رومانيا والوضع في أوكرانيا
Roxana Vasile, 27.08.2014, 12:33
الجاليةُ الرومانية في أوكرانيا -التي يَصِلُ عددُ أفرادِها إلى نصف مليونٍ تقريبا، تَتَرَكَزُ غالبيتُها في غرب البلاد، في الأراضي الرومانيةِ التي ألحقها الاتحادُ السوفييتي السابقُ عام 1940 والتي أصبحت، عام 1991، جُزْءًا مِنْ أراضي أوكرانيا، كَدَوْلَةٍ وَريثة. وتَقَرَرَ إعادةُ فَتْحِ نُقطةِ الحدود الرومانية بمدينة Vicov ، التِي أُغلِقَت عام 2012، مِنْ أَجْلِ هذه الجالية التي تُعدُ ثالثَ أكبرِ جاليةٍ في هذه البلاد، بعد جَالِيَتَيْ الأوكرانيين والرُوس. هذا الإجراءُ مُفِيدٌ للمُواطنين مِنْ أَصْلٍ روماني الذين يَعيشون في أوكرانيا، حيث ستَخْتَصِرُ المَسافةُ بين البلدتَيْنِ الأوكرانية Cernăuţi والرومانية Putna بمائةِ كيلومتر. وكان رئيسُ الوزراء الاشتراكي الديموقراطي، غيكتور بونتا، قد صرحَ بأنه بالإضافة إلى الكلماتِ الجميلة هناك حاجةٌ إلى أشياءَ صَغيرة، ومُتَطَرِقًا إلى الوضع القائم في البلد الجار، أكد، أمسِ الاثنين، مُجددا دعمَ بوخارست التامَ وغيرَ المَشروطِ لِسيادَتِه وسَلامة أراضيه. وجديرٌ بالذكر أن رومانيا دَعَمَتْ كافةَ القراراتِ المُتَعَلِقَةِ بالعُقوبات المَفروضة على روسيا، وأوضح رئيسُ الوزراء بونتا :
” المُهِمُ هو شيءٌ واحد، أَنَ مَوْقِفَ رومانيا، وهو كذلك مَوْقِفُ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، واضحٌ جدا ومُرتبط بشكل واضحٍ بِسيادةِ أوكرانيا وسلامة أراضيها. رومانيا تَعْتَقِدُ أنَ الوقفَ الفَوْرِيَ لأيِ دعمٍ رُوسي للانفصاليين في شرق أوكرانيا إنما هو الهدفُ الأساسيُ وعلى المَدى القصير”.
فرضيةُ احتمالِ تقسيمِ أوكرانيا، التي أُطلِقَتْ في موسكو، لم تَلْقَ استقبالا جيدا في بوخارست. وفي هذا الخُصوص، أوضح وزيرُ الخارجية الروماني، تيتوس كورلاتسان:
” المزيدُ مِنَ اللامركزية مُمْكِن. يُمْكِنُ مَنْحُ صلاحياتٍ إضافيةٍ للسُلطاتِ المحلية الإقليمية، ولكنَ هذا مِنِ اختصاصِ القِوَى السياسية المحلية في أوكرانيا. لا نَعتقد أن الاقتراحاتِ والمَطالِبَ القادمةَ مِنَ الخارج ستُساعِدُ هذه العمليةَ السياسية. لا. العمليةُ السياسيةُ متعلقةٌ بالسيادة الداخليةِ لأوكرانيا”.
وأكَدَتْ رومانيا مُجَدَدًا أنَ إطلاقَ العملية السياسية الداخلية غيرُ مُمْكِنٍ ما لَمْ تُوقِفْ روسيا على الفور أَيَ شَكْلٍ مِنْ أشكال الدعم السياسي والعسكري للانفاصليين المُوالين لها. مَيدانيا، أحرز الجيشُ الأوكراني تَقَدُمًا مَلحوظا في الأسابيع الأخيرة ضد المُتَمَرِدين. وبدورهم، أعلنَ هؤلاءِ عَنْ شَنِهِمْ هُجومًا مُضادا. واستنكرتِ الولاياتُ المتحدة تَوَسُعَ التدخلِ العسكري الروسي. وفي هذا السياق، قرر الرئيسُ الأوكراني، Petro Poroşenko ، حلَ البرلمانِ في كييف، الذي كان بعضُ نُوَابِهِ يَدْعَمُونَ التَمَرُدَ الانفصالي، أكثرَ أو أقل علنا، ودعا إلى عَقْدِ انتخاباتٍ مُبَكِرَةٍ في السادس والعشرين من شهر أوكتور/تشرين الأول القادم. ويأمُلُ الرئيسُ بوروشينكو أن يصبح الوضعُ في شرق البلاد مُستقرا بما فيه الكفاية قبل حُلولِ هذا الموعد، بحيث يُضْفِيَ الاقتراعُ الشرعيةَ على السياساتِ المُوالِيَةِ للأوروبا والحملةِ المُضادة للانفصاليين. وجديرٌ بالذكر أن ما يَزِيدُ على ألفَيْنِ ومِائتَيْ شخص لَقَوْا حتفَهم من جراء النزاع الذي يَسْتَمِرُ منذ أربعةِ أشهر، وأُصِيبَ آلافُ الآخَرِينَ بِجُروح، بينما غادَرَ مئاتُ الآلافِ مَنازلَهُمْ بِسَبَبِ أعمال العنف.