مذكرة حجب ثقة ضد حكومة دانتشيلا
لم يعد لدينا في هذا اللحظة، بشكل واقعي، حكومة، وإنما بقايا حكومة لا تملك القدرة، ولا السلطة، ولا الكفاءة لحل التحديات الخطيرة التي تواجهها رومانيا.
Ştefan Stoica, 02.10.2019, 19:06
مضى أكثر من شهر منذ أن فسخ تحالف الليبراليين والديمقراطيين ALDE ائتلاف السلطة مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي PSD، أما أحزاب المعارضة فلم تجسد سوى الآن، التهديد بأنها ستضع مذكرة لحجب الثقة عن الحكومة التي تقودها الزعيمة الاشتراكية- الديمقراطية/ فيوريكا دانتشيلا. الليبراليون، المبادرون بالوثيقة التي تحمل عنوان لإعادة بناء رومانيا، يجب أن تُقال حكومة فيوريكا دانتشيلا، فوراً، حصلوا على مائتين وسبعة وثلاثين توقيعًا، بأربعة أصوات أكثر من عدد الأصوات المطلوبة لاقالة السلطة التنفيذية. الموقعون على المذكرة، هم برلمانيون من جميع الأطياف السياسية: الحزب الوطني الليبراليPNL ، اتحاد أنقذوا رومانيا USR ، حزب من أجل رومانيا PRO Romania ، حزب الحركة الشعبية PMP، بالإضافة إلى تحالف الليبراليين والديمقراطيين ALDE. كما تضم القائمة ممثلي الأقليات القومية، الذين عادة ما يصطفون بجانب الحكومة، بل وحتى أعضاء من الحزب الاشتراكي الديمقراطي. رئيس الحزب الوطني الليبرالي PNL/ لودوفيك أوربان، أوضح أن هذه الحكومة يجب أن ترحل:
لم يعد لدينا في هذا اللحظة، بشكل واقعي، حكومة، وإنما بقايا حكومة لا تملك القدرة، ولا السلطة، ولا الكفاءة لحل التحديات الخطيرة التي تواجهها رومانيا.
من جانبهم، يعلن الاشتراكيون- الديمقراطيون عن ثقتهم بأن مذكرة حجب الثقة ستسقط في البرلمان، لأنها لا تقترح برنامجاً حكومياً، ولا ترشح رئيساً للوزراء، ويقولون إنهم قد جمعوا صفوفهم لايقاف إجراء المعارضة. فيوريكا دانتشيلا، أطلقت تحذيراً إلى برلمانيي الحزب الذين سيحاولون الانتقال إلى المعسكر المعارض:
إن أولئك الذين سيصوتون لصالح مذكرة حجب الثقة، يعني أنهم يخونون الحزب الاشتراكي الديمقراطي، ويخونون أمل رؤساء البلديات الذين يرغبون في تنفيذ المشاريع، ويخونون استقرار هذا البلد، وأنا أعتقد أن هذا أمر لا يمكن التغاضي عنه.
إنها لحظة حرجة بالنسبة لحكومة الأقلية التي يقودها الحزب الاشتراكي الديمقراطي PSD، الذي صمد عقب انسحاب الليبراليين- الديمقراطيين، فقط بسبب تردد أحزاب المعارضة. الحزب الوطني الليبرالي PNL سعى لجمع عدد كبير من التوقيعات لأنه كان قد أخفق في محاولاته السابقة لإسقاط الحكومة، معتمداً على نزاهة بعض البرلمانيين الذين وعدوا بالتصويت لصالح مذاكرت حجب الثقة السابقة، ولكنهم لم يفعلوا ذلك. مفاجآت قد تظهر حتى الآن أيضاً، ولكن وفقا للمعلقين السياسيين، لا توجد لحظة أفضل لاقالة حكومة دانتشيلا. ماذا سيحدث في إطار هذا السيناريو؟ لا يمكننا استبقاق الأحداث. الأمور معقدة أيضاً بسبب الانتخابات الرئاسية الوشيكة، المقرر تنظيمها في 10 و24 نوفمبر/ تشرين الثاني.
خيار انتخابات مبكرة، مدعوم من قبل قوى المعارضة الرئيسية: الحزب الوطني الليبرالي PNL وتحالف أنقذوا رومانيا USR، اللذان يقولان إنهما يريدان تولي الحكم بتفويض يقدمه التصويت الشعبي. ومع ذلك، خلال ثلاثة عقود من الديمقراطية، في حقبة ما بعد الشيوعية، لم تنظم أي انتخابات تشريعية في رومانيا قبل موعدها المحدد. أما الانتخابات التشريعية، فستكون العام المقبل. كما يوجد أيضا خيار حكومة تكنوقراطية مدعومة سياسياً. بادرة سابقة من هذا القبيل، كانت في خريف عام 2015، قبل سنة واحدة من موعد الانتخابات التشريعية أيضاً، عندما تنازلت السلطة التنفيذية التي كان يقودها فيكتور بونتا، الذي كان ينتمي أيضًا إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي PSD، عن الحكم، لتحل محلها حكومة داتشيان تشولوش.