مناطق الجذب السياحي في مدينة سيبيو والمناطق المحيطة بها
تُعد سيبيو التي تقع في وسط رومانيا مصدراً حقيقياً للثقافة والحضارة، وكذلك من أجل التسلية والمتعة.
Daniel Onea, 22.12.2018, 13:41
ابتداءً من السادس عشر من شهر كانون الأول “نوفمبر” وحتى الثالث من شهر كانون الثاني “يناير”، يُقام في مدينة سيبيو أحد أجمل معارض عيد الميلاد في رومانيا. تحدثنا “أنكا نيتسوي Anca Nițoi”، عالمة الآثار في متحف “بروكينتال Brukenthal” الوطني، وهي متخصصة في العصور الوسطى وأسلحتها، حول تاريخ المدينة.
“تم ذكر “سيبيو” لأول مرة في القرن الثاني عشر، في عام ألف ومئة وواحد وتسعين، عندما أعطاها البابا “شيليستين الثاني” لقباً كنسياً رفيعاً يمنحها سلطة كنسية على الأراضي المحيطة بها. توسع استعمار “الساش” ممثلاً بالملك المجري “جيزاGéza ” الثاني في القرن الثاني عشر خلال فترات متعددة وغطى جنوب ترانسيلفانيا بالكامل. في هذا السياق، تظهر مدينتان هامتان للغاية: “سيبيو” و”براشوف”. تطور “سيبيو” بشكل أسرع، أعطاها أهمية إدارية أكبر بكثير في العصور الوسطى. حيث أصبحت “سيبيو” المركز الكنسي، حيث نجد أهم المنشآت التجارية. وفي القرن الخامس عشر، ظهرت جامعة “الساش” في سيبيو. وكان هذا هو الأساس في تطوير ترانسيلفانيا، منذ العصور الوسطى وحتى يومنا هذا. وكدليل على هذا، أصبحت “سيبيو” العاصمة الثقافية لأوروبا في عام ألفين وسبعة، لتتويج أهميتها التاريخية “.
سوف تجدون في “سيبيو” أيضاً أول متحف فني متاح للجمهور في رومانيا في عام ألف وثمانمئة وسبعة عشر. وببنائه على النمط الباروكي، بين عامي ألف وسبعمئة وثمانية وسبعين وألف وسبعمئة وثمانية وثمانين، كان القصر المقرّ الرسمي للبارون “صامويل فون بروكينتال Samuel von Brukhental”. كان هو الممثل الوحيد لمجتمع “الساش” في “ترانسلفانيا” والذي تقلّد وظائف عامة هامة داخل الحكومة النمساوية تحت سلطة الإمبراطورة “ماريا تيريزا”. تتزامن الفترة التي قضاها “صامويل فون بروكينتال Samuel von Brukhental في فيينا مع فترة تشكيل مجموعة لوحاته الفنية المعروفة. في عام ألف وسبعمئة وثلاثة وسبعين، وفي الكتاب السنوي النمساوي، تم تعريفها كواحدة من أكثر المجموعات الخاصة قيمة، والتي يمكن أن تنال الإعجاب في وسط فيينا الثقافي في ذلك الوقت. الدكتور “ألكساندرو سونوك” هو رئيس قسم متحف بروكينتال للفنون ودليلنا اليوم.
“في الوقت الحاضر، يدار المتحف من قبل مجلس مؤلف من خمسين في المئة من ممثلي الحكومة، وخمسين في المئة من البروتستانت في “سيبيو”. إنها تجربة فريدة من هذا النوع في رومانيا. ستتم إعادة المجموعات التي تنتمي إلى الكنيسة البروتستانتية، ولكن سيتم إبقاؤها كمواد مقترضة وبإدارة المتحف، كما ستكون متاحة للجمهور وفقاً لوصية البارون الذي أراد إتاحتها لجميع الناس. خلال عصر التنوير، أدرك البارون أن مجموعاته الفنية يمكن أن تساهم في تطور العلم والثقافة والفنون في ترانسيلفانيا، لذلك أراد أن تكون متاحة للزوار في أيام معينة من الأسبوع. ولتحقيق هذه الغاية، أقام مؤسسة وأجبر الكنيسة والورثة على إتاحتها للجمهور”.
يمكن العثور على شعار النبالة لمدينة “سيبيو” على طول الطريق على المباني، وعلى الزجاج الملون أو على الجسور. في الساحة الصغيرة ، تضم المباني المنازل الحرفية. هنا يتم تمييز شعارات البيوت وفتحات التهوية على الأسطح على شكل العيون، “عيون المدينة” التي تقول الأساطير عنها أنها تراقب المنطقة في الليل. تحدثنا “أنكا نيتسوي Anca Nițoi”، عالمة الآثار في متحف “بروكينتال Brukenthal” الوطني، وهي متخصصة في العصور الوسطى وأسلحتها، حول الأجندة الثقافية لوجهتنا.
“سيبيو” هي عاصمة المسرح في أوروبا الشرقية. يعد مهرجان المسرح الدولي، في نسخته الحادية والعشرين، ثاني أكبر مهرجان في أوروبا بعد مهرجان إدنبره. إنه مهرجان يجلب سنوياً إلى “سيبيو” مئات الآلاف من السياح، لأنه ابتكاري، ويقدم المسرح بشكل حديث. يمكن لأولئك الذين يريدون معرفة تقاليد الشعب الروماني، الحضور إلى مهرجان “الأغنية الجبلية”. لدينا متحف “أسترا”، حيث يمكن للأجنبي معرفة تاريخ وتقاليد الرومانيين. يوجد نشاط ما في نهاية كل أسبوع. لدينا معرض عيد الميلاد في فصل الشتاء. ربما أنا متعصبة قليلاً، لكن يخيل لي أنه يمكن شراء أجمل الصناعات الرومانية من معارض في “فيينا”، و”براغ”.
يقول “أندريه دراغان راودوليتس Andrei Drăgan Răduleț “، مدير المهرجان، إن معرض عيد الميلاد في “سيبيو” يستقطب جماهير مختلفة.
“إذا كان العديد من هذه المهرجانات في البلاد تعتمد على الحفلات الموسيقية الكبيرة، فقد خاطرنا وألغينا العديد منها. لدينا افتتاح المهرجان في كل عام، حيث تتم دعوة فنان شهير على الصعيد الوطني، ثم نركز بعد ذلك على المعرض نفسه “.
هذا لا يعني أن قديس عيد الميلاد سيكون في عداد المفقودين من هذا المهرجان.
“سيأتي يوم الثالث والعشرين من كانون الأول “ديسمبر” وسيقدم هدايا للأطفال. لديه مسرح صغير قرب شجرة التنوب حيث يأتي كل عام. هناك أيضاً حدث مثير للغاية مخصص للأطفال: ورشة قديس عيد الميلاد. يعرفه أهالي “سيبيو”، لكن يمكن أن يكون جديداً بالنسبة للآخرين. هناك صندوق كبير يتم تنفيذ عدة ورش عمل فيه، كل أسبوع. هذه هي العلّية. أفضل شيء معروف هو الشموع التي يصنع فيها الأطفال فعلياً شمعة من البداية. يحصلون على الفتيل، وبواسطة تقنية قديمة تتمثل في غمر الفتيل في الشمع الذائب، يقومون بعمل الشموع التي يريدونها، وهي مكونة من ألوان مختلفة ومن تراكيب مختلفة. لا يزال لدينا ورشة لصنع الفطائر وآخر لصنع البسكويت. وفي النهاية، يحصل الأطفال على عجينة البسكويت التي يصنعوها، ويخبزوها في ورشة العمل، ثم يأخذوها معهم إلى المنزل”.
إذا كان لديكم المزيد من الوقت، يمكنكم زيارة منطقة “مارجينيميا سيبيو” المعروفة بكثرة دور الضيافة الخاصة بها، والأجبان الخاصة بها، والتقاليد والحرف اليدوية التي أبقوها على قيد الحياة في هذه المنطقة. لكن القليل من الناس يعرفون التراث الطبيعي لهذه المنطقة. تقريبا المنطقة بأكملها هي جزء من “شبكة ناتورا ألفين”، وهو نظام يحمي الموائل الطبيعية القيمة.