حقوق المستهلكين في الاقتصاد الرقمي
س قيمة الصفقات التي بلغتها دول الاتحاد الأوروبي الأخرى. شرح هذا الاتجاه سهل: فهذا النوع من التجارة يتوسع بفضل مزاياه، أي وقت أقل، وسعر أقل
Corina Cristea, 07.05.2018, 15:08
ما هي المنتجات الأكثر مبيعا على الإنترنت؟ هي الأجهزة الإليكترونية المنزلية ومنتجات تكنولوجيا المعلومات والملابس ومنتجات الأطفال وصناعة السيارات — هذا هو رأي الذين اختاروا القيام بالتجارة عبر الإنترنت. وتحدث معنا فلورينيل كيش، المدير التنفيذي للجمعية الرومانية للمتاجر عبر الإنترنت عن هذا الموضوع قائلا إن التجارة عبر الإنترنت ساعدت في جعل التجارة نفسها أكثر ديمقراطية مشيرا إلى فوائد هذا النظام:
“إنني أحصل عن طريق التكنولوجيا على ملايين من المنتجات وأمامي جهاز متصل بالإنترنت. لا يجب أن أمشي إلى المتاجر أو أختار من منتجات محددة موجودة بالقرب مني أو في أقرب مدينة، حتى أستطيع تجاوز جميع هذه الحواجز لأنني استطيع أن أطلب المنتجات أون لاين التي تصلني إلى البيت رغم أنني أسكن في الريف. ومن هذه الناحية تحسن التكنولوجيا حياتنا اليومية. أما فيما يتعلق بالجانب التربوي، فهناك مجموعة من المبادرات الخاصة الموجهة إلى الشباب الذين يتفاعلون مع التكنولوجيا”
ولكن الفوائد تأتي في نفس الوقت مع مجموعة من النقاط الضعيفة في البيئة أون لاين. وفي هذا النطاق لا يزال يعد من ضمن التحديات ضمان حقوق المستهلكين وليس فيما يتعلق بالتجارة أون لاين فقط بل مع جميع الجوانب الخاصة بالاقتصاد الرقمي. تشرح لنا إرينا كيريتسويو، مديرة مركز المستهلكين الأوروبي في رومانيا قائلة ما يلي:
“من ناحية حماية المستهلكين يدل هذا الاقتصاد الرقمي – الذي طرحه الاتحاد الأوروبي على بساط البحث من عام 2015 يدل على توحيد قوانين الاتحاد الأوروبي مع القوانين العامة في جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. وأخذا في الاعتبار أن 69% من الأوروبيين الذين يشترون ويستخدمون الإنترنت للاتصال بأصدقائهم أو لمشاهدة فلم أو للاستماع إلى الموسيقى أوللشراء أونلاين فهذه النسبة تجعلنا نفكر في ضرورة حماية وإبراز حقوق المستهلكين أون لاين بصفة أكثر وأفضل. فساهمت المفوضية الأوروبية خلال العامين الماضيين في حماية المستهلكين من خلال بعض القوانين التي تبنتها.”
وتشير الدراسة التي أعدها المكتب الروماني للتدقيق (ترانسميديا) إلى أن ثلاثة ملايين شخص في المدن أي ثلث من سكان المدن قاموا بالشراء أونلاين عام 2017. فهذه النسبة تمثل أكثر من نصف مستخدمي الإنترنت في المدن الرومانية. كما تشير الدراسة إلى أن ربع مستخدمي الإنترنت يشتري أونلاين و25% يقولون إنهم يشترون منتجات أو خدمات على الإنترنت مرة كل ثلاثة أشهر على الأقل. أما فيما يتعلق بمواصفات المشتري أونلاين فهم شباب تصل أعمارهم إلى 45 سنة ومثقفون من سكاان المدن الكبرى، رجال أعمال أو مديرون برواتب أعلى من الراتب المتوسط. ما هي أولويات رومانيا لتعزيز المجال التجاري أونلاين؟ يجيب على هذا السؤال فلورينيل كيش:
“لمواصلة تطوير التجارة عبر الإنترنت في رومانيا نحتاج إلى أن تحصل نسبة أكبر من السكان على الإنترنت. والخطوة التالية للشراء أونلاين هي الحاجة إلى وجود بنية حتية رقمية. وعلاوة عن ذلك نحتاج أيضا إلى دعم الجانب القانوني لهذا النمو. نحن في هذه اللحظة قنا بتطبيق جميع التوجيهات والقوانين الأوروبية ولكن في نفس الوقت هناك بعض القوانين الوطنية السارية والباقية من قبل انضمام رومانيا إلى الاتحاد الأوروبي التي من الضروري توافقها مع تلك الأوروبية. كما هناك تطبيق متباين لنفس نصوص بعض القوانين من قبل مؤسسات الدولة لأن مؤسسة تفسر شيئا بطريقة معينة ومؤسسة أخرى تأتي بتفسير آخر لنفس الشيء لذلك من الضروري توافق جميع هذه الجوانب.”
ولماذا يخشي الرومانيون عندما يقومون بالشراء على الإنترنت؟ ويشير المكتب الروماني للتدقيق ترانسميديا إلى أن نصف الذين يقومون بالشراء على الإنترنت يخشون أولا من عدم حماية البيانات الشخصية. هل سيتغير الوضع مع دخول القانون الأوروبي الجديد لحماية البيانات حيز التنفيذ؟ فعلى جميع المؤسسات والشركات التي تعالج البيانات الشخصية تطبيق القانون الجديد للاتحاد الأوروبي الخاص بحماية البيانات الشخصية
General Data Protection Regulation حتى 25 من شهر مايو/أيار الجاري وإلا ستتلقى غرامات تصل إلى 20 مليون يورو. وتهدف هذه الإجراءات إلى تعزيز حقوق الأفراد الذين يمكنهم في تعاملهم مع معالجي البيانات أن يطلبوا تعديل وتحديث وحذف بعض المعلومات الخاصة بهم لحماية بياناتهم الشخصية.