رومانيا، في مشاورات باريس
مشاركة الرئيس الروماني المؤقت، "إيليه بولوجان"، في اجتماع باريس المخصص للوضع الأوكرانيا والتحديات الأمنية في أوروبا

Radio România Internațional, 20.02.2025, 17:09
بعد اجتماع يوم الإثنين، نظّم الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون” في باريس اجتماعاً جديداً محدوداً يوم الأربعاء كان محوره “أمن القارة الأوروبية”. وقد كانت رومانيا حاضرة أيضاً في هذا الاجتماع ممثلة برئيسها المؤقت “إيليه بولوجان”، بالإضافة إلى قادة النرويج وكندا، وليتوانيا وإستونيا، ولاتفيا وجمهورية التشيك، وفنلندا واليونان، والسويد وبلجيكا.
وتأتي الاجتماعات، بعد التغيير الجذري في موقف الولايات المتحدة الأمريكية تجاه الدول الأوروبية وإدارة كييف وموسكو. فمن جهة، تنتقد حكومة “دونالد ترامب” أوروبا، لعدم انخراطها بشكل أكبر في حل الصراع، وتصف الرئيس الأوكراني “فولوديمير زيلينسكي” بأنه ديكتاتور، لعدم إجراء الانتخابات في موعدها، وتعتبره مسؤولاً بشكل جزئي عن بدء الحرب، رغم غزو روسيا لأوكرانيا منذ عام ألفين وأربعة عشر وضم شبه جزيرة القرم.
من ناحية أخرى، يبدو أن واشنطن خففت من حدة لهجة المحادثات مع نظام الكرملين. ووفقاً للتوقعات، يمكنها التفاوض من جانب واحد، ليس فقط على السلام القسري في أوكرانيا، ولكن أيضاً على إعادة توزيع مناطق النفوذ على غرار مؤتمر يالطا سيئ السمعة، عام ألف وتسعمئة وخمسة وأربعين، والذي تم بعده التنازل عن أوروبا الشرقية للاتحاد السوفيتي. وفي هذا السياق، قال الرئيس الروماني المؤقت، “إيليه بولوجان”، بأن أمن أوكرانيا هو أيضاً أمن أوروبا ورومانيا. وقال أيضاً بأن فرنسا ستزيد من دعمها لرومانيا، بعد المحادثات الثنائية التي أجراها مع الرئيس الفرنسي.
“مرة أخرى، تؤكد لنا فرنسا وقوفها إلى جانبنا اليوم، كما وقفت إلى جانب رومانيا في اللحظات المهمة جدا من تاريخ بلدنا، حيث أكّدنا من جديد على الشراكة الاستراتيجية بين بلدينا، وعلى استقرار الوجود العسكري الفرنسي في رومانيا. وبناء على طلب بلدنا، سيتم تعزيز هذا الوجود في الفترة المقبلة“.
وفي نهاية الاجتماع، قال “بولوجان” بأن دول أوروبا الشرقية هي أول من يشعر بعواقب الحرب في أوكرانيا. وشدّد على أن الوحدة الأوروبية والتعاون مع الولايات المتحدة داخل حلف شمال الأطلسي أمران حيويان لحل الصراع.
“نحن مع أوكرانيا لردع الظلم وتحقيق العدالة، وكذلك من أجل المصالح الاستراتيجية لبلدنا. كما أن التعاون بين الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية، هو أفضل صيغة لحل هذه الأزمة، بحيث لا يكون لدينا وقف لإطلاق النار فحسب، بل يكون لدينا أيضاً سلام عادل، حتى لا يبدأ صراع جديد في السنوات القادمة. ولا يمكن تحقيق سلام دائم وعادل، دون مشاركة أوكرانيا والاتحاد الأوروبي في إتمام هذه المفاوضات“.
من جانبه، قال الرئيس الفرنسي إنه يرى روسيا وفلاديمير بوتين “تهديداً وجودياً لأوروبا”. وقال “مايك والتز”، مستشار الرئيس دونالد ترامب للأمن، بأنه قد تمت دعوة الرئيس الفرنسي ورئيس الوزراء البريطاني إلى واشنطن الأسبوع المقبل، لإجراء مشاورات حول السلام في أوكرانيا.