا وفي فبراير القادم رحلة إلى سري لانكا. الحقيقة أنه لم تعد هناك فترات استرخاء للعاملين في هذا القطاع لأن الرحلات مستمرة في جميع المواسم طالما كانت الأوضاع الاجتماعية العالمية مناسبة للسياحة”
إ