أشجار عيد الميلاد من أجل الأطفال
مبيعات قياسية في المزاد العلني الذي نظمته منظمة أنقذوا الأطفال غير الحكومية
Diana Baetelu, 19.12.2023, 15:28
مبيعات قياسية في المزاد العلني الذي نظمته منظمة “أنقذوا الأطفال “غير الحكومية في الثامن من شهر ديسمبر كانون الأول الجاري بمناسبة مهجران ” أشجار عيد الميلاد ” حيث عرضت للبيع اثنتين وعشرين سجرة صنوبر مزينة من قبل فنانين تشكيليين ومصصمين رومانيين مشاهير . فقد حصلت الجعمية من بيع تلك الأشجار على ما يعادل مليون يورو وهو حقا مبلغ قياسي يدل على كرم ممثلي الشركات والمنشآت الكبرى والمقاولين الناجحين الذين شاركوا في المزاد من أجل مساعدة أطفال العائلات الضعيفة الذين يواجهون خطر الفقر والإقصاء الاجتماعي.. المزاد العلني الذي أقيم بالتعاون مع المتحف الوطني للفن تحول كما جرت عليه العادة على مدى دوراته العشرين السابقة إلى مهرجان للخير والعطاء . جورجي رومان مدير البرامج في منظمة “أنقذوا الأطفال ” :يعد مهرجان “أشجار عيد الميلاد” مناسبة اجتماعية متميزة تحظى باهتمام كبير من قبل كبريات الشركات وأبرز المقاولين وكل من يملكون الإمكانات ويرغبون في المساهمة في دعم البرامج المخصصة للأطفال . في كل دورة يقوم فنانون ومصممون مشاهير بتزيين ما بين عشرين وخمس وعشرين شجرة صنوبر من أجل عرضها على الجمهور لمدة أسبوع في الأماكن التي نقيم فيها المزادات . في بعض الأحيان نظمنا المزادات في فنادق كبرى وفي أحيان أخرى نظمانها في قصر البرلمان ومنذ بضع سنوات نقوم بتنظيمها في المتحف الوطني للفن. “
من بين الشخصيات التي أصبحت أسماؤها مرادفات للكرم والجود ذكر جورجي رومان :”أود أن أخص بالذكر السيدة دوينا ليفينتزا الفنانة ومصممة الأزياء المتميزة التي قدمت لنا في كل دورة منذ عام 2001 وحتى الآن أشجار صنوبر مزينة بشكل رائع . أعتقد أن المبالغ التي تم جمعها من بيع الأشجار التي قامت هذه الفنانة الكبيرة بتزيينها هي الأعلى على الإطلاق . كذلك أود ذكر الرياضيين الذين شاركوا في المزادات العنلية ومن بينهم لاعبو التنس هوريا تيكو وإيلي ناستاسي وإيون تسرياك ولاعبة الجمباز ناديا كومانيتشي التي أعتقد أنها شاركت في نسختين للمهرجان أو ثلاث نسخ بالإضافة إلى الرياضية غابرييلا سابو ولاعبة التنس سيمونا هاليب. أما النجوم التلفزيونية فأود ذكر أندريا إيسكا وأندريا رايكو اللتين توليتا تنظيم المزاد منذ عدة سنوات بالإضافة إلى مغني البوب سمايلي والثنائي كاتالين وأندرا ماروتسا . في الدورات الأولى للمزاد العلني شارك أيضا سفير المملكة المتحدة وأيرلندا الشمالية والسفير السويدي “.
كل شجرة صنوبة معروضة للبيع فريدة من نوعها من حيث الشكل والزينة . ففي دورة هذا العام بيعت شجرتان اثنتان فقط مقابل مائة وأربعين ألف يورو للكل . أما قيمة المبيعات منذ تأسيس المهرجان وحتى الآن فتزيد على تسعة ملايين يورو . هل هذا المبلغ كبير ؟ أم على العكس هو أصغر من أن يلبي الاحتياجات الحالية؟ جورجي رومان لديه الإجابة : “يمكننا القول بإنه مبلغ مفيد يسمح لنا بمضاعفة الأنشطة التي نقوم بها في العديد من المجتمعات المحلية ونحن نعلم أن عدد تلك الأنشطة يتوقف على الأموال التي نجمعها . هناك برامج لا بد من مواصلتها على المدى البعيد وتحتاج إلى مبالغ تتراوح ما بين ثلاثمائة وأربعامئة ألف يوروعلى المستوى الوطني. ولكن النتائج هي أيضا استثنائية بالنظر إلى المشاكل والصعوبات التي يواجهها التعليم في المناطق الريفية. ونحن نعلم أن تقييم نتائج الطلاب الرومانيين في اختبارات “بيسا ” قبل أيام قليلة أظهرت الفجوة الكبيرة بين نتائج أطفال العائلات الضعيفة المعرضة لخطر الفقر وأطفال العائلات الميسورة وهي فجوة تعادل فارق ثلاث سنوات من الدراسة بين الفئتين . لذا فإن برماجنا موجهة إلى البيئات الاجتماعية الضعيفة على وجه خاص “.
بمرور الوقت تحولت مهرجانات “أشجار عيد الميلاد” إلى فرص تعليمية حقيقية لأكثر من مائتي ألف طفل. فما هي البرامج التي توفر مثل هذه الفرص ؟ جورجي رومان لديه الفاصيل : “البرامج التعليمية وخاصة برنامج “الفرصة الثانية ” المخصص للأطفال الذين تركوا المدرسة منذ سنوات ولا يمكن إعادة إدماجهم في النظام التعليمي النهاري ويحتاجون بالتالي إلى دورات تعليم خاصة… أو برنماج “المدرسة مابعد المدرسة” الذي يتضمن إلى جانب الحصص الدراسية وجبة طعام ساخنة يومية وهو برنامج ساعد نحو مائة وخمسين ألف طفل اقتصاديا واجتماعيا بحيث إعيد إدماجهم في النظام التعليمي أو قمنا بضمهم إلى فعالياتنا الهادفة إلى منع التسرب المدرسي. هناك أيضا برامج خاصة بالمرحلة ما قبل المدرسة ومن بينها برنامج “رياض الأطفال الصيفية” الذي يقام في أفقر المجتمعات المحلية التي لا توجد فيها رياض أطفال إطلاقا وهو برنامج بالغ الأهمية لأنه يعد الأطفال الصغار لمدة شهرين أو ثلاثة أشهر للالتحاق بالمدرسة . وهنا يجدر ذكر أن الدراسات أظهرت أن سبب التسرب المدرسي في المرحلة الابتدائية هو غياب الإعداد المناسب للأطفال في السنوات ما قبل المدرسة ولهذا السبب نعتبر برنامج “رياض الأطفال الصيفية ” أولوية لنا . وقد استفاد منه حتى الآن عشرة آلاف طفل يعيشون في قرى معزولة”.
الإضافة إلى ذلك تم تجهيز أكثر من مائة مكتبة مدرسية بعشرات الآلاف من الكتب كما تم ترميم وتحديث قاعات الدرس وحصل عشرات الآلاف من الأطفال على مستلزمات مدرسية. وقد أظهرت الدراسات أن خطر الفقر والإقصاء الاجتماعي أكبر في المناطق الريفية منه في المدن فيما أشار تقرير برنامج “بيسا” الدولي لتقييم اِلطلاب والذي نشرته منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية مؤخرا إلى أن الفجوة ستتعمق بين المناطق المتضررة من الفقر البنيوي وسائر المناطق ما لم يخصص المزيد من الأموال للتعليم: “رومانيا هي الدولة التي تخصص أدنى نسبة من الناتج القوميللتعليم لذا فإن زيادة تدريجية للاسثمار في نظام التعليم هي السبيل الوحيد إلى اللحاق بركب البلدان الأوروبية الأخرى .. ففي الوقت الحالي تخصص رومانيا لقطاع التعليم حوالي ثلاثة فاصلة اثنين بالمائة من الناتج القومي في حين أن المعدل الأوروبي يبلغ خمسة بالمائىة ..معنى ذلك أنه يتوجب علينا تعويض هذا التأثر لكي نتمكن من تحقيق العدالة في نظام التعليم بحيث تكون مدارس القرى مماثلة تماما لمدارس المدن .. فلا يجب ان نحكم على أي طفل بأن يعيش في فقر وجهل لمجرد أنه ولد في منطقة ريفية “.