في بوخارست، عن الرومانيين خارج حدود البلاد
رومانيا لا يُمْكِنُ أَنْ تسمَحَ لِنفسها بتبديد رأسِ المال البشري الذي يتمثل في المُواطنين المتواجدين خارج البلاد. نَعْلَمُ، مثلا، أن الأموال المُرْسَلَةَ سنويا إلى البلاد تجعل الرومانيين في الخارج مُستَثْمِرًا حقيقيا وتُحَقِقُ حصةً كبيرةً مِنَ النُمو الاقتصادي. مِنْ واجبنا تَوفيرُهُمْ فُرصًا ملموسةً لجذبِهِمْ لاستثمارِ مَواهِبِهِمْ ومَوارِدِهِمْ في البلاد.
Roxana Vasile, 28.02.2016, 21:16
نصفُ الرومانيين النَشِطينَ اقتصاديا يعملون في الخارج. إذ أتاحَ انضمامُ البلاد إلى الاتحاد الأوروبي، في شهر يناير/كانون الثاني عام 2007، أمام الرومانيين إمكانيةَ السفر بِلا قيود والعملِ خارجَ البلاد، مما جَعَلَ البلاد عُرضةً لاستنزافٍ خطيرٍ للقِوَى العاملة. لأن عددا قليلا مِنَ الذين اختاروا الخارِجَ لديْهِمْ خُطَطٌ ملموسةٌ للعودة إلى الوطن. ولكن رومانيا لا يُمْكِنُ أنْ تسمحَ لنفسها بفُقدان رأس المال البشري المُتَمَثِلِ في المُواطنين الذين غادروا البلادَ للعمل في الخارج. جاءَ هذا التصريحُ مِنْ رئيس الجمهورية، كلاووس يوهانيس، في إطارِ المُناقَشة بعنوان الجاليةُ الرومانية – عامِلٌ للتنمية. وَفقا لهذا الأخير، إنَ الرومانيين العاملين في الخارج يكتسبون الخبرةَ والمهارات ويُقِيمُونَ شبكاتِ اتصال لَمْ يَكُونُوا سيُنْشِؤُونَها لَوْ كانوا في البلاد. سواء كان الأمرُ يتعلق بِمُتَخَصِصين يستحقون جائزةَ نوبل أو بالرومانيين المُتَفَوِقِينَ في مِهَنِهِمْ وفي أنشطتهم الذين يَعملون بِصِدْق أوِ الرومانيين في الخارج الذين لديْهِمْ شَيءٌ مُفِيدٌ لِتَقديمِهِ إلى بلادهِمِ الأم. يَمْلِكُونَ رأسَ مالٍ مِهَنِيًا وفِكريا ومَاليا واجتماعيا ومَدَنِيَا ويَكتَسِبونَ الخبرةَ في العيش في ديموقراطياتٍ قوية تُوَفِرُ خدماتٍ عامةً فعالة. وإذا تَغَيَرَتْ كيفيةُ مُعامَلَةِ الدولةِ الرومانية لِمُواطنيها، الرئيسُ كلاووي يوهانيس مُقْتَنِعٌ بأن عددَ الراغبين في العودة إلى البلاد سيزداد. وإلى ذلك الحين، قد يَكُونُ وُجودُ جاليةٍ قويةٍ في الخارج مَوْرِدًا هاما لتنميةِ رومانيا وتَحدِيثِها. كلاووس يوهانيس:
رومانيا لا يُمْكِنُ أَنْ تسمَحَ لِنفسها بتبديد رأسِ المال البشري الذي يتمثل في المُواطنين المتواجدين خارج البلاد. نَعْلَمُ، مثلا، أن الأموال المُرْسَلَةَ سنويا إلى البلاد تجعل الرومانيين في الخارج مُستَثْمِرًا حقيقيا وتُحَقِقُ حصةً كبيرةً مِنَ النُمو الاقتصادي. مِنْ واجبنا تَوفيرُهُمْ فُرصًا ملموسةً لجذبِهِمْ لاستثمارِ مَواهِبِهِمْ ومَوارِدِهِمْ في البلاد.
وشارك رئيسُ الوزراءِ، داتشيان تشولوش، أيضا في المناقشة وأوضح بدوره رغبةَ الحُكُومة في تحقيقِ عدةِ مشاريعَ مِنْ أجل الرومانيين المُقيمين في الخارج :
نسعى إلى اتخاذ تدابيرَ لإقامةِ شبكاتٍ مهنية ولتحفيزِ اتباعِ نهجِ التواصُلِ الشبكي. نرغب في إنشاءِ وكالةِ للاستثمارات وللتَرْوِيجِ التجاري. وهنا يتمثل أحدُ أهدافِ هذه الوِكالة في تحفيز مُشاركة الرومانيين المُقيمين في الخارج في الشَراكاتِ الاقتصادية فيما من أجل الاستثمارات الخارجيةَ في البلاد، بل كذلك من أجل الشروعِ في تحفيز الاستثمارات الرومانية في الخارج.
إذا أرادوا العَودةَ إلى البلاد والاستثمارَ في الزراعة، فتُحَضِرُ الحكومةُ للرومانيين المتواجدين في الخارج أموالا أوروبيةً مُخَصَصَة. برنامجُ المِنَحِ الدراسية لأطفالِ المواطنين المتواجدين في الخارج سيَستمر. وفي الوقت نفسه، يُرادُ تحسينُ الخَدمات الإدارية القُنصلية. على أي حال، إنَ استغلالَ إمكانياتِ الرومانيين المُقيمين في الخارج ينبغي أنْ يمشيَ يَدًا بِيَدٍ مَعَ إنشاءِ إطارٍ مُؤاتٍ لِرَفاهية المواطنين المُتَبَقِينَ في البلاد بِحَيْثُ يُصْبِحَ الذهابُ إلى الخارج مسألةَ اختيارٍ وليس ضرورَة.