لوائح لمكافحة التزييف العميق
قانون مكافحة ظاهرة التزييف العميق سيدخل حيز التنفيذ، في رومانيا، قبل شهر أبريل/ نيسان القادم
Bashar Kishawi (بشار القيشاوي), 12.02.2024, 19:44
تقنية التزييف العميق، التي يستخدم
من خلالها الذكاء الاصطناعي لإنشاء محتوى مزيف عبر الشبكة الافتراضية (الإنترنت) بهدف
خداع المستخدمين، اكتسبت زخمًا مؤخرًا في رومانيا أيضًا. توجد مقاطع يبدو فيها أن شخصيات
عامة حقيقية تظهر، لكنها في الواقع عبارة عن صور وخطابات صنعت بمساعدة الذكاء الاصطناعي.
صور لرئيس الدولة/ كلاوس يوهانيس، ولوزير الطاقة/ سيباستيان بوردويا، ولمحافظ
البنك المركزي الوطني الروماني BNR/ موغور إيساريسكو استخدمت بشكل احتيالي.
السلطات الرومانية حذرت، عدة مرات،
من محاولات الخداع في البيئة الافتراضية عبر تغيير محتوى بعض الصور أو التسجيلات. وزير
الأبحاث/ بوغدان إيفان أكد أنه يناقش مع ممثلي المنصات الكبرى على الشبكة
العنكبوتية (الإنترنت)، وأن من المنتظر وضع مجموعة من الفلاتر التي تجعل من الصعب نشر
محتوى يستخدم الذكاء الاصطناعي ولا يعكس الواقع. وهو يتوقع أن قبل حلول شهر أبريل/
نيسان سيوجد إطار قانوني يفرض عقوبات على أولئك الذين لا يتبعون القواعد. النواب
الرومانيون يعملون بالفعل على مشروع قانون بهذا الصدد. المشروع ينص على فرض غرامات
تصل إلى مائتي ألف ليو (أي ما يعادل حوالي أربعين ألف يورو)، بل وحتى فرض عقوبات بالسجن
لمدة قد تصل إلى عامين، على أولئك الذين ينتجون ويوزعون عبر الشبكة الافتراضية (الإنترنت)
أو في وسائل الإعلام مواد مزيفة بعمق، دون الإشارة إلى ذلك، برسالة هذه المادة تحتوي على مواقف خيالية.
المبادرة التشريعية تعود إلى بعض البرلمانيين
من الحزب الاشتراكي الديمقراطي PSD، والحزب الوطني الليبرالي PNL، والاتحاد
الديمقراطي للمجريين في رومانيا UDMR، بالإضافة إلى ممثلي الأقليات القومية. الاشتراكي-
الديمقراطي/ روبرت كازانتشيوك، يشرح قائلا:
هذا القانون لا يحظر استخدام
التزييف العميق، وإنما يقول فقط ما يلي، عندما تبعث برسالة مسجلة مُحيرة، ضع تحذيرًا،
سواء في الرسالة المرئية أو في الرسالة المسموعة.
رئيس الجامعة متعددة التقنيات في بوخارست/
ميهنيا كوستويو، يعتبر أن الحاجة تستدعي التنظيم فيما يخص الذكاء الاصطناعي. ميهنيا
كوستويو:
أعتقد أن الحاجة تستدعي التنظيم
فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي، ولكن يجب أن نأخذ في المنظور حقيقة أن أي نوع من التنظيم،
أو، عفوا، وجود عدة معايير يمكن أن تضع بعض العوائق أمام تطور الذكاء
الاصطناعي.
أحزاب المعارضة الرئيسية ترى أن المشروع
لا يحترم كافة توصيات الاتحاد الأوروبي في هذا المجال، وتطالب بإعادة تحليل النص في اللجان المتخصصة. أما
على المستوى الأوروبي، فقد وافقت دول الاتحاد الأوروبي بالإجماع على مجموعة من اللوائح
المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، عقب مفاوضات مكثفة بشأن التوازن بين الابتكار والأمن.
الاتفاق، الذي يحمل اسم وثيقة الذكاء الاصطناعي، يحدد القواعد الأولى على هذا الكوكب
للذكاء الاصطناعي، والتي يجب أن تكون أكثر أمانًا وأن تحترم الحقوق الأساسية في الاتحاد
الأوروبي.