أولويات المراهقين في رومانيا
احتفل العالم بأكمله باليوم العالمي لحقوق الطفل، الذي جاء ليُذَكِر الجميع بأن حقوق الطفل يجب أن تُحترم
România Internațional, 13.12.2016, 18:58
نظم المجلس الوطني للتلاميذ بالمشاركة مع يونيسف رومانيا، مناظرة تمت فيها مناقشة أولوياتِ استراتيجيةِ المجلس الأوربي المتعلقة باحترام حقوق الطفل، شاركت فيها جميع الدول و منها رومانيا بالتأكيد، التي قدمت استراتيجيتها في هذا الاتجاه. حددت استراتيجية المجلس الأوربي سبعة مجالات مهمة تُعتبر تحدياتٍ فيما يتعلق بحقوق الطفل: الفقر، اللامساواة، الإقصاء، العنف، الهجرة، العنصرية، التحريض على الكراهية و هي تحاول إيجاد نظام قانوني ملائم لاحتياجات الأطفال.
بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الطفل، تم التوقيع على رسالة شراكة بين اليونيسيف ومجلس التلاميذ في رومانيا بهدف تشجيع وإشراك أكبر عدد من الأطفال والمراهقين في اتخاذ القرارات التي تخصهم، كما قالت لنا ديسبينا أندريه، المديرة الإعلامية في يونيسيف رومانيا، لنستمع إليها: لدى يونيسيف رومانيا، والمجلس الوطني للتلاميذ، اهتمامات مشتركة فيما يخص تشجيع الأطفال واحترام حقوقهم. من جهة أخرى لدينا رؤياُ مشتركة في مجال حقوق الطفل، من حيث أننا نحن والتلاميذ نعتبر أن كل طفل في رومانيا يملك الحق في تعليم نوعي. ظهر هذا الأمر من خلال استبيان تم على الانترنت، روجنا نحن له بشكلٍ أردنا من خلاله أن نعرف، – بعيدا عما نعتقد نحن – ما هو المهم بالنسبة للأطفال، وماذا يعتقدون هم حول أولويات الفترة القادمة. جاء الجواب من أكثرَ من ستة آلاف وتسع مئة طفل قالوا جميعا وبشكل واضح: إن الأولوية الأهم بالنسبة لهم، هي الحصول على تعليم نوعي.
الأولوية في الدرجة الثانية، تُمثِلها الخدمات الصحية، والحق في حياة كريمة، بعيداً عن العنف والفاقة. بعبارة أخرى، لدينا أولويات مشتركة، ونعمل معا، كي نستطيع الدفاع معا عن حق الأطفال في التعبيرعن آرائهم فيما يتعلق بمستقبلهم وأن نقدم لهم هذا الحق. كما نريد أن نرى ما إذا كانت القرارات التي نتخذها، تمثلهم أم لا. نريد أن نمنحهم إمكانية أن يكون لهم رأيٌ وكلمة، وأن نرى معاً ما هي أفضل استراتيجية للمُضي قُدُماً . وفقا للدراسة نفسها، يَعتبر الشباب أولويةً أيضا، مشاركَتَهم في البرامج التطوعية والنشاطات الترفيهية، وحصولَهم على الاستشارات اللازمة من أجل بناء حياتهم المهنية، وحمايتَهُم من التمييز. دانييلا جيورغي مديرة اتحاد المنظمات غير الحكومية من أجل الأطفال، تقول: أريد أن أحيطكم علماً، بما قاله الأطفال الذين نعمل معهم في الاتحاد، في التقرير الأخير المتعلق باحترام حقوق الأطفال في رومانيا. قال الأطفال ما يلي: نحن نريد أن لا تكون حقوق الطفل مكتوبة على الورق فقط، نريد أن تكون أمرا حقيقيا و واقعا. أما نحن فنريد تحقيق حلم الأطفال في أن تكون حقوقهم محترَمَة. طفل آخر قال شيئا مهما جدا، و هو: إن مشاركة الأطفال يجب أن لا تكون إشارة فقط في الأجندا السياسية والعامة، وإنما حقيقةً واقعة. يجب أن تكون للأطفال مشاركةٌ في قيمِ ومبادئ كل مؤسسةٍ تعمل معهم ومن أجلهم. هذه المشاركة تعني الانخراط المباشر في اتخاذ القرارات، سواءٌ في إطار العائلة أو في إطار المؤسسات نفسها. أن تمنح القوة للأطفال، يعني أن يمتلكوا الشجاعة على اتخاذ القرارات واليقين أن بإمكانهم القيام بذلك، على الأخص عندما يكون الحديث عن مصيرهم، عن مدارسهم وعن عائلاتهم. أن تعطي القوة للأطفال يعني أن تساعدهم ليصبحوا فيما بعد مستقلين، بما فيهم الأطفال المشمولون في نظام حماية و رعاية الطفل. أن تصنع أطفالا مستقلين، يملكون القدرة على اتخاذ قرارات, يعني أن تصنع مستقبلا أفضل لرومانيا. الأطفال الذين كتبوا التقرير قالوا: لم تعد تلبي المدرسة احتياجاتنا، لذلك، نحن لسنا سعداء في المدرسة … لسنا بسعداء إذا طلب الأطفال منا أن نساعدهم ليكونوا سعداء، يجب أن نفعل، وأعتقد أن علينا أن نتحمل هذه المسؤولية .
أكثر من نصف أطفال رومانيا، معرضون لخطر العيش في ظل الفقر، بسبب تدني مستوى الخدمات الصحية والاجتماعية والتعليمية، التي يحصلون عليها، أضف إلى ذلك المعرفة المحدودة للحقوق والفرص التي بإمكانهم الحصول عليها، الأمر الذي يؤدي إلى الإقصاء الاجتماعي للعائلات المعرضة لتلك المخاطر، ولأطفالهم. أثرت الأزمة الاقتصادية على هذه العائلات من خلال فقدان أماكن العمل، وانخفاض الموارد. في هذا السياق، طورت يونيسيف مشروعا في محافظة باكاو، استفادت من خلاله خمس وأربعون جاليةً محلية من تحسين الخدمات الصحية والتربوية ومن برامج حماية ورعاية الأطفال جميعا. ديسبينا أندريه، تقول: نعمل مع الأساتذة، كي يُحسِّنوا طرقهم التعليمية، واضعين احتياجاتِ الأطفال في الصدارة – ومن أهمها تعليمٌ مُرَكَّزٌ على الأطفال. ننظم دورات تربوية للآباء والأمهات، ونقدم لهم النصح والمشورة، كما أننا نحاول تشجيع الشباب على الإبداع، وعلى خلق مشاريع خاصةٍ بهم، ونعلمُهم على التشاور والنقاش فيما بينهم، من أجل إيجاد حلول لمشاكلهم المحلية، محليا.
نموذج الحزمة الدنيا لخدمات يونيسيف للمجتمعات المحلية في محافظة باكاو، يشكل في الوقت نفسه عنصرا وقائيا قويا. والحديث هنا عن ضرورة تأمين مساعد اجتماعي، ومساعد صحي، ومستشار مدرسي في كل مدينة في رومانيا، يعملون معا من أجل تحديد احتياجات الأطفال المعرضين للأخطار وعائلاتهم، يتم بناءً على عملهم هذا، تحديد الخدمات التي سيتم تقديمها لهؤلاء.
المشروع الجاري في باكاو، حصل على ميزانية قدرها خمسة ملايين وثلاث مئة ألف يورو، ومن الممكن تطبيقه في جميع أنحاء رومانيا، مما يجعل الفائدة تعم على جميع الأطفال فيها.