في بوكوفينا، في صَيْد الكَمَأ
بغض النظر عن الوقت من العام، تُمثِّل بوكوفينا وجهةً مفضلةً للعطلة للرومانيين والسياحِ الأجانبِ على حدٍّ سواء، وهي معروفة بفضل الأديرة التي تحتوي على لوحاتٍ جدارية داخلية وخارجية مُدْرَجة في التراث يونسكو العالمي، تُقدِّمُ بوكوفينا مجموعة متنوعة من الخِياراتِ السياحية استِنادًا إلى الإطار الطبيعي والتقاليد.
Ștefan Baciu, 05.05.2024, 12:50
بغض النظر عن الوقت من العام، تُمثِّل بوكوفينا وجهةً مفضلةً للعطلة للرومانيين والسياحِ الأجانبِ على حدٍّ سواء، وهي معروفة بفضل الأديرة التي تحتوي على لوحاتٍ جدارية داخلية وخارجية مُدْرَجة في التراث يونسكو العالمي، تُقدِّمُ بوكوفينا مجموعة متنوعة من الخِياراتِ السياحية استِنادًا إلى الإطار الطبيعي والتقاليد. تُوفِّرُ جبال كاليماني (Calimani)، وراراو(Rarău)، وجيومالاو (Giumalău) الظروف المثاليّة لممارسة الرياضاتِ الشِّتْوِيّة، خاصة حول محطّات التزلُّج في (Câmpulung) كِمبولونغ و(Vatra Dornei)فاترا دورنِيْ، وفي الفصول الأخرى، تَتَوفّر ظروفٌ مثالية لقضاء عطلة نشطة، مثل المشي لمسافات طويلة، وركوب الدراجات، وركوب الخُيول، والزلاجات، والهبوط بالقوارب على مياه الجبال السريعة .بالإضافة إلى القيم الثقافية والجمال الطبيعي، تتميز بوكوفينا أيضًا بمأكولاتٍ مميزة، تتضمن أطباقًا تحوي الكثيرَ من اللحوم، وغالبًا ما تُقدَّم مع الملفوف والبطاطس والكَمَأ.
هناك أنشطةٌ أخرى غيرُ عاديةٍ يمكنكم ممارستُها عند زيارتكم لبوكوفينا. إيوان ميخائيل روبو (Ioan Mihail Robu) من قرية بوتوشانا (Botoșana) قد حوّل هِوايتَهُ إلى نشاطٍ يجذب بعضَ الزوار. ويقدِّمُ نفسه بـ “صيّادِ الكَمَأ ” أو “باحث الكَمَأ “، وهو نشاط يقوم به مع كلبَيْه، ويكافئهما في كل مرة ينجحان في العثور على هذه الفِطْريات. يقول إيوان:
“نحن في العمل وفي نفس الوقت نستمتع ونشعر بالراحة، لأنه في نهاية المطاف تبقى جولة في الطبيعة. بالطبع، هذه هواية يمكنك من خلالها اكْتِسابُ بعض الأشياء. لكنها ليست مهنةً تدعمك ماليًّا طوال العام. لذلك يجب عليك القيامُ بشيءٍ آخَر، وهذا يبقى هواية، لكي لا تُدمِّرَ الطبيعة. أعتقد أنني أخذتُ إلى الغابة لتجْرِبة صيد الكمأ تقريبًا كلَّ أصدقائي الذين جاءوا لزيارتي في بوكوفينا وحتى الأشخاص الآخرين الذين أرادوا زيارة بوكوفينا وأتَوْا إليّ. يبدو لي أنها تجربة مثيرةٌ ومُمتِعَة. إنها جولة في الطبيعة، فيها يرى الزائر شيئًا جديدًا، ويشاهد كيف يعمل الكلب، ويُخرِج الكمأ من التربة، ويشمُّ الكمأ. صدقوني، عندما تَخرج الكمأ من التربة، لها أطيب رائحة ممكنة! أنا أشجّع جميعَ من يريدونَ زيارةَ بوكوفينا، أن يأتوا لنقوم بجولة في الغابة، جولة يومية سهلة
إذا التقيتم بـ إيوان ميخائيل روبو، سيقدِّم لكم شريحة خبز مدهونة بزبدة الكمأ. كان الأصدقاء الذين حثّوه على الترويج لنشاطه من خلال تنظيم حَدَث .وهكذا ظهر مهرجان الكمأ:
“قمنا بتطوير فكرةِ مهرجانِ الكمأ لجَعْلِ الكمأ أكثرَ توافرًا للناس. نريد كسر هذه الأسطورة التي تقول إن الكمأ هو مُنتَج فاخر. في مهرجان الكمأ، أعتقد أن أيَّ شخصٍ يمكنه تذوُّقُ الكمأ. إنه مهرجان للصداقة وكل شيء يدور حول الكمأ. الفكرة هي أن يفهم الإنسان أنه يجب أن يكون أقرب إلى الطبيعة وأنه يجب أن يتذوق ما لدينا في غاباتنا، في جبالنا، في بلادنا. نروج لبوكوفينا وللمنتجين المحليين في بوكوفينا ولكل ما هو له علاقة بثقافتنا وتقاليدنا في بوكوفينا.”
مثل العام الماضي، سيُنَظَّم مهرجان الكمأ في (Cacica)كَتشيكا، وهي مدينة معروفة بمَنْجَمِ المِلْحِ الذي تم استغلالُهُ مُنْذُ نِهايَةِ القرن الثامنَ عشر. تم إنشاء متحف هنا يُعرض فيه تاريخ هذا النشاط، حيث تم استقطابُ عمالِ وفنيين من الإمبراطورية النمساوية، معظمهم من البولنديين الذين شكلوا مجتمعًا في كَتشيكا وقاموا ببناء كاتدرائية رومانية كاثوليكية مَهيبة تحت اسم “سُبات السيدة العذراء”. في الختام، لاحِظوا أن نسخةَ هذا العام من مهرجان الكمأ ستُنظَّم في بلدة كتشيكا، بين الأول والرابع من شهر أغسطس.
.”