نتيجة مفاجئة للانتخابات الرئاسية
شارك أكثر من تسعة ملايين وأربعمائة ألف من الناخبين الرومانيين في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي أجريت يوم الأحد
Diana Baetelu, 25.11.2024, 15:30
شارك أكثر من تسعة ملايين وأربعمائة ألف من الناخبين الرومانيين في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي أجريت يوم الأحد فيما بلغت نسبة الحضور أمام صناديق الاقتراع نحو اثنين وخمسين فاصلة خمسة وخمسين بالمائة وهي أعلى بحوالي عشرة بالمائة عما كانت عليه في الانتخابات الرئاسية السابقة عام 2019 .أما خارج رومانيا فقد مثل أمام صناديق الاقتراع أكثر من ثمانمائة وعشرين ألفا من الرومانيين ومعظمهم في المملكة المتحدة أي مائة وخمسون ألفا فألمانيا بمائة وخمسة وأربعين ألفا فإيطاليا بمائة وثلاثة وعشرين ألفا ..
وصنع المرشح المستقل كالين جورجيسكو مفاجأة من العيار الثقيل بإحرازه المرتبة الأولى بعد فرز غالبية الأصوات . كالين جورجيسكو هو مهندس زراعي وخبير التنمية المستدامة ويبلغ الثانية والسيتن من العمر وشغل منصب وكيل وزارة البيئة. كما عين مديرا لإحدى دوائر وزارة الخارجية وشغل مختلف المناصب في الأمم المتحدة لعدة سنوات في مجال الحفاظ على البيئة. في عام 2013 عين مديرا لمركز الأبحاث الأوروبي التابع لنادي روما وهو أيضا أستاذ جامعي في جامعة بيتيشتي.
في معرض تعليقها على نتائج الجولة الأولى من الانتخابات الرئايسة في رومانيا لاحظت وكالات الأنباء العالمية أن الرومانيين جنحوا الى التطرف وهو ما وصفته بالكارثة الجيوسياسية .قالت وكالة الأنباء الفرنسية أن النتيجة تمثل زلزالا انتخابيا لفوز مرشح موال لروسيا بالجولة الأولى متقدما على رئيس الوزراء الموالي لأوروبا مارتشيل تشولاكو . وقالت وكالة رويترز إن سياسيا رومانيا يمثل اليمين المتطرف وينتقد حلف الأطلسي يحقق نتيجة صادمة تهدد موقف رومانيا الثابت المؤيد لأوكرانيا.
ويذكر أن كالين جورجيسكو انضم إلى التحالف من أجل وحدة الرومانيين وكان مرشح هذا الحزب لمنصب رئيس الوزراء . إلا أن قيادة الحزب قامت بإقصائه وانتقدت موقفه المؤيد لروسيا والمناهض لحلف الأطلسي باعتباره ضارا لصورة الحزب. ففي مقابلة صحفية أجريت عام 2021 وصف كالين جورجيسكو الدرع الصاروخي لحلف الأطلسي الذي تم نصبه في قاعدة ديفيسيلو الرومانية بأنه “وصمة عار على الدبلوماسية الرومانية ” و قال أن الحلف لن يحمي أيا من أعضائه في حال تعرض لهجوم من قبل روسيا.
بالإضافة إلى ذلك صنف كالين جورجيسكو كلا من الماريشال إيون أنتونيسكو الزعيم الفعلي لرومانيا إبان الحرب العالمية الثانية وكورنيليو زيليا كودريانو زعيم حركة الحرس الحديدي اليمينية المتطرفة في ثلاثينيات القرن الماضي في خانة أبطال الأمة . ويذكر أن يون أنتونيسكو أعدم في عام 1946 بتهمة ارتكاب جرائم حرب ولدوره في الهولوكوست في حين أن زيليا كودريانو قاد واحدة من أعنف الحركات المعادية للسامية في أوروبا وأكثرها عنفا . وعليه فتحت قضية جنائية ضد كالين جورجيسكو بتهمة الترويج لأشخاص مشتبه فيهم بالتورط في عمليات إبادة جماعية .
وفي مقابلة أخرى قال كالين جورجيسكو أن أفضل فرصة لرومانيا تمثلها “الحكمة الروسية” وأيد تقليل اعتماد البلاد على الواردات ودعم المزارعين وزيادة الإنتاج المحلي من المواد الغذائية والطاقة. وقد بقي جورجيسكو بعيدا عن الأضواء لكنه ظل حاضرا بقوة على شبكات التواصل الاجتماعي . وقد صوت الرومانيون في الوطن وفي الخارج لصالحه على الرغم من خطابه المعادي للسامية والمؤيد لعقيدة حركة الحرس الحديدي ولروسيا والمعادي للغرب. وبعد إعلان النتائج قال جورجيسكو : “قلت إنني لا أمارس السياسة بل أصنع التاريخ فيبدو أنني كنت على حق .”