ماذا جلبت الإنتخابات في ألمانيا؟
الخبير في العلاقات الدولية/ أندريه تسارنيا، صرح للإذاعة الرومانية العامة (راديو رومانيا) بقوله:
Bogdan Matei, 25.09.2017, 21:01
صدمة الإنتخابات البرلمانية – يقول جميع المعلقين – كانت دخول المتطرفين اليمينيين من حزب البديل من أجل ألمانيا، بنسبة 12.6٪ من الأصوات، أكثر مما توقعت استطلاعات الرأي. ووفقا للنتائج النهائية، حصل المحافظون على 33٪ من أصوات الناخبين، أي أقل بنسبة 8.5٪ مقارنة بالإقتراع السابق، عام 2013، أما الاشتراكيون- الديمقراطيون، فقد حصلوا على نسبة 20.5٪، التي كانت أقل بحوالي 5.2٪. حزب المستشارة/ آنغيلا ميركل، يبقى الأهم في البلاد، ولكن هذه هي أضعف نتيجة للمسيحيين- الديمقراطيين، منذ عام 1949، وحتى الآن. أما الإشتراكيون بقيادة/ مارتن شولتز، فحافظوا على المركز الثاني، ولكن بأسوأ نتيجة في تاريخهم. كما دخل الليبراليون البرلمان الجديد، بعشر نسب مئوية، واليسار الراديكالي، ودعاة حماية البيئة بحوالي 9 فى المائة لكل منهما. ووفقا للمبعوث الخاص للإذاعة الرومانية العامة إلى برلين، فإن آنغيلا ميركل تحظى برابع فترة كمستشارة في جيبها، ولكن لا يمكنها ممارسة صلاحيات منصبها سوى في وجود حكومة ائتلافية، أما تشكيلها فسيكون أمراً يصعب التفاوض عليه. رئيسة الحكومة استبعدت خيار حكومة أقلية. كما أن الحفاظ على ما يسمى بالتحالف الكبير مع اليسار المعتدل لم يعد يقيناً. الزعيم الاشتراكي/ مارتن شولتز، يعتقد أن النتيجة الضعيفة بشكل غير معتاد التي حصل عليها حزبه، ما هي إلا إشارة واضحة من قبل الناخبين بأنهم لا يريدون ائتلافاً حكومياً مع المحافظين. ويبدو أن ظهور اليمين المتطرف (الراديكالي) على مقاعد الهيئة التشريعية الألمانية، يسبب قلقاً بالفعل. فمئات الأشخاص احتجوا، مساء الأحد، في برلين، حيث هتفوا أخرجوا النازيين و العنصرية ليست حلا!. البلاد الآن، بالتزامن مع دخول اليمين القومي، إلى البرلمان، تواجه أكبر تحد منذ مولد الجمهورية الاتحادية في عام 1949 – يؤكد، في بيان له، المجلس المركزي لليهود في ألمانيا.
الخبير في العلاقات الدولية/ أندريه تسارنيا، صرح للإذاعة الرومانية العامة (راديو رومانيا) بقوله:
إن مركز السياسة الألمانية تحت هجوم التطرف. حزب البديل من أجل ألمانيا، سيتلاعب بهذه الموجة من عدم الرضا العام، غير المرتبطة حصراً بمسألة الهجرة وموجة اللاجئين التي وصلت إلى ألمانيا في 2014- 2015، وإنما بالدرجة الأولى، بكيفية عمل ألمانيا وأوروبا في الوقت الراهن.
فعلى المستوى الأوروبي، يلاحظ المعلقون، كانت ألمانيا واحدة من آخر الدول أعضاء الاتحاد، التي لم يدخل فيها المتطرفون اليمينيون والشعبَويون إلى البرلمان الوطني. وخلاف ذلك، فإن زعيمي اليمين المتطرف في كل من: فرنسا/ مارين لوبان، وهولندا/ خيرت فيلدرز، وبنفس الخطاب المعادي لأوروبا والمعادي للهجرة، كانا من بين أول من هنأ الشركاء في حزب البديل من أجل ألمانيا. أما الرئيس الفرنسي/ إيمانويل ماكرون، فقد أعلن، بالمقابل، أنه قد اتصل بالسيدة ميركل لتهنئتها على إعادة إنتخابها، وللتعبير عن عزمه بمواصلة التعاون الفرنسي- الألماني، الجوهري لكلي البلدين ولكافة أوروبا.