نحو اتحاد صحي أوروبي؟
اقترحت المفوضية الأوروبية، يوم الأربعاء، تأسيس اتحاد صحي أوروبي، يمكنه الاستجابة بشكل موحد للأزمات الصحية المستقبلية. الفكرة ظهرت استجابةً للإجراءات المُجزأة لحكومات الدول الأعضاء في مكافحتها لجائحة الفيروس التاجي المستجد COVID-19، التي عادت بقوة إلى القارة بالتزامن مع قدوم الخريف. كما أخذ في المنظور تأسيس وكالة خاصة جديدة لضمان توفر الوسائل والأدوات الضرورية، في المستقبل، لدى الإتحاد الأوروبي، عبر تعزيز التعاون والتنسيق، بالدرجة الأولى.
Eugen Coroianu, 12.11.2020, 21:49
اقترحت المفوضية الأوروبية، يوم الأربعاء، تأسيس اتحاد صحي أوروبي، يمكنه الاستجابة بشكل موحد للأزمات الصحية المستقبلية. الفكرة ظهرت استجابةً للإجراءات المُجزأة لحكومات الدول الأعضاء في مكافحتها لجائحة الفيروس التاجي المستجد COVID-19، التي عادت بقوة إلى القارة بالتزامن مع قدوم الخريف. كما أخذ في المنظور تأسيس وكالة خاصة جديدة لضمان توفر الوسائل والأدوات الضرورية، في المستقبل، لدى الإتحاد الأوروبي، عبر تعزيز التعاون والتنسيق، بالدرجة الأولى.
لقد علّمنا العام الماضي أن الصحة أمر حاسم لكل واحد منا. فقد أظهر لنا مدى هشاشة مجتمعاتنا، ومدى سرعة قلب كل شيء رأسًا على عقب، بسبب شيء صغير جدًا، لا يمكن رؤيته بالعين المجردة – قالت المفوضة الأوروبية للصحة/ ستيلا كيرياكيدس، التي شددت، في مؤتمر صحفي، أن في مواجهة الطوارئ الصحية، يجب أن يكون الاتحاد مستعدًا لردود فعل متقدمة، وأن يُعد دائماً ابتكارات طبية- حيوية، وأن تكون لديه القدرة على تطوير وتخزين مكونات أساسية. الوكالة الجديدة يمكن أن تعمل وفق نموذج الهيئة القوية للبحث والتطوير الطبي- الحيوي في الولايات المتحدة، التي تخضع لوزارة الصحة الأمريكية، ويجب أن تحظى بموارد ضخمة للتعاون مع المختبرات المتخصصة.
ووفقاً لبعض اللوائح المقترحة، سيكون باستطاعتها إعلان حالة الطوارئ الصحية على مستوى الاتحاد، بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية، ولكن بشكل مستقل. ويبقى أن نرى ما سيحدث بعد ذلك، أخذاً في المنظور أن الدول الأعضاء كانت مترددة حتى الآن بشأن التخلي عن صلاحياتها فيما يخص المسائل المتعلقو بالصحة. إن تجزئة الإجراءات تجعل الدول أكثر عرضة للخطر. ولا يمكننا أن نسمح بذلك– حذرت المفوضة الأوروبية للصحة. وكمرحلة أولى، بإمكان الوكالة الأوروبية للأدوية، والمركز الأوروبي للوقاية من الأمراض والسيطرة عليها، توسيع نطاق صلاحياتهما، لمراقبة قدرات البلدان بشكل أفضل، ومتابعة عدد الأسرة المتاحة في المستشفيات.
من ناحية أخرى، أعلنت ستيلا كيرياكيدس أن اللقاح ضد الفيروس التاجي المستجد 19- COVID الذي تعاقدت عليه السلطة التنفيذية للمجموعة الأوروبية مع شركة فايزر Pfizer وبيو-ن- تيك BioNTech سيصل إلى جميع الدول الأعضاء، بعد وضع كافة وثائق الترخيص إلى الوكالة الأوروبية للأدوية. ويدور الحديث عن حوالي مائتي مليون جرعة، مع خيار توفير مائة مليون جرعة أخرى. التعاقد أتى بعدما أعلنت الشركتان المصنعتان أن اللقاح فعال بنسبة تزيد عن 90٪ في الوقاية من المرض – وفقًا لبيانات أولية من دراسة ضخمة للمرحلة الثالثة. كما أبرمت المفوضية الأوروبية اتفاقيات توريد لقاحات من شركات: آسترا- زينيكا AstraZeneca، وسانوفي Sanofi وجونسون آند جونسون Johnson & Johnson، كما تواصل المفاوضات مع شركات أدوية أخرى.