نهاية متوقعة للأزمة السياسية في رومانيا
“يبدو لي أن من النزاهة أن لا نمدد مهرجاناً من النفاق، بل أن نحظى نحن بالشجاعة لإقرار ما هو واقعيٌ قطعاً، من منظورنا، ألا و هو أن الإتحاد الإشتراكي الليبرالي، لم يعد موجوداً لأن وجوده لم يعد له أي معنى، لأننا لم نعد نتابع جميعاً الأهداف التي التزمنا بها”.
Ştefan Stoica, 26.02.2014, 17:13
الإتحاد الإشتراكي الليبرالي، احتضر بما فيه الكفاية — يعتبر الحزب الوطني الليبرالي، التشكيلة الثانية، في ما كان يُرغب أن يكون، عند إنشائه، أقوى تحالف سياسي في تاريخ رومانيا عقب الشيوعية. بعد أكثر من أسبوعين من التوترات و الخلافات العامة، الناجمة بشكل رئيسي، عن رؤيتين مختلفتين كلياً حول إعادة تشكيل الحكومة، قد قرر الليبراليون الإنفصال عن الحزب الإشتراكي الليبرالي، و الإنسحاب من جميع المناصب الوزارية، و من جميع الوكالات الحكومية حيث عُينوا مسئولين. وفي نهاية اجتماع مضطرب لقيادة الحزب الوطني الليبرالي، شرح رئيس الحزب/كرين أنطونيسكو، أن حل الإتحاد الإشتراكي الليبرالي جاء طبيعياً، لأنه فقد سبب وجوده، كرين أنطونيسكو:
“يبدو لي أن من النزاهة أن لا نمدد مهرجاناً من النفاق، بل أن نحظى نحن بالشجاعة لإقرار ما هو واقعيٌ قطعاً، من منظورنا، ألا و هو أن الإتحاد الإشتراكي الليبرالي، لم يعد موجوداً لأن وجوده لم يعد له أي معنى، لأننا لم نعد نتابع جميعاً الأهداف التي التزمنا بها”.
الحزب الإشتراكي الليبرالي، استعد لمشهد الطلاق، بالرغم من أن قبل اعلانه رسمياً، كان زعيم الحزب، رئيس الوزراء/فيكتور بونتا قد وجه نداء صلح للحزب الوطني الليبرالي. الإشتراكيون الديمقراطيون، كشفوا بأنهم قد بدأوا بالفعل مناقشات مع الإتحاد الديمقراطي للمجريين في رومانيا لتشكيل أغلبية جديدة. في 4 مارس/آذار – يقولون — إن فيكتور بونتا سيعلن تشكيل حكومة جديدة، ستشمل على الأرجح الحزب الإشتراكي الديمقراطي، و حليفيه الصغيرين: الحزب المحافظ و الإتحاد الوطني لتقدم رومانيا، بالإضافة إلى الشريك الجديد: الإتحاد الديمقراطي للمجريين في رومانيا. المحللون كانوا قد تكهنوا مسبقاً بالأحداث التي تجري الآن في الساحة السياسية. و يقولون إن السبب الحقيقي لتفكك الإتحاد الإشتراكي الليبرالي، هو رفض بونتا قبول رئيس بلدية مدينة سيبيو، الليبرالي/ كلاوس يوهانيس، نائباً لرئيس الوزراء ووزيراً للداخلية. وكان كرين أنطونيسكو قد قرر الخروج من الحكومة و الإنفصال عن الحزب الإشتراكي الليبرالي، في اللحظة التي أدرك فيها أن الحزب الشريك في التحالف، لن يحترم التفاهم بدعمه في الإنتخابات الرئاسية في الخريف، وسيقرح مرشحه الخاص لتولي أعلى منصب في الدولة، بل ربما كان حتى فيكتور بونتا نفسه.
من ناحية أخرى، لقد كان الإتحاد الإشتراكي الليبرالي منذ ولادته، مشروعاً مثيراً للتساؤل، مروجٌ له من قبل زعيمين متفرقيْن من ناحية المذهب و العقيدة، يوحدهما فقط العداء لتريان باسيسكو. اخفاق الإتحاد الإشتراكي الليبرالي، يثبت أن مثل هذه الشراكة، التي بُنيت حصرياً تقريباً على الخصومة المشتركة ضد معسكر ثالث، من غير المرجح أن تستمر. الإتحاد الإشتراكي الليبرالي، احتضر دون أن يكون أي من أهدافه الرئيسية المعلنة – سواءً إقالة رئيس الجمهورية، أو تعديل الدستور، أو فك المركزية وإعادة التنظيم الإدارية الإقليمية — قد تحقق. على مدى ثلاث سنوات، لم ينجح الإتحاد الإشتراكي الليبرالي سوى بتحقيق شيء واحد ملحوظ، ألا و هو أن يصل إلى السلطة بغالبية 70%، لكنه ما لبث وانهار تحت ثقله.