قلعة فغراش
ندعوكم اليوم لنستكشف قلعة فغراش التي تقع مركز مدينة فغراش التاريخية، في محافظة براشوف.
Ana-Maria Cononovici, 10.02.2023, 11:11
ندعوكم اليوم لنستكشف قلعة فغراش التي تقع مركز مدينة فغراش التاريخية، في محافظة براشوف. بدأ بناء القلعة عام 1310 في موقع حصن قديم من الطين والخشب يرجع إلى القرن الثانيَ عشرَ. تمَّ بناء القلعة بأسباب استراتيجية واضحة من أجل الدفاع عن جنوب شرقي ترانسلفانيا ضد هجوم التتار والعثمانيين. في عام 1526، أصبح “اشتفان مايلات”، وهو ابن أحد بويارات المنطقة، أي أمرائها، حاملا للقب “فويفود”، وبدأ عملية تغيير فغراش والمنطقة المحيطة بها إلى قلعة محصَّنة، وتم تدعيم الجدران الدفاعية التي تضاعفت وتمّ تصميم غرف أخرى. وتقول عن جمال هذا المكان مديرة متحف بلدة فغراش، إلينا بَجِنارو: “هذه القلعة هي أفضل ما تم الحفاظ عليه من القلاع الدفاعية في جنوب شرقي أوروبا، وليس في رومانيا فقط. عُرِفت هذه القلعة بأنّها ملكية خاصة للأميرات اللواتي سكنَّ فيها، وهُنَّ تسلمن على هذه القلعة باعتبارها مهرًا من أزواجهن. ولم تتِمَّ محاصرة هذه القلعة، لكنّها فتحت أبوابها مرّتين: إحداهما عام 1541 عندما تمَّ أسر الفويفود اشتفان مايلات من قِبَلِ العثمانيين، والمرّة الثانية عندما دخل القلعة ميخائيل الشجاع عام 1599. ونقدّم لكم جولة زيارة تحتوي على معلومات عن تاريخ القلعة، والإثنوغرافيا، وتوجد في المتحف غرف مُرتبة حسب أسلوب العصور الوسطى وقاعة العرش أو القصر الكبير كما عُرفت في القرن السابع عشر.”
إلينا بجنارو، مديرة متحف بلدة فغراش، كانت دليلنا خلال القلعة: ” يدخل الزائرُ أولًا القلعة من خلال جسر من الخشب ويعبر الخندق المائي الذي يُحيط بالقلعة، ويدخل بعد ذلك القاعة الخارجية حيث يُرى الشارع والمَعْقِل، حيث كان يتمّ تحضير البارود لأسلحة الدفاع عن القلعة. ومن هنا يمكنكم أن ترَوا برج السجن الذي أُطْلِقَ عليه هذا الاسم بسبب كونه في القرنين السادس عشر والسابع عشر سجنا في العصور الوسطى. وفي الطابق الثاني عندنا معرض مُكَرَّس لتاريخ المناهضة للشيوعية وخاصّة المناهضة المكونة من النساء في جبال فغراش. ثم يمكنكم دخول قاعة داخليّة رائعة توجد في وسطها النافورة التي أُعيدَ ترميمها على طراز القرن السابع عشر. وإذا تصعدون السلالم الكبيرة، تستكشفون جولة الزيارة في الطابق الأول، والتي تضمّ خمسًا وعشرين غرفة، وتقدِّمُ معلومات عن تاريخ المنطقة، كالاكتشافات الأثريّة منذ أربعة آلاف سنة في بلدة فغراش. ويمكنكم اكتشاف تاريخ مدينتنا، وخاصّة التاريخ الاقتصادي ابتداء من الروابط المهنيّة التي عملت هنا: عشرون رابطةً وورشات لعمل الزجاج، أكثرها شُهْرة في المنطقة: الورشات من بورُمباكو وأرباش العُليا.
طبعًا يقدّم المتحف معروضات إثنوغرافية تكمل صورة منطقةٍ غَنيَّةٍ في الأزياء الشعبيّة وفي العادات والتقاليد. وقاعة مجلس شورى الدولة، والتي تُسَمّى هكذا بسبب كونها مكان انعقاد اجتماعات شورى ترانسلفانيا، وفيها توجَدُ معروضات متنوّعة من العصر القديم، مثل نسخة طبق الأصل من آلة التعذيب أحضرها النمسويون في بداية القرن الثامن عشر. وبقرب هذه القاعة توجد غرفة الأميرة التي تُسمّى “بيت السيدة”، والتي تجمع بين معروضات أصلية ونسخ طبق الأصل منها من القرن السابع عشر. وبعدما تخرجون من جولة المعرض وندخل القصر العظيم أو قاعة العرش، حيث توجد أربعُ غرفٍ مُتعدِّدةِ الوظائف ومُزيَّنة ومُرتَّبة بِأسلوب القرن السابع عشر، حيث تنعقد فعّاليّات ثقافيّة مُتنوّعة.”
وهناك معارض مؤقّتة منظّمة بالمشاركة مع المتاحف الرومانية الأخرى. وعلِمْنا أنَّ الدليل يتكلم باللغات: الرومانية، الإنكليزية والمجريّة، وأنَّ الإوزّ العراقيّ يتواجد بين شهري مارس وأكتوبر في الخندق المائي، كاستمرار لعادات الأميرات اللواتي كُنَّ يعتنين بها في قديم الزمان.