المسار الأوربي لجمهورية مولدوفا
قام المحلل السياسي دان دونغاتشو بتقييم الوضع في جمهورية مولدوفا
România Internațional, 08.05.2023, 15:33
مستقبل جمهورية مولدوفا سيكون على المحك إذا ما جاءت نهاية الحرب في أوكرانيا عكس ما نريد لها حتى لو لم تدخل القوات الروسية مولدوفا بشكل فعلي. وفي الوقت نفسه ستتبد الآمال المعقودة على المشروع الأوربي بكل ما يترتب على ذلك من عواقب أشبه بتبعات احتلال روسي للدولة المولدوفية . جاء هذا التصريح على لسان دان دونجاسيو مدير معهد العلوم السياسية والعلاقات الدولية التابع للأكاديمية الرومانية أثناء مقابلة مع راديو رومانيا حيث قام بتقييم الوضع في جمهورية مولدوفا قائلا إن مولدوفا لن تتمكن من الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي إذا ما تردت أوضاعها الأمنية وفقدت السيطرة على أراضيها لأن الاتحاد الاوروبي لن يقبل بأزمة جديدة على غرار الأزمة القبرصية . وقال دان دونغاتشو :”في غضون ذلك تبقى رومانيا أقصر طريق نحو تكامل جمهورية مولدوفا مع الاتحاد الأوروبي إذ إن رومانيا ستكون دائما ما يتبقى لمولدوفا بعد أخذ كل شيء منها وستبقى إلى جانب مولدوفا حتى في أسوأ الظروف وأكثرها مأسوية وستكون دائما مستعدة لعقد شراكة مع مولدوفا مهما ساءت الظروف. هذا هو أقصر طريق إلى تحقيق تكامل مولدوفا مع الاتحاد الأوروبي . جمهورية مولدوفا تعيش في ظل حالة من عدم اليقين ناجمة عن حالة عدم اليقين التي تحيط بأوكرانيا. دعونا نأمل أن الحرب أيا كانت تطوراتها ستترك شريطًا كافيا من الأرض بين جمهورية مولدوفا وساحة الحرب المباشرة لأنه مثل ما قالت الرئيسة المولدوفية السيدة مايا ساندو – في حال اقتربت القوات الروسية من أوديسا والبحر الأسود ، فإن الدفاع عن جمهورية مولدوفا سيكون شبه مستحيل .فالمشكلة الكبرى التي ستواجهها جمهورية مومدلوفا هي المشكلة الأمنية وسبل حلها “.
نبه دان دونجاسيو إلى أن الرياح تجري في الوقت الحالي بما تشتهي سفن المعسكر المؤيد للشرق أو غير الموالي للغرب للأسف وذلك بسبب الغموض الذي يقتنف بالحرب في أوكرانيا بحسب المحلل السياسي دان دونغاتشو. وكانت الرئيسة المولدوفية مايا ساندو قد ذكرت في حديث لإذاعة مولدوفية بأن روسيا تسعى للاستيلاء على السلطة في جمهورية مولدوفا وتعمل بشتى الطرق على تنصيب حكومة موالية لها في كيشيناو. كما قالت إن بسالة الجيش الأوكراني وحدها أبقت خط المواجهة بعيدا عن الحدود بين مولدوفا وأوكرانيا ومع ذلك تواجه مولدوفا حربا هجينة. يشاطرها هذا الرأي المحلل السياسي والعضو السابق في الحكومة المولدوفية أناتول شالارو:”جمهورية مولدوفا أصبحت هدفا لهجمات هجينة روسية ولمحاولات زعزعة استقرارها والإطاحة بحكومتها. ولقد شاهدنا الاحتجاجات التي ينظمها في كيشيناو حزب شور وأنصاره أسبوعيا والتي ليس للمشاركين فيها مطالب اقتصادية أو سياسية . إنها احتجاجات ممولة لا أحد يشارك فيها إلا مقابل مبالغ تتراوح ما بين من 20 يورو وآلاف اليورو لكل شخص حسب مهمته في تلك الاحتجاجات . الحكومة المولدوفية لم تعترف للأسف حتى قبل أشهر قليلة بوجود هذه التحديات ولم تعترف بأن حربا هجينة تستهدفها وبأننا جميعا مستهدفون بشكل مباشر أو غير مباشر من الحرب التي تخوضه روسيا.”
الضغوط الخارجية قد تزعزع الاستقرار الداخلي في جمهورية مولدوفا بشكل كبير بحسب أناتول شالارو لأن مؤسسات الدولة ضعيفة وغير متهيأة لمواجهة مثل هذه التحديات. أما الحرب في أوكرانيا فإن تداعياتها بالغة الحدة . لهذا فإن انتصار أوكرانيا كفيل بأمن جمهورية مولدوفا واستكمال مفاوضات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وحل المشكلات المتعلقة بالانفصاليين الناطقين بالروسية في إقليم ترانسنيستريا :”في حال انتصار أوكرانيا في هذه الحرب فإن الجيش الروسي المتواجد بشكل غير شرعي في إقليم ترانسنيستريا الانفصالي سيكون مجبرا على الانسحاب لأن أحدا لن يسمح بوجود رأس جسر روسي في الإقليم . وقتئذ سيخسر الانفصاليون والساسة الموالون لروسيا ومن يسمون بالعامود الخامس- سيخسرون الدعم والمال الروسيين . وقتئذ ستتوقف أيضا المساعدات التي تقدمها موسكو للانفصاليين في ترانسينستريا من الغاز المجاني إلى المساعدات الاقتصادية لأن خط أنابيب الغاز الذي يصل إلى ترانسنيستريا يمر عبر أراضي أوكرانيا. أما الانفصاليون الغاغوز المدعومون أيضا من موسكو وكذلك من المجر فسيخسرون هذا الدعم وهكذا سيخنفي العديد من المشاكل الحالية “.
تمر جمهورية مولدوفا بفترة صعبة للغاية لكنها اعتمدت دائما على دعم رومانيا لمواجهة الأزمات التي مرت بها على مدى السنوات الماضية بحسب أناتول شالارو:” كانت رومانيا دائما محامية جمهورية مولدوفا في الاتحاد الأوروبي وفي الغرب بصورة عامة – ولم يكن هناك اجتماع في بروكسل أو في مكان آخر من العالم حول قضايا منطقتنا إلا وطرحت رومانيا للنقاش الوضع في جمهورية مولدوفا والمساعدة التي يجب أن تقدمها أوروبا لهذه الدولة الصغيرة التي تمثل في الواقع الحلقة الضعيفة في هذه المنطقة . فمودلوفا لم تكن لتحتوي أيا من الأزمات التي واجهتها لولا دعم رومانيا والاتحاد الأوربي لها”.