قمة للتراث الثقافي الأوروبي
استضافت العاصمة الرومانية بوخارست أهم حدث مخصص للحفاظ على التراث الثقافي في الكتلة الأوروبية
Bashar Kishawi (بشار القيشاوي), 08.10.2024, 18:54
“رومانيا موجودة في طليعة التراث الأوروبي والعالمي عبر ثراء التنوع الثقافي، وشغف واحتراف العديد من المتخصصين” -أكد الرئيس/ كلاوس يوهانيس في الرسالة التي نقلها في إطار القمة الأوروبية للتراث الثقافي، التي عقدت في بوخارست خلال الفترة بين 6-8 أكتوبر/ تشرين الأول. القمة، التي نظمتها شبكة “أوروبا نوسترا” – أكبر اتحاد للمنظمات غير الحكومية المعنية في القارة -تعد أهم حدث مخصص للحفاظ على التراث الثقافي في الكتلة الأوروبية. المتخصصون في هذا المجال ناقشوا أولويات السياسة العامة على المستوى الأوروبي، وكذلك في العلاقة مع السلطات الرومانية. وبحسب رئيس الدولة، فإن الحدث الذي نظم في بوخارست، كان في سياق طغت عليه سلسلة من أزمات لها تأثير عالمي خطير على السلام والأمن، وعلى تنمية المجتمعات، وكذلك على الإنسانية بشكل عام. كلاوس يوهانيس شدد على حقيقة أن، في مثل هذه الفترة المعقدة، تزداد أهمية الآثار، والمتاحف، والبيوت التذكارية، والعادات والتقاليد، وأولئك الذين يحافظون عليها كمعالم ومراجع ثقافية للقيم الأساسية.
“إن أوروبا التي ورثناها هي بناء وفضاء للذاكرة. كما أن الاتحاد الذي نجد فيه أنفسنا اليوم، مع الرخاء والأمن الذي نتوقعه منه، يعتمد بقوة أكثر فأكثر على التربية والتعددية الثقافية والاستفادة من التنوع” – أوضح رئيس الدولة، الذي أضاف أيضا أن التراث الثقافي أصبح مورداً لا غنى عنه للرخاء والتنمية المستدامة، وبالنسبة لمستقبل أوروبا، تعتبر الثقافة أمرا أساسيا، لأنها تغذي الحرية والديمقراطية.
ومساء الاثنين، احتفل بالمشاريع الفائزة بجوائز التراث الأوروبي، جوائز “أوروبا نوسترا” 2024، وهي أعلى تكريم للتراث في أوروبا، في حفل رفيع المستوى، نظم في مبنى “الأثينيوم الروماني” الشهير في وسط العاصمة بوخارست. خمسة مشاريع فائزة، اختيرت من بين ستة وعشرين مشروعاً فائزاً هذا العام، من ثماني عشرة دولة أوروبية، بناءً على توصية لجنة تحكيم مستقلة من الخبراء. ويدور الحديث هنا حول: منجم “إغناسي” التاريخي في بولندا، وكنيسة “ألما فيي” الساكسونية في رومانيا، ومخطط المباني الزراعية التقليدية في أيرلندا، وجمعية بلدة قلعة “تسيسكاراولي” لمواطنين من جورجيا، وجمعية أصدقاء الآثار في “دوبروفنيك” من كرواتيا. المشروع الروماني حصل على جائزة ضمن فئة الحفظ وإعادة الاستخدام التكيّفي. المشروع عمل على ترميم معلم ثقافي، يمثل قرونًا من التاريخ والحرفية في بلدة “آلما فيي” الخلابة في ترانسيلفانيا. عملية الترميم حافظت على السلامة المعمارية والتاريخية للكنيسة، وفي نفس الوقت، عززت المجتمع المحلي وعززت تنمية السياحة المستدامة.