مساعدات دولية لجمهورية مولدوفا
وبالمقابل، مع نزوح الأوكرانيين هرباً من طريق الحرب، تدفق اللاجئون على جمهورية مولدوفا، أفقر دولة في أوروبا، تخضع لمثل هذا الاختبار – حيث أن لديها أعلى حصة من عدد الاجئين مقارنة بعدد سكانها. في ظل هذه الظروف، شاركت ألمانيا وفرنسا ورومانيا، الثلاثاء، بترأس مؤتمر دولي، في برلين، بهدف تأسيس منصة دعم للجمهورية الصغيرة سريعة التأثر. شارك قرابة 50 وفدا من جانب بضع منظمات دولية، ومن حوالي 30 دولة، بما في ذلك، وفود من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وكندا واليابان. المانحون تعهدوا بتقديم مساعدات لكيشيناو تتجاوز قيمتها ستمائة وخمسة وتسعين مليون يورو، منها أكثر من مائة مليون غير قابلة للاسترداد، وحوالي خمسمائة وثلاثين مليون يورو، تمثل خط ائتمان. كما اتفق كذلك، على استقبال حوالي إثني عشر ألف لاجئ من بين حوالي مائة ألف لاجئ أوكراني من الموجودين على أراضي جمهورية مولدوفا.
Roxana Vasile, 06.04.2022, 21:40
حتى ديسمبر/ كانون الأول 2020، كانت جمهورية مولدوفا (السوفيتية السابقة، ذات الأغلبية الناطقة باللغة الرومانية) عبر الموالين لروسيا في قيادتها على أعلى المستويات، في دفة موسكو دائماً. أصوات مؤيدة لأوروبا كانت موجودة – كما يتضح من التوقيع في عام 2014 على اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، التي تنص على التعاون في مجالات مثل التجارة أو الثقافة. لكن القطيعة الأيديولوجية مع روسيا حدثت قبل أقل من عامين، بالتزامن مع انتخاب مايا ساندو، الموالية لأوروبا، التي خلفت الرئيس الموالي لروسيا/ إيغور دودون، على رأس الدولة الصغيرة ذات الأغلبية الناطقة بالرومانية. جمهورية مولدوفا تقع بين شرق الاتحاد الأوروبي (عبر مجاورتها لرومانيا) من جهة، وأوكرانيا من جهة أخرى. وفي الوقت نفسه، توجد على أراضيها، جمهورية انفصالية – ترانسنيستريا – التي أعلنت استقلالها بشكل أحادي الجانب، والمدعومة عسكريًا من قبل موسكو. لم يكن قليلاً عدد المحللين السياسيين أو العسكريين الذين عبروا عن مخاوفهم من أن روسيا، في أعقاب غزوها لأوكرانيا، قد تستغل وجودها العسكري في ترانسنيستريا لشن هجوم في المنطقة أيضًا! لحسن الحظ، في الوقت الحالي، على الأقل، فإن مثل هذه الخطة لها قيمة لا تتعدى مجرد سيناريو فقط.
وبالمقابل، مع نزوح الأوكرانيين هرباً من طريق الحرب، تدفق اللاجئون على جمهورية مولدوفا، أفقر دولة في أوروبا، تخضع لمثل هذا الاختبار – حيث أن لديها أعلى حصة من عدد الاجئين مقارنة بعدد سكانها. في ظل هذه الظروف، شاركت ألمانيا وفرنسا ورومانيا، الثلاثاء، بترأس مؤتمر دولي، في برلين، بهدف تأسيس منصة دعم للجمهورية الصغيرة سريعة التأثر. شارك قرابة 50 وفدا من جانب بضع منظمات دولية، ومن حوالي 30 دولة، بما في ذلك، وفود من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وكندا واليابان. المانحون تعهدوا بتقديم مساعدات لكيشيناو تتجاوز قيمتها ستمائة وخمسة وتسعين مليون يورو، منها أكثر من مائة مليون غير قابلة للاسترداد، وحوالي خمسمائة وثلاثين مليون يورو، تمثل خط ائتمان. كما اتفق كذلك، على استقبال حوالي إثني عشر ألف لاجئ من بين حوالي مائة ألف لاجئ أوكراني من الموجودين على أراضي جمهورية مولدوفا.
رسالتنا واضحة: جمهورية مولدوفا ليست وحدها – أعلنت وزيرة الخارجية الألمانية/ أنالينا بايربوك، إلى جانب نظيَريها: الفرنسي/ جان- إيف لودريان، والروماني/ بوغدان أوريسكو، بحضور رئيسة وزراء جمهورية مولدوفا/ ناتاليا غافريليتسا. وبحسب بايربوك، فإن هذه المساعدة ستمثل مجرد بداية لمنصة دعم مستدامة، حيث أوضحت المسؤولة أن هذه المساعدة، ستكون متبوعة بأخرى لتنويع مصادر الطاقة، وإدارة الحدود، وتنفيذ الإصلاحات السياسية، أي في كلمة واحدة، لمساعدة جمهورية مولدوفا على تحرير نفسها من الاعتماد على موسكو.
جمهورية مولدوفا هي الدولة الأكثر عرضة للخطر من جيران أوكرانيا – أكدت رئيسة الحكومة في كيشيناو، التي شددت على أن بلادها ليس لديها مظلة أمنية تعتمد عليها، وهذا هو الدافع الذي يجعلها تحتاج إلى أصدقاء جيدين وشركاء موثوقين. المؤتمر القادم لدعم جمهورية مولدوفا قد يُعقد في بوخارست.