ظاهرة تعاطي المخدرات في صفوف الشباب
التقرير السنوي الوكالة الوطنية لمكافحة المخدرات نشر في مطله العام الجاري
Diana Baetelu, 15.05.2023, 14:56
التقرير السنوي الوكالة الوطنية لمكافحة المخدرات يعد واحدا من أهم المراجع في المجال سواء للمختصين أو صانعي القرار. فأحدث تقرير من هذا النوع نشر في مطلع العام الجاري ويقوم بتقييم البيانات المتعلقة بتعاطي المخدرات في لعام 2021 كما يتضمن معلومات حول أكثر أنواع المخدرات تعاطيا في رومانيا . وقد أشار التقرير إلى أن عشرة فاصلة سبعة بالمائة ممن تتراوح أعمارهم ما بين الخامسة عشرة والرابعة والسعبين تعاطوا نوعا واحدا على الأقل من المواد المحظورة في وقت من الأوقات في حياتهم فيما يسميه الخبراء بتعاطي التجربة أو الفضول . كما أن ستة بالمائة منهم تعاطوا مخدرات خلال العام الأخير وهو ما يسميه الخبراء بالتعاطي المستجد. وأعلى معدلات التعاطي سجلت في صفوف الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين الخامسة عشر والرابعة والثلاثين.أما فيما يتعلق بسن البدء بتعاطي المخدرات فقد تبين أن المراهقة هي المرحلة العمرية التي يكون فيها الشباب أكثر عرضة لتجربة المخدرات لأول مرة في حياتهم .
تظهر البيانات أن القنب جاء في المرتبة الثانية في تنصيف المواد المحظورة الأكثر استهلاكا في رومانيا سواء من قبل البالغين أو الشباب في سن التعليم فيما تحتل المؤثرات العقلية الجديدة المركز الأول . بالإضافة إلى ذلك يعد القنب والكوكايين من بين أنواع المخدرات التي يتوقع الخبراء زيادة كمياتها في سوق المواد المحظورة حيث احتل الكوكايين المرتبة الأولى من حيث الكميات المصادرة وهي الأكبر في التاريخ يليها القنب في المرتبة الثانية . وتجدر الإشارة أيضا إلى أن نحو خمسة وسبعين بالمائة من إجمالي كميات المخدرات المصادرة كانت مخصصة للسوق المحلية وهو ما يعتبره الخبراء مؤشرا على دينامية سوق المواد المحظورة في رومانيا . من ناحية أخرى تراجع تعاطي المخدرات لأغراض الترفيه بنسبة اثني عشر بالمائة .ولكن بعيدا عن الإحصائيات والأرقام يحذر الخبراء من المخاطر التي يتعرض لها المتعاطون ويقدمون لهم نصائح و إرشادات للتخلص من الإدمان.
خبير مكافحة الخدرات وعلم الاجتماع كيتلين تسوني أشار في حديث لراديو رومانيا إلى التدابير التي تتخذها السلطات لمكافحة تعاطي المخدرات ووقاية الشباب منها :”لا يكفي أن ننظر إلى أعين أطفالنا ونتواصل معهم بشكل مباشر بل علينا أن ننتبه أيضا إلى أصدقائهم . نحن المختصين يتعين علينا أن نقدم للوالدين نصائح واضحة وأن ننظم لهم تدريبات كما يجب أن نوفر للآباء المعولمات الأساسة حول ظاهرة تعاطي المخدرات وسبل مكافحتها لأن كثيرين منهم ليسوا على دراية بهذه الأمور كونهم ينتمون إلى جيل مختلف .كما أن الحظر وحده لا يكفي لإبعاد أطفالنا عن المواد المحظورة بل علينا أن نقدم لأطفالنا بدائل قد تكون ممارسة الرياضة وأي أنشطة أخرى من شأنها أن تزيد من تركيز الدوبامين في أدمغتهم بما فيه كفاية لإبعادهم عن المخدرات. كما علينا نحن المدرسين والآباء معا أن نتعرف على عالم المراهقين والشباب بشكل أعمق لأن الإغراءات تتربص بهم في كل مكان . فشبكات التواصل الاجتماعي تحفل بالمؤثرين المزعومين الذين يروجون لسلوكيات وعادات خطيرة ويحثون على البدء بتعاطي المخدرات. لقد حان الوقت للانتقال من الأقوال إلى أفعال والعمل بشكل منظم وفعال . من جانب آخر علينا أن التعلم من تجارب البلدان الغربية التي لديها خبرة في هذا المجال .خلاصة القول أن علنيا ألا ندع الأمور تصل إلى منعطف خطير . رومانيا تستضيف فعاليات موسيقية كبرى وهي أيضا وجهة لسياحة الترفيه وهذا بلا أدنى شك أمر جيد ولكن مثل هذه الفعاليات تتخللها سلوكيات وممارسات خطيرة ومن بينها تعاطي المخدرات “.
رسميا تحتل رومانيا المرتبة الأخيرة من حيث انتشار تعاطي المخدرات. لكن المختصين ينبهون إلى أن الإحصاءات الرسمية لا تعكس العدد الحقيقي للمتعاطين والمدمنين . ما هي آثار تعاطي المخدرات؟ الدكتور رادو تسينكو أخصائي التخدير والعناية المركزة علم السموم لديه الإجابة: “تعاطي المخدرات يتسبب في التسمم الحاد الذي يمكن أن يعرض حياة المدمن للخطر. ومن بين أخطر مضاعفاته اعتلال الدماغ السام الذي يسبب الغيبوبة إضافة إلى التسمم القلبي الذي يمكن أن يؤدي إلى عدم انتظام ضربات القلب أو حتى السكتة القلبية . هذا بالإضافة إلى التسمم الكلوي والفشل الكلوي الحاد الذي يقتضي إخضاع المدمن لغسيل الكلى.أما التعاطي المنتظم فيؤدي للأسف إلى ظاهرة التعود التي تتمثل في حاجة المدمن لزيادة الجرعات من أجل الحصول على التأثير ذاته وهي المرحلة التي تعقبها متلازمة الإدمان أي أن المتعاطي يحتاج إلى وجود المخدر في جسمه باستمرار لأن التوقف عن التعاطي يؤدي إلى الانسحاب هي حالة تجعل المدمن ينخرط في سلوكيات عنيفة أو جرائم لأن المدمن سيفعل أي شيء للحصول على مخدرات .”
يجرم تعاطي المخدرات والاتجار بها في رومانيا وقد تم مؤخرا تشديد العقوبات على المتعاطين والتجارعلى حد سواء . وفي الوقت نفسه تهدف مشاريع ومبادرات الوكالة الوطنية لمكافحة المخدرات إلى تخفيض الطلب على المخدرات من خلال تعزيز النظام الوطني المتكامل للوقاية والمساعدة. ففي عام 2021 وهو العام الذي أصدرت فيه الوكالة الوطنية لمكافحة المخدرات أحدث تقاريرها نفذ موظفو الوكالة عشرين ألف عملية ضمن المساعي الرامية لمكافحة تعاطي المخدرات في المدرسة والأسرة والمجتمع كما أقامت حملات توعوية وتثقيفية حول المخاطر المرتبطة بتعاطي المخدرات وتناول المؤثرات العقلية. وقد شارك في تلك الحملات منها أكثر من سبعمائة ألف شخص.