الرومانيون والتدريب العسكري الطوعي
تعمل السلطات على تحديث القوانين التي تنظم عملية تدريب السكان على الأساليب الدفاعية
Diana Baetelu, 26.02.2024, 14:18
” نريد جنودا!” إنه اسم أحد الألعاب في الهواء الطلق التي حظيت بشعبية كبيرة الدى الأطفال في الحقبة الشيوعية لكنه تحول اليوم إلى نداء في غاية الجدية توجهه السلطات إلى المواطنين داعية أياهم للانضمام طوعيا إلى برنامج التدريب العسكري مدفوع الأجر لوزارة الدفاع . ولتحقيق هذا الهدف تعمل السلطات على تحديث القوانين التي تنظم عملية تدريب السكان على الأساليب الدفاعية وهي بصدد اعتماد مشروع قانون الخدمة العسكرية الطوعية الذي وضعته رئاسة أركان الجيش في عام 2019 . يقترح المشروع على الأشخاص المقيمين في رومانيا بشكل دائم وتتراوح أعمارهم بين ثمانية عشر عاما وخمسة وثلاثين عاما بغض النظر عن الجنس أن يشاركوا طوعيا في برنامج للتدريب العسكري الأساسي لا تتجاوز مدته أربعة أشهر يتدربون فيه على استخدام مختلف أنواع الأسلحة وعلى التوجيه الميداني وإزالة التلوث والإسعاف الأولي. وخلال مشاركتهم في برنامج التدريب سيوفر لهم مجانا السكن والطعام وسيحصلون على أجر قدره ثلاثة آلاف لي أي ما يعادل ستمائة يورو شهريا . ولدى انتهاء البرنامج يسيحصلون على مكافأة قدرها ثلاثة أضعاف متوسط الراتب الشهري الصافي على المستوى الوطني . كما سيكون بإمكان الطلاب الجامعيين أيضا أن يطلبوا الانضمام إلى برامج التدريب الطوعي خلال العطلات الصيفية لاكتساب المهارات العسكرية الأساسية . من جانب آخر ينص مشورع القانون على إمكانية انتقاء جنود محترفين للجيش بعقود عمل من بين الأشخاص الذين أكملوا برنامج التدريب الطوعي .
وقد شدد المسؤولون العسكريون على أن الانضمام إلى برنامج التدريب العسكري لن يكون إلزاميا رغم توتر الظروف الجيوسياسية الحالية وهو ما أكده أيضا رئيس الوزراء مارتشيل تشولاكو : ” على كل دولة أن تستعد للأسوأ ولكن يجب ألا نتحدث عن وجود خطر على رومانيا يأتي من روسيا على خلفية الحرب الدائرة في أوكرانيا فرومانيا لا تواجه أي خطر من روسيا لكن يتوجب على أي دولة أن تجهز نفسها لجميع الاحتمالات . فبرنامج التدريب العسكري الطوعي مدفوع الأجر يدرب الناس على المهارات الدفاعية الأساسية . إنه إجراء صحيح ولكن طرح الفكرة على الرأي العام في سياق الحرب الدائرة قرب حدود البلاد جعل الناس يعتقدون أن رومانيا ستواجه حربا لا محالة .”
الموعد المحدد لإقرار قانون الخدمة العسكرية التطوعية من قبل البرلمان هو شهر يونيو حزيران القادم .يجدر الإشارة إلى أن رومانيا تعاني من نقص للكوادر العسكرية العاملة والاحتياطية وباتالي فإنها تعتمد في الوقت الحالي على حوالي سبعين ألف عسكري عامل. على سبيل المقارنة كان عددهم يزيد على ثلاثمائة ألف في تسعينيات القرن الماضي . أما الاحتياطي فيتكون بشكل أساسي من أشخاص أدوا الخدمة العسكرية الإلزامية حتى عام 2007 أي قبل إلغاء إلزامية الخدمة العسكرية.
في مقابلة مع راديو رومانيا فسر رئيس رابطة ضباط الاحتياط الرومانيين الجنرال فيرجيل بالاتشيانو أسباب نقص الكوادر العسكرية :”بعض الدول ومن يبينها بولندا فهمت ضرورة تكوين الاحتياطي وتجديده بشباب وتدريبه بشكل دائم بعد إلغاء إلزامية الخدمة العسكرية .أما رومانيا فأهملت المر أأمر تماما بعد إلغاء الخدمة العسكرية الإلزامية لذا فإن التدابير السياسية المتعلقة بالخدمة الطوعية جاءت متأخرة بدليل أن بولندا اعتمدت قانون الاحتياطي الطوعي في عام 2009 فور إلغاء الخدمة العسكرية الإلزامية في حين أن رومانيا وضعت قانونا مماثلا بعد مرور سنوات طويلة على إلغاء الخدمة العسكرية الإلزامية .أما قانون إعداد السكان للدفاع والذي يتضمن أحكاما متعلقة بالخدمة العسكرية التطوعية مدفوعة الأجر فقد جاء هو الآخر متأخرا ما ينم عن سوء فهم أهمية الاحتياطي من قبل الزعماء السياسيين وقيادات الجيش بعد إلغاء إلزامية الخدمة العسكرية .”
آراء الشارع منقسة بين مؤيد ومعارض لفكرة الخدمة العسكرية الطوعية .إليكم بعض الأجوبة على سؤال طرح على الناس حول ما إذا كانوا سيذهبون إلى الحرب في حال اقتضت الضرورة : ” رومانيا بلدي وأعتقد أنني سأذهب ولكن فقط لهذا السبب ” – “أنا سأذهب لأن رومانيا بلدي” – “لو استدعيت سأذهب ” – لن أذهب بل سأجد طريقة لتفادي ذلك “- ” أنا خائف من الحرب. هذه هي المشكلة” – “بصراحة أفضل ألا أذهب لكني سأذهب إذا اقتضت الضرورة ” – “سأعمل أي شيء لمساعدة البشرية – “أنا مواطن روماني. أليس من الطبيعي أن نشارك جميعا؟” – “لا أريد ذلك بالضرورة ولكن إذا اقتضت الضرورة سأذهب .شخصيا أفضل الطرق السلمية “
وفقا لاستطلاع للرأي أجرته مؤسسة “أفانغارد” مؤخرا فإن واحدا وسبعين بالمائة من الرومانيين يعتقدون أن الجيش الروماني لن يتمكن من التصدي لهجوم إن وقع .. أما عما إذا كانوا على استعداد للانضمام إلى برنامج التدريب العسكري الطوعي فإجاب سبعة وثلاثون بالمائة منهم بالإيجاب فيما أجاب سبعة وخمسون بالمائة سلبا . وعلى نفس السؤال أجاب أربعة عشر بالمائة ممن تتراوح أعمارهم ما بين ثمانية عشر عاما وخمسة وثلاثين عاما بالإيجاب بينما أجاب سبعة وسبعون بالمائة منهم ب”لا” . من ناحية أخرى يعتقد تسعة وستون رومانيا من بين كل مائة روماني أن حلف شمال الأطلسي سيساعد رومانيا لأن عضوية الحلف تترتب عليها ضمانات أمنية هي الأقوى في تاريخ رومانيا . لكن الخبراء يحذرون من أن حلف الأطلسي ليس مركز استقبال مكالمات طوارئ وبالتالي فن يستطيع التدخل خلال دقائق في حال واجه أحد أعضائه خطرما.