مناظرة رئاسية في جمهورية مولدوفا
مايا ساندو الموالية للغرب وخصمها أليكساندر ستويان-أوغلو الموالي لروسيا واجها بعضهما البعض في المناظرة المتلفزة الوحيدة قبل الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في جمهورية مولدوفا.
Bashar Kishawi (بشار القيشاوي), 28.10.2024, 19:25
مناظرة انتخابية غير عادية، من حيث الشكل، ولكن قابلة للتنبؤ من حيث المضمون جمعت، يوم الأحد، بين المرشحين المتبقيين في السباق الرئاسي في جمهورية مولدوفا: الرئيسة الحالية، مايا ساندو المؤيدة لأوروبا، وخصمها المدعوم من قبل الاشتراكيين المؤيدين للروس/ أليكساندر ستويان- أوغلو. مايا ساندو في كانت قد فازت في الجولة الأولى من الانتخابات بأكثر من 42% من مجموع أصوات الناخبين، بينما حصل أليكساندر ستويان- أوغلو على 26% تقريبًا. وفي ظل غياب وسيط محايد، استحال العثور عليه، كان المرشحان هما اللذان يطرحان الأسئلة على بعضهما البعض، أما هنا فقد دخلا منطق المواجهة الانتخابية دون أي ترتيبات.
مايا ساندو اتهمت أليكساندر ستويان- أوغلو بأنه رجل الروس، وأن له علاقات مع قلة ثرية من المولدوفيين الذين فروا من البلد لتجنب إدانتهم بالسجن عن مختلف الجرائم. الرئيسة الحالية سألت خصمها لماذا، خلال فترة توليه لمنصب المُدعي العام، سمح لرجل أعمال مثير للجدل بالهروب من البلد، بعدما فتحت ضده ملفات جنائية؟ ولماذا لم يُحقق معه في القضية المعروفة باسم “الحقيبة السوداء” التي تورط فيها رجل أعمال آخر، كان يقدم أمولا ً للرئيس الاشتراكي آنذاك، إيغور دودون. “كيف يمكنك إقناع المواطنين بأنك ستكون رئيساً أفضل مما كنت عليه عندما كنتً مدعياً عاماً؟” – سألت مايا ساندو التي كانت قد أقالت ستويان- أوغلو من هذا المنصب. فأجاب بأنه مدع عام مثالي، وأن العديد من الملفات المتعلقة بالاحتيال المصرفي كانت قد فتحت خلال فترة ولايته. ثم شن هجوماً مضاداً، مؤكداً أن الاستفتاء على التكامل الأوروبي لجمهورية مولدوفا، الذي نظم في العشرين من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، بالتزامن مع الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، كانت قد دعت إليه مايا ساندو لمصلحتها الخاصة. ستويان- أوغلو أكد أنه مؤيد قوي للتكامل الأوروبي، حتى وإن قاطع الاستفتاء. وانتقد، من جهة أخرى، العقوبات التي فرضها الغرب على روسيا، موضحاً أنها أثرت على جمهورية مولدوفا أيضاً. وبدورها، شددت مايا ساندو في إجابتها على أهمية العقوبات كوسيلة لوقف الحرب. بينما قال ستويان- أوغلو إنه سيعمل على تعزيز العلاقات الطيبة مع جيران جمهورية مولدوفا، مثل: أوكرانيا ورومانيا، لكن مايا ساندو ردت بأن بوخارست وكييف تعرفان أنه رجل موسكو. مايا ساندو وصفت الاشتراكي/ أليكساندر ستويان- أوغلو بأنه “حصان طروادة” الذي يريد الآخرون حكم البلد عبره.
الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في جمهورية مولدوفا ستنظم يوم الأحد 3 نوفمبر/ تشرين الثاني وقد تمثل علامة فارقة في تطور وتحول هذا البلد الأوروبي الصغير المجاورة لرومانيا. الاستفتاء على التكامل الأوروبي نجح بالكاد، الأمر الذي خفف من حماسة أولئك الذين تصوروا أن جمهورية مولدوفا مستعدة للانفصال بشكل حاسم عن ماضيها. صحيح أن مايا ساندو كانت قد اتهمت بعض الجماعات الإجرامية التي عملت إلى جانب القوى الأجنبية المعادية لمصالح البلاد بالتدخل في العملية الانتخابية. المنافسة لن تحسم لصالح أنصار أوروبا حتى في حال فوز مايا ساندو، التي تحظى بفضل ثباتها وشجاعتها بالإعجاب في كافة المستشاريات الغربية. ولا بد أن تستكمل بفوز أنصار أوروبا في انتخابات السلطة التشريعية العام المقبل.