أربعون عاماً على إنشاء متحف المجموعات الفنية
تأسس متحف فن المجموعات قبل أربعين عاماً في عام ألف وتسعمئة وثمانية وسبعين، وهو أحد فروع المتحف الوطني الروماني للفنون. المبنى الذي يضمه هو قصر رومانيت وهو في حد ذاته مبنىً رائعاً، يقع على المحور المركزي لبوخارست، في شارع فيكتوريا
Steliu Lambru, 11.11.2018, 17:18
يستضيف المتحف في مبانيه الثلاثة، أعمال الفن الروماني الحديث، والفن الشعبي الروماني، ورسوم تصويرية، واللوحات الفنية، والنحت، والفنون الزخرفية الغربية والشرقية. بعد أعمال الترميم الواسعة، أعيد فتح المتحف في حزيران (يونيو) عام ألفين وثلاثة عشر، اللحظة التي تم اعتبارها الولادة الثانية للمتحف. تقول “ليليانا كيرياك)، المشرفة على متحف المجموعات الفنية، بأن المؤسسة تملك شيئاً فريداً من نوعه، رغم إمكانية تلاؤمه مع تصنيفات المؤسسات ذات الطابع نفسه.
أظن أنه، حسبما تم تنظيمه وفهرسته، أظهر، في وضعه الحالي، أنه فريد من نوعه، من بين كل المتاحف التي شاهدتها في العالم. بالطبع، تقوم جميع المتاحف على التبرعات والمجموعات والمشتريات، ولكن حقيقة بشكل أقل من خلال المشتريات. تعتمد كل المتاحف على التبرعات، لكن هذه الطريقة في عرض التبرعات، هي لإظهار شخصية كل جامع للفن بشكل منفصل، موجودة فقط في المتحف لدينا. لا أعلم مدى ضخامة باقي المتاحف، لأني لم ألقِ بالاً لمحتوياتها، ما أعلمه أن عدد المقتنيات لدينا في ازدياد. منذ عام ألف وتسعمئة وثمانية وسبعين، ومن أصل ثلاثة عشر مجموعة فنية، اثنتان منها لم تكن ملكنا، وبالتالي من أحد عشر مجموعة فنية إلى سبعة وأربعين مجموعة فنية، مع توقع وصول مجموعتين أخريين هذا العام، يزداد العدد بشكل مضطرد عاماً بعد عام. كما لا نستطيع القول أنهم في فترة النظام الشيوعي، كما يقولون اليوم، قد صادروا وأخذوا المجموعات الفنية. نساعد ظاهرة واقعية. فبعد عام ألف وتسعمئة وتسعين، تم التبرع بـستة عشر مجموعة، كما يتم استقبال تبرعات جديدة. نتلقى هذا العام تبرعين مهمين وقيمين للغاية. بالطبع، ليست كل المجموعات الموجودة في المتحف أعمالاً فردية، بل منها ما هو غير متجانس أيضاً. وهي مقسمة إلى قسمين: أعمال غير متجانسة وأخرى فردية، أما الفردية فهي لفنانين وأعمال شخصية ومقتنيات شخصية. المجموعات غير المتجانسة هي تلك التي تم تكوينها وفقا لذوق الجامع، الذي اشترى من ماله الخاص ما أحبه”.
لقد نمت روح التبرع بعد عام ألف وتسعمئة وتسعة وثمانين، كما توضح ليليانا كيرياك:
“إذا أجريتُ إحصاءً، أرى أن معظم الجامعين ليس لهم أولاد. من جهة أخرى، حتى من كان لهم أولاد، مثل إبنة “هورموز أزنافوريان Hurmuz Aznavorian” التي تبرعت بمجموعة أبيها منذ نحو عشر سنوات، حسب رغبته وبمناسبة ذكراه. تشكلت المجموعة بشكل أساسي خلال فترة مابين الحربين العالميتين، كان يعمل كرجل قانون، حيث تم إبعاده إلى القناة، وتحملت العائلة عبء أعمال الوالد. في ذكراه، تبرعت ابنته بالمجموعة. تمتلك ابنة “أزنا فوريان” المجموعة التي تحمل اسم جامعها، والتي تعتبر مفيدة جداً لتاريخ الثقافة الرومانية. لقد رأيت في متاحف لندن وفي متاحف أخرى، عند دخولك في صالات معينة، يكتب بشكل واضح على لوحة صغيرة اسم مالك المجموعة. لقد فعلنا ذلك منذ البداية لأن شرط التبرع يفترض مسبقاً ذكر اسم الجامع”.
سألتُ السيدة “ليليانا كيرياك” عما إذا كانت ممتنة من العرض الذي يستفيد منه المتحف.
“مما قرأته في سجل الزوار، ومما أحاول معرفته من خلال اختلاطي مع الزوار، يبدو الناس مدهوشين. كثيرون لا يعرفون، أننا كمؤسسة حكومية لا نتلقى مالاً من الدولة لتطوير هذا المتحف. نحن نروج للمتحف وحدنا، قدر استطاعتنا، من خلال الشبكات الاجتماعية التي لا تمتلك التأثير الكافي. لا يدخل شخص مسن إلى “الفايسبوك” كثيراً، ولا حتى إلى موقع المتحف. لكن ليس لدينا طريقة أخرى. المتاحف التابعة لمجلس المدينة لديها إمكانيات إضافية، بسبب وجود المساحات واللافتات المعروضة في المدينة. ليس لدينا هذه الإمكانيات لأنها مكلفة كما أن وزارة الثقافة لا تخصص لنا المال من أجل التطوير. بشكل عام، فإن الزائر الذي يصل في النهاية إلى متحف المجموعات – وإذا ما نظرنا إلى سجل الزوار — يبدو مدهوشاً، وفي مرات كثيرة التقيت بالزوار في الصالات حيث أخبروني أنه أجمل بكثير من أي متحف آخر رأوه. أنا لا أتكلم فقط عن الرومانيين، ولكن أيضاً عن الأجانب. أعتقد أن القصر الذي يستضيف المتحف يساعد أيضاً، لكن الكثيرين لا يعرفون أن قصر “رومانيت” قد تم بناؤه من قبل آخر الإقطاعيين. نحن مهتمون بأحدث الوثائق حول عمارة القصر التي سنستمع إليها في مؤتمر لاحق. من المهم العثور على معلومات متنوعة قدر الإمكان. “
أتم متحف المجموعات الفنية الأربعين عاماً وهو في توسع مستمر. وهذا بالنسبة لمؤسسة حكومية شيئ مرضٍ تماماً.