قوانين بخصوص استغلال الغابات
Valentin Țigău, 06.02.2016, 19:34
كانتْ رومانيا تُعتَبَرُ في الماضي إحدى الدول ذات إمكانياتٍ حِراجية كبيرة، ولكنها أصبحت في الوقت الحالي تملك مساحةَ غابات دون المُعَدَلِ الأوروبي. والسببُ الرئيسي في ذلك هو إعادةُ بعض الغابات التي تمت مُصادرتُها بطريقةٍ تعسفية أثناء الحكم الشيوعي إلى أصحابِها الشرعيين وكذلك عملياتُ قطع الأجار غيرُ المسؤولة التي أُجْرِيَتْ في السنوات الخمس والعشرين الأخيرة. ولاحظت منظمةُ السلام الأخضر، Greenpeace ، أنه يتم في كل ساعة في رومانيا قطعُ ثلاثةِ هكتاراتٍ مِنَ الغابات وأنَ المساحةَ الإجماليةَ للغابات التي تمت إزالتُها أوْ أصبحَتْ مُتدَهورةً بلغتْ، في السنوات العشر الأخيرة فقط، مِائَتَيْنِ وثمانين ألفَ هكتار مِنْ مَجموع الغابات البالغةِ مَساحتُها نحو ستةِ ملايين هكتار. كما أظهرتْ دراسةُ Greenpeace أن نصفَ المساحات التي أُزِيلَتْ منها الغابات تقريبا تَقَعُ في مناطقَ مَحمية. والأمر الخطير جدا هو أن حتى الغاباتِ العذراءَ التي تُعتبر في رومانيا مِنْ أكبرها في أوروبا مُتَضَرِرَةٌ كذلك. وفي هذا السياق، دُعِيَتِ السلطاتُ، وبالتحديد وزارةُ البيئة والمياه والغابات والشركةُ الحصرية للغابات –رومسيلفا، لاتخاذِ إجراءاتٍ عاجلة لإنقاذ غابات رومانيا. وكانَ الوضعُ المأساوي الناجِمُ عنِ استغلالِ الغابات قد أسفر، في عام 2015 وفي بداية هذا العام، عَنْ تظاهُراتٍ في الشوارع، في بوخارست وفي غيرها مِنَ المدن، حيث اتهم آلافُ المتظاهرين صُناعَ السياسات العامة بسوء إدارة الغابات. وطلب ممثلو المُجتمع المدني، من بين أمور أخرى، فحصَ العُقُودِ المُبرَمةِ مع ثلاثِ شركاتٍ نمساوية مَعنيةٍ بتحويل الخشب تُجْرِي في رومانيا أعمالا تجاريةً تتجاوز قيمتُها مليارَ يورو في السَنَة. وهناك مُخالفاتٌ عديدةٌ بسبب قُصُورِ التشريعات أدت، في الفترة الأخيرة، حتى إلى عَرقلة المُعاملات في سوق الخشب. فأعلنت وزارةُ البيئة، يومَ الأربعاء، عَنْ أولِ إجراءٍ لتصحيح الوضع يتمثل في توضيحِ طَريقةِ تحديد الأسعار المَرجِعية في المزادات الخاصة بالأشجار التي يَتِمُ قطعُها في الغاباتِ المملوكة للدولة والأسعارِ الأساسية للمَزادات. حيث كان سعرُ الخشبِ المَعرُوضِ للبيع مِنْ قبل الدولة قد صار أعلى عما هو عليه في غيرِها مِنَ الدُول الأوروبية، الأمرُ الذي أثار مشاكلَ كبيرةً بالنسبةِ لشركاتِ الاستغلال الأربعةِ آلافٍ وأربعِمائةٍ وكذلك بالنسبة لشركاتِ التحويل السبعةِ آلافٍ التي قامت، بين عامي 2007 و 2013 ، بِقَطْعِ واستغلالِ وتحويلِ مساحة غابات تُساوِي مَساحةَ بوخارست. ورغم كافة التنظيمات الجديدة المَفرُوضة مِنَ الحكومة الرومانية، من المُفترض أن تستمر مُشكلةُ الغابات في إثارة تعليقاتٍ ساخِنةٍ في المجتمع الروماني الذي أصبحَ أكثرَ مَسؤوليةً فيما يخص المَصيرَ البيئيَ للبلاد.