مخاوف الرومانيين
الرومانيون هم أكثر سكان أوروبا الوسطى والشرقية قلقاً، فيما يتعلق بزيادة الفقر أو الأزمات الغذائية المحتملة
Radio România Internațional, 31.10.2024, 15:22
الرومانيون والنمساويون، هم الأكثر رضى عن حياتهم بين سكان أوروبا الوسطى والشرقية، لكن الرومانيين هم الأكثر قلقاً بشكل ملحوظ، فيما يتعلق بزيادة الفقر أو أزمات الغذاء أو الماء المحتملة لفترات طويلة، أو بسبب زيادة الفوارق الاقتصادية بين الناس. هذا الاستنتاج هو أحد استنتاجات الدراسة حول جودة الحياة في عام ألفين وأربعة وعشرين، والتي أجرتها”كانتار رومانيا”. وتكشف الدراسة عن مدى رضى سكان أوروبا الوسطى والشرقية عن حياتهم بشكل عام، فيما يتعلق بالجوانب المختلفة: الحياة الأسرية، والحياة المهنية، والحياة الاجتماعية، والدخل، والحياة السياسية.
وتتناول الدراسة أيضاً التهديدات الحالية التي يتصورها الناس، وكذلك المواقف تجاه التوازن بين العمل والحياة، أو باتجاه نمط حياة أكثر صحية. ومع ذلك، فإن غالبية المواطنين في أوروبا الوسطى والشرقية راضون عن حياتهم، حيث يتجاوز الرومانيون متوسط مستوى الرضى في المنطقة. لكنهم ورغم رضاهم عن الوضع المالي للأسرة، إلا أن الرومانيين غير راضين بنفس القدر عن حياتهم المهنية والاجتماعية. وفي جمهورية التشيك وسلوفاكيا والمجر، كان مستوى المخاوف أعلى من ذلك، وتواجه أوكرانيا حالة هائلة من عدم اليقين الوجودي.
وقالت “كارمن باتراشكو”، المديرة العامة لشركة “كانتار رومانيا”، بأن هناك دراسات أخرى، تظهر أن الرومانيين هم من بين الأوروبيين الأكثر رضى عن الحياة التي يعيشونها. فارتفاع مستوى رضى الرومانيين عن الحياة الأسرية في دراستنا، قد يدلّ على دور الأسرة كعامل تعويضي عن مخاوفهم المختلفة. فالأسرة توفّر دعماً عاطفياً واجتماعياً قوياً، يمكن أن يخفف من الآثار السلبية لعدم اليقين الاقتصادي”.
وتابعت “باتراشكو” قائلة: “بأن هذه النتائج يمكن أن تكون أيضاً دليلاً على الواقعية أو الحكمة. فقد يكون الرومانيون راضين عن وضعهم الحالي، لكنهم يخشون المستقبل، بسبب انعدام الأمن، وإمكانية تعرضهم للتغيرات الاقتصادية، حيث لا زالت الأزمة الاقتصادية والمالية لعام ألفين وعشرة ماثلة في أذهانهم.
وفيما يتعلق بالرضى الذي توفره الحياة الأسرية، يتقارب الرومانيون والنمساويون في وجهات نظرهم، في حين يتباعدون بشكل كبير فيما يتعلق بالحياة المهنية، وبشكل خاص ما له صلة بالحياة الاجتماعية. وباستثناء الأوكرانيين، فإن السلوفاك والمجريين لديهم أدنى مستوى من الرضا في المجالات الثلاث المذكورة.
ووفقاً للدراسة، تشعر المنطقة بأسرها بخيبة أمل من النظام السياسي. فهناك واحد فقط من كل خمسة أشخاص في أوروبا الوسطى والشرقية، راضٍ عن الاتجاه الذي تسير فيه الديمقراطية والحكم ونوعية السياسيين في بلده. وفي رومانيا، يشعر واحد فقط من كل عشرة أشخاص بالرضى عن كيفية تمثيلهم على المستوى السياسي (الرئاسة، الحكومة، البرلمان).