مرور عام على هجمات 7 أكتوبر/ تشرين الأول
في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، تُحيى ذكرى ضحايا الهجوم الذي شنته حركة حماس الإسلامية قبل عام
Bashar Kishawi (بشار القيشاوي), 07.10.2024, 18:47
إسرائيل تسجل مرور عام على هجوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 الذي شنته حركة حماس، وهو الهجوم الأكثر دموية في تاريخها، والذي أدى إلى اندلاع الحرب المستمرة في قطاع غزة. آنذاك، توغلت قوات خاصة تابعة لحركة حماس الإسلامية الفلسطينية، في جنوب إسرائيل، مستخدمة متفجرات وجرافات لعبور الجدار الذي يحيط بأراضي قطاع غزة، وقتلت الناس، بشكل أعمى، في التجمعات الزراعية أو ما تعرف باسم “الكيبوتسات”، وفي القواعد العسكرية، وفي المكان الذي نظم فيه مهرجان موسيقي، خلال عطلة دينية يهودية. الهجمات المفاجئة لم تكن موجهة ضد جيش، كما هو الحال في حرب تقليدية. حيث صب مقاتلو حماس غضبهم على المدنيين. في ذلك اليوم المشؤوم، سقط المئات من الناس الأبرياء ضحايا في منازلهم، أو في الشوارع، أو في سياراتهم. عناصر حماس أطلقوا النار على كل ما يتحرك حولهم، حيث قُتل ما يقرب من 1200 إسرائيلي في يوم واحد. شدة هجوم حماس لم يسبق لها مثيل، وكانت مجرد بداية. آلاف الصواريخ أطلقت من قطاع غزة خلال فترة قصيرة من الزمن، ولم تتمكن درع “القبة الحديدية” الشهيرة المضادة للطائرات من التعامل مع وتيرة الضربات. مدن مثل: عسقلان، وأشدود، وتل أبيب شعرت بتأثير القذائف.
نتيجة لذلك، نفذ الجيش الإسرائيلي عملية تدخل قوية للقضاء على الخطر. وعلى الرغم من نجاحه في وقف توغل حماس، إلا أنه أخفق في أن ينقذ خلال وقت مناسب 251 مدنياً احتجزوا كرهائن. وفي وقت لاحق، شن الجيش الإسرائيلي هجوما قويا على الأراضي الفلسطينية في قطاع غزة، بهدف تدمير حماس، التي تتولى السلطة منذ عام 2007، وهي منظمة تصنفها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بأنها جماعة إرهابية. الشلل الذي أصاب قدرة الجيش الإسرائيلي على الرد على العدوان، في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، لأكثر من ثماني ساعات، لا يزال غير قابل للتفسير. العملية كانت قد أعدت سراً على مدى عامين، أما أجهزة المخابرات الإسرائيلية فتقول إنها لم تكن على علم بوجود مثل هذه الخطة. وردا على ذلك، تعهدت إسرائيل بالقضاء على حركة حماس.
منذ بداية الحرب وحتى اليوم، لقي مئات من الجنود الإسرائيليين حتفهم. كان لهدف إسرائيل المتمثل في تدمير حماس تأثير هائل على المدنيين والبنية التحتية في القطاع الفلسطيني، وهو أحد أكثر المناطق كثافةً سكانية في العالم. هذه الحرب المستمرة أسفرات عن مقتل أكثر من واحد وأربعين ألف فلسطيني، معظمهم من المدنيين (والنساء والأطفال)- وفقا لحماس، وخلقت أزمة إنسانية كبيرة. توسع المستعمرات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، وعزل السكان العرب في الضفة الغربية وقطاع غزة عبر بناء الجدران العازلة، والإقصاء الاجتماعي الواضح بقوة في المجتمع الإسرائيلي تجاه الفلسطينيين، والفصل العرقي في المؤسسات الحكومية وعدم تكافؤ الفرص، كل ذلك إلى تأجيج الصراع العرقي.
إن ضخامة هجوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وما تبعه من أحداث، عملت على تغذية الانقسامات والكراهية في جميع أنحاء العالم، من: مظاهرات عنيفة، واستقطاب شديد، وانفجار في الأعمال المعادية للسامية، إلى درجة أن المسؤولين الأوروبيين والأمريكيين أثاروا مؤخرا في الأمم المتحدة “تسونامي من العنف لمعاداة السامية” في العام الماضي.