سابقة سياسية في رومانيا
وكان مقررا أن يقدم رئيس الوزراء استقالته في نهاية شهر مايو أيار الماضي على ان يتولى رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي مارشتيل شتولاكو رئاسة الحكومة إلا ان إضراب المدرسين أدى إلى تأجيل الاستقالة إلى حين تسوية نزاع العمل. وبعد انتهاء الإضراب يوم الاثنين قدم نيكولاي تشوكا استقالته حيث قال :”بدأنا الاستعدادات للتناوب على رئاسة الحكومة حيث ستكون هناك حكومة مؤقتة إلى حين تنصيب الحكومة الجديدة وذلك بحلول نهاية الأسبوع الجاري بحيث نتمكن من التركيز على أولويات برنامج الحكومة “.
Diana Baetelu, 13.06.2023, 14:22
على مدى الثلاثين عاما التي مرت على الإطاحة بالنظام الشيوعي لم يترك الساسة الرومانيون نموذج حكومة إلا جربوه – من الحكومة أحادية اللون لليمين أو اليسار إلى حكومة الأقلية المدعومة من قبل البرلمان علنا أوخفية مرورا بحكومة الائتلاف المكونة من أحزاب جمعتها العقائد تارة أو المصالح الآنية تارة . أما الائتلاف الحكومي الحالي المكون من الحزب الاشتراكي الديمقراطي والحزب الوطني الليبرالي إضافة إلى الاتحاد الديمقراطي للمجريين فيجمع الحزبين الرئيسيين لليسار واليمين ليس للمرة الأولى في تاريخ رومانيا ما بعد عام 1989 . ففي عام 2012 قام الحزبان الاشتراكي الديمقراطي والوطني الليبرالي بتشكيل تحالف تحت مسمى الاتحاد الاشتراكي لليبرالي تمكن من إلحاق هزيمة نكراء بجميع التشيكلات السياسية الأخرى في انتخابات عام 2012 ما سمح له بالتحكم بالحكومة والبرلمان معا .لكن السابقة السياسية المطلقة تتمثل في التناوب على رئاسة الحكومة بين الحزب الوطني الليبرالي والحزب الاشتراكي الديمقراطي والذي من المتوقع أن يجري في الأيام القليلة المقبلة بموجب البروتوكول المبرم بين الليبراليين والاشتراكيين الديمقراطيين في نوفمبر تشرين الثاني من عام 2021 والقاضي بأن يسلم رئيس الوزراء الليبرالي مهام منصبه لنظيره الاشتراكي الديمقراطي بعد عام ونصف العام على تشكيل الحكومة .
وكان مقررا أن يقدم رئيس الوزراء استقالته في نهاية شهر مايو أيار الماضي على ان يتولى رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي مارشتيل شتولاكو رئاسة الحكومة إلا ان إضراب المدرسين أدى إلى تأجيل الاستقالة إلى حين تسوية نزاع العمل. وبعد انتهاء الإضراب يوم الاثنين قدم نيكولاي تشوكا استقالته حيث قال :”بدأنا الاستعدادات للتناوب على رئاسة الحكومة حيث ستكون هناك حكومة مؤقتة إلى حين تنصيب الحكومة الجديدة وذلك بحلول نهاية الأسبوع الجاري بحيث نتمكن من التركيز على أولويات برنامج الحكومة “.
الأستاذ الجامعي أندري تسارانو يعتقد أن التناوب على رئاسة الحكومة سيبصح حقيقة واقعة رغم تحفظات البعض بالنظر لكثرة الاتفاقيات والتعهدات السياسية التي انتهكت أو أسقطت فيما مضى : “أعتقد أن التناوب سيحصل وإلا سيصبح البناء السياسي الذي تم إنشاؤه في الفترة الأخيرة باليا بأكمله وهو بناء تفردت به رومانيا بين بلدان أوروبا الوسطى والشرقية .”
وقال الأستاذ تسارانو أيضا إن نموذج التناوب على رئاسة الحكومة قد يفرض نفسه كنموذج ناجح خاصة في البلدان المجاورة لذا فسيكون من المؤسف جدا أن تتخلى رومانيا عنه في منتصف الطريق حسب تعبيره . أما اتحاد أنقذوا رومانيا المعارض فقال إن التناوب على رئاسة الحكومة ليس من شأنه أن يحل المشاكل التي يواجهها المواطنون بينما أشارت الصحافة الدولية إلى ما وصفته بإخفاق حكومة رئيس الوزراء الليبرالي نيكولاي تشوكا في تحقيق الإصلاحات الهامة المنصوص عليها في الخطة الوطنية للإنعاش والتي يمولها الاتحاد الأوربي.