مجموعة قتالية تابعة لحلف شمال الأطلسي في رومانيا
الآن، بعدما عادت روسيا مجدداً إلى انطلاقاتها الحربية والتوسعية، قرر الحلفاء أيضًا تشكيل مجموعات قتالية في كل من: رومانيا، وبلغاريا، وهنغاريا، وسلوفاكيا. المهمة الرئيسية لهذه المجموعات، المكونة من جنود كانوا في مناطق صراع مسبقاً، هي ردع أي معتد محتمل. إنها قوات متعددة الجنسيات، قادرة ومستعدة لخوض أية معركة، لإظهار قوة الارتباط عبر الأطلسي. وتشكل جزءاً من أحدث جيل لأكبر تعزيز لقوة الدفاع الجماعي للحلف– شدد حلف شمال الأطلسي.
Bogdan Matei, 24.05.2022, 18:48
رومانيا جارة أوكرانيا التي غزتها القوات الروسية، تعرضت أيضاً، خلال أقل من ثلاثة قرون، إلى إثني عشر غزوًا روسيًا. أما الآن، فتستضيف رومانيا مجموعة قتالية تابعة لحلف شمال الأطلسي، كضمان إضافي لأمنها. حلف شمال الأطلسي سيدافع عن كل شبر من أراضي الدول الأعضاء، وأي هجوم على أية دولة منها، يعد هجومًا على الجميع – لم يتعب قادة التحالف من عناء التحذير، بعدما، أمر الرئيس الروسي/ فلاديمير بوتين، جيشه بمهاجمة أوكرانيا. ومنذ عام 2014، عندما ضمت موسكو بشكل غير قانوني شبه جزيرة القرم الأوكرانية (في الجنوب)، وغذت التمرد الانفصالي في دونباس (في الشرق)، أسس حلف شمال الأطلسي (الناتو) مجموعاته القتالية الأولى في أربع دول على الجناح الشمالي- الشرقي: إستونيا ولاتفيا وليتوانيا وبولندا. أصبحت هذه الهياكل – المعروفة أيضًا باسم وجود متقدم معزز – تعمل بكامل طاقتها في عام 2017، ويشارك فيها حاليًا ما يقرب من خمسة آلاف جندي من أوروبا والولايات المتحدة وكندا، يتناوبون كل ستة أشهر.
الآن، بعدما عادت روسيا مجدداً إلى انطلاقاتها الحربية والتوسعية، قرر الحلفاء أيضًا تشكيل مجموعات قتالية في كل من: رومانيا، وبلغاريا، وهنغاريا، وسلوفاكيا. المهمة الرئيسية لهذه المجموعات، المكونة من جنود كانوا في مناطق صراع مسبقاً، هي ردع أي معتد محتمل. إنها قوات متعددة الجنسيات، قادرة ومستعدة لخوض أية معركة، لإظهار قوة الارتباط عبر الأطلسي. وتشكل جزءاً من أحدث جيل لأكبر تعزيز لقوة الدفاع الجماعي للحلف– شدد حلف شمال الأطلسي.
المجموعة القتالية في رومانيا، التي تحظى بفرنسا كدولة إطارية، موجودة هنا، ابتداءً من شهر مايو/ أيار الجاري، عبر تحويل عناصر متحالفة متعددة الجنسيات في إطار قوة الرد التابعة لحلف شمال الأطلسي إلى ونشرها في رومانيا – وفقاً لما أعلنت وزارة الدفاع في بوخارست. الكتيبة الفرنسية المنتشرة في رومانيا، التي تعتبر رأس الحربة بقوة رد عالية المستوى لحلف شمال الأطلسي، ستشكل المجموعة القتالية على الأرض الوطنية، تدمج، على أساس دوري، قوات من بلجيكا وهولندا. القوات المسلحة الفرنسية موجودة في رومانيا منذ 26 فبراير/ شباط 2022. حيث كانت فرنسا تقود كتيبة التأهب للتدخل السريع، وكانت قد نشرت، فوراً، عقب الهجوم الروسي على أوكرانيا. كما تشكل سرية مشاة بلجيكية جزءاً من هذه الكتيبة. فرنسا ستنشر، في رومانيا أيضاً، مفرزة دفاع جوي في مركز التدريب الوطني للدفاع الجوي في بلدة كابو ميديا (جنوب- شرق رومانيا).
كل هذه الوحدات الإضافية، كما يقول محللو السياسة الخارجية، تمثل ردة فعل الحلفاء أمام طموحات روسيا بالعودة إلى الوضع الاستراتيجي قبل عام 1997، عندما اختارت الدول التابعة للاتحاد السوفيتي السابق، التي فرضت عليها الشيوعية قسريًا، بعد الحرب العالمية الأخيرة، بالتزامن مع انهيار الديكتاتوريات فيها-الانضمام إلى العالم الحر، الذي يدافع عنه حلف شمال الأطلسي (الناتو).