مكتب للحلف الأطلسي في كيشيناو
نعتقد في هذه المرحلة، أن هذه الخطوة ستخلق عقبات في المفاوضات حول قضية ترانسنيستريا. لقد أتيت إلى السيدة الأمينة العامة المساعدة، باقتراح وطلب بأن لا نستعجل في افتتاح مكتب لحلف شمال الأطلسي. في حال اتخاذ مثل هذا القرار، حيث أن الاتفاقيات قد وقعت، واعتمدت قبل تنصيبي، فأنا لا أستبعد أننا، في المستقبل، سنراجع وضع هذا المكتب في جمهورية مولدوفا .
Roxana Vasile, 09.02.2017, 20:03
من التقليدي، في جمهورية مولدوفا، أن يُرمز لتوجه السياسة الخارجية بالزيارة الأولى التي يجريها مسؤول رفيع المستوى، خارج حدود البلاد، بمجرد توليه للمنصب. فقبل عام، اختار رئيس الوزراء الديمقراطي للجمهورية السوفيتية السابقة، ذات الأغلبية الناطقة باللغة الرومانية/ بافل فيليب، بوخارست، مانحاً بهذا، بشكل آخر، إشارة إيجابية فيما يخص مواصلة المسار الأوروبي والأورو-أطلسي لكيشيناو، بدعم من رومانيا الجارة. وبالمقابل، هذا العام في شهر يناير/ كانون الثاني، فضّل الإشتراكيُ الموالي لروسيا، إيغور دودون، الذين تولى حديثاً رئاسة البلاد، زيارة موسكو. أما هدفه فكان أن تستعيد الجمهورية الشراكة الاستراتيجية مع روسيا، التي مضت بخفوت خلال فترة ولاية سلفه. وهكذا، في الكرملين، أثار الرئيس دودون احتمال أن تخضع اتفاقية الشراكة بين جمهورية مولدوفا والاتحاد الأوروبي، المبرمة في عام 2014، إلى تعديل أو حتى أن تُلغى. مع شعوره بالحاجة إلى جس النبض في بروكسل أيضاً، أجرى إيغور دودون في بداية هذا الأسبوع، محادثاتٍ، مع مسؤولين في الإتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، على حد سواء. واستنكر مجدداً، اتفاقية الشراكة مع المجموعة الأوروبية. أما عن الحلفاء، فقد طالب هؤلاء بعدم الإسراع في افتتاح مكتب لحلف شمال الأطلسي في كيشيناو:
نعتقد في هذه المرحلة، أن هذه الخطوة ستخلق عقبات في المفاوضات حول قضية ترانسنيستريا. لقد أتيت إلى السيدة الأمينة العامة المساعدة، باقتراح وطلب بأن لا نستعجل في افتتاح مكتب لحلف شمال الأطلسي. في حال اتخاذ مثل هذا القرار، حيث أن الاتفاقيات قد وقعت، واعتمدت قبل تنصيبي، فأنا لا أستبعد أننا، في المستقبل، سنراجع وضع هذا المكتب في جمهورية مولدوفا .
وبالرغم من أن مكتب حلف شمال الأطلسي، في رأي دودون، سيوجد عراقيل في المفاوضات بخصوص منطقة ترانسنيستريا الانفصالية ذات الأغلبية الناطقة باللغة الروسية، في شرق الجمهورية، إلا أنه سيفتتح، في شهر أبريل/ نيسان – كما أعلن نائب وزير الخارجية في كيشيناو، ليليان داريه. ولكن من يُزعجُ هذا المكتب؟ يبدو السؤال يبدو، على الأرجح، خطابياً. ترانسنيستريا، خرجت بحكم الأمر الواقع، من تحت سيطرة السلطات المولدوفية في عام 1992، عقب نزاع مسلح أسفر عن سقوط مئات القتلى، حسم بالتزامن مع تدخل القوات الروسية لصالح الانفصاليين.
وبالرغم من أن روسيا كانت قد تعهدت بسحب قواتها في عام 1999، إلا أنها لا تزال موجودة حتى الآن. أما الرئيس/ إيغور دودون، فقد طالب بضمانات فقط في بروكسل، و من حلف شمال الأطلسي فحسب، بمراعاة الحياد الدائم لجمهورية مولدوفا. الممثلية المستقبلية لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ليست عسكرية، وإنما بعثة دبلوماسية مطلوبة من قبل حكومة جمهورية مولدوفا، لدعم الإصلاحات – أجابت الأمينة العامة المساعدة لحلف شمال الأطلسي/ روز غوتيمويلر، التي أكدت أن الحياد لا يعني العزلة. ولكن، بالتأكيد، كل أمة لها الحق في عدم التحالف مع أي أحد أو أن تختار تحالفاتها الخاصة. إيغور دودون يريد، على سبيل المثال، مفاوضات ثلاثية الأطراف: الإتحاد الأوروبي- جمهورية مولدوفا – روسيا، مما سيجعل كثيرين يعلقون بأن الزعيم في كيشيناو، يروج في الإتحاد الأوروبي لمصالح روسيا الإتحادية، وليس لمصالح بلده.