فوائد استخدام الذكاء الاصطناعي في الجهاز المصرفي
تستخدم التكنولوجيا في مجالات وصناعات شتى حيث تساهم في إثرائها وتغييرها
Diana Baetelu, 20.05.2024, 15:30
تستخدم التكنولوجيا في مجالات وصناعات شتى حيث تساهم في إثرائها وتغييرها. كما هي حاضرة بقوة في حياة كل واحد منا وتستخدم أضا بشكل كبير في النظام المصرفي الذي يعتبر الذكاء الاصطناعي آداة ضرورية للحفاظ على مستوى تنافسي مناسب ولتقديم خدمات مصرفية متميزة للزبائن . فزيادة فعالية العمليات الإدارية وتقديم خدمات مصرفية مشخصنة فضلا عن منع وقوع حالات غش واحتيال وتحسين تجربة الزبائن أثناء تعاملهم مع البنك هي فقط بعض من فوائد استخدام الذكاء الاصطناعي في القطاع المصرفي .
ومع ذلك لا يخلو استخدام الذكاء الاصطناعي عن مخاطر يتعلق معظمها بحماية البيانات فضلا عن خطر فقدان الوظائف. كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساهم في حماية وتأمين الموارد المالية والبيانات الحساسة؟ إمكانية اكتشاف الهجمات السيبرانية بشكل أسرع وأكثر فعالية الحيلولة دون وقوعها يعدان من بين لوظائف المتميزة لجدران الحماية المصرفية التي تستخدم الذكاء الاصطناعي. علاوة على ذلك يمكن للذكاء الاصطناعي أن يقوم بتقييم وتحليل حجم كبير من البيانات بسرعة فائقة وفي الوقت الفعلي ما يسمح للمستخدمين بتشخيص التهديدات المحتملة بشكل أكثر فعالية وويمكنهم من اتخاذ التدابير الأمنية المناسبة.
كما يمكن استخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي لأتمتة العمليات المتكررة والروتينية مثل التدقيق في الوثائق ومدى صحتها أو فتح الحسابات المصرفية أو تقييم طلبات الائتمان . من جانب آخر يمكن استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات الزبائن وتقديم حلول مشخصنة لإدارة الحساب أو التخطيط المالي أو الاستثمار .ويقول الخبراء إن استخدام الذكاء الاصطناعي في النظام المصرفي يمكن أن يلعب دورا هاما في في اكتشاف حالات الاحتيال ومنع وقوعها علما أن خوارزميات التعلم الآلي يمكن تدريبها على اكتشاف أي جوانب غير طبيعية في المعاملات المصرفية كما ينكنها التحذير من محاولات احتيال محتملة .
البنك المركزي الروماني يعتبر الذكاء الاصطناعي أداة واعدة لتخفيف التضخم بحسب كريستيان بوبا عضو مجلس إدارة البنك المركزي الذي حضر مؤخرا مؤتمرا للخبراء في المجال . وأوضح بوبا أن الذكاء الاصطناعي ساهم في تخفيف التضخم لدوره في زيادة فعالية العمليات الاقتصادية وتحسينها بما يؤدي في إلى استقرا الأسعار . كريستيان بوبا :” عملية صنع قرارات السياسة النقدية أصبحت أكثر تعقيدا في الفترات التي تتسم بتغيرات هيكلية ضخمة مثل تلك التي نمر بها حاليا. وسأذكر بعضا منهذه التغيرات الهيكلية : العولمة وهي في انحسار وعمليات الضبط وهي أكثر كثافة والحمائية وهي في تنام على الجانب الآخر من المحيط الأطلسي على الأقل ومكاسب السلام وهي في تلاش على خلفية توجيه جزء من نفقات الدفاع إلى القطاع العسكري على حساب التعليم والصحة والسكان الذين يشيخون في حين أن معدلات الموليد في انخفاض ومكاسب الطاقة وهي توشك على الاختفاء بسبب ارتفاع الأسعار. وتضاف إلى ما سبق مشكلة العجز المالي وهي في تعاظم فضلا عن التحول إلى الاقتصاد الأخضر وما ينطوي عليه من تكاليف إضافية . ويبدو أن كل هذه التغيرات البنيوية تشير إلى أن الضغوط التضخمية سوف تبقى على حالها لفترة طويلة. ولكن هناك تغييرا واحدا يمكن أن يعمل في الاتجاه المعاكس وهو استخدام الذكاء الاصطناعي الذي يمكن أن يحد من آثار التغيرات الهيكلية المذكورة إذا استخدم على نطاق أوسع بما يحفز النمو الاقتصادي المستدام عبر زيادة إنتاجية العمل وفتح آفقق جديدة أمام الابتكار والتقدم.”
مع ذلك يعتقد كريستيان بوبا أن وتيرة هذه التغييرات غير قابلة للتنبؤ وأن آثار تطبيق تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لن تظهر إلا على المدى البعيد وبعد فترة من التكيف لا بد منها وبعد تعزيز التعاون بين الناس والتكنولوجي على حد تعبيره . وأكد كريستيان بوبا أن الذكاء الاصطناعي سيقدر على المدى البعيد على تحسين بعض من مهاراتنا وقدرات من أجل الاستفادة منها في فرص مهنية جديدة. لكنه أشار أيضا إلى بعض المخاطرالمترطبة به سواء فيما يتعلق بحماية البيانات أو تفسيرها بشكل صحيح من قبل الذكاء الاصطناعي.
لذا فإن البنك المركزي سيدعم الابتكار لكنه سيبحث عن طريقة مناسبة للتعامل مع الذكاء الاصطناعي تأخذ فيالاعتبا مستوى المخاطر المرتبطة به .تعامل سيكون متساهلا فيما يتعلق بالعمليات المصرفية وصارما للغاية فيما يخص العمليات المصرفية الأساسية . فالواقع يفرض على البنك المركزي أن ينظر ببعض التحفظ إلى تحويل المساعد الرقمي إلى خبير في إدارة المخاطر المصرفية أو الموافقة على الإقراض من عدمها بحسب كريستيان بوبا .
من بين المخاطر المرتبطة باستخدام الذكاء الاصطناعي ذكر مسؤول البنك المركزي أييضا فقدان الوظائف نتيجة أتمتة بعض العمليات بالإضافة إلى المخاطر المتعلقة بخصوصية البيانات . يتوقع الخبراء أن يصبح اسخدام الذكاء الاصطناعي معمما ومتكاملا مع معظم العمليات و الخدمات المصرفية بحلول عام 2030