رومانيا والدرع الدفاعية
Roxana Vasile, 27.03.2015, 18:42
النظامُ المُضادُ للصواريخ البالستية الذي يَضُمُ عناصرَ بريةً تمَ نشرُها في رومانيا وبولندا ومُنشآتٍ بحريةً هُوَ لأغراضٍ دِفاعية بَحتة، ويُستخدَم، وفقا لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، لأغراض دفاعية فقط. جاءت هذه التفسيراتُ في لندن من وزير الخارجية الروماني، بوغدان آووريسكو، الذي أشار كذلك إلى أن تطويرَ قُدُرات حلف شمال الأطلسي للدفاع مِنَ الصواريخ البالستية يُعَدُ مُساهمةً مَلموسةً في تعزيز العلاقات عَبْر الأطلسية. وفي هذا السياق، إن أيَ تهديدٍ باستخدام القُوة نتيجةً لِتَطْويرِ هذا المشروع الدفاعي غيرُ مَقبولٍ ويتعارض مع المَبْدَإ الأساسي لِمَنْعِ استخدام القوة أوِ التهديد بالقوة، الذي يُعَدُ مِنَ القواعد القَطْعِيَةِ للقانون الدولي. حيث كان السفيرُ الروسي في الدانمرك، Mihail Vanin، قد أعلن، يومَ السبتِ الماضيَ، في مَقَالٍ نَشَرَتْهُ الصَحافةُ بكوبنهاجن، أنَ موسكو تَعْتَبِرُ جميعَ الدُوَلِ التي ستَستضيف مُعَداتٍ مُضادةً للصواريخ البالستية لِحلف شمال الأطلسي أهدافًا مَشْروعة، كما هدد بأن السفن العسكرية الدانية يُمْكِنُ أن تُصْبِحَ هَدَفًا للصواريخ النووية، في حال انضمام الدنمارك إلى النظام المُضاد للصواريخ، كما تَعْتَزِمُ فعلَه. ولكنَ تهديدَ روسيا الأخيرَ ليس هُوَ الوحيد. حيث كان قائدُ قواتِ الحُلفاء في أوروبا، الجنرالُ الأمريكي Philip Breedlove نفسُه قَدِ اعترَفَ بأنَ رومانيا خضعَتْ لِضُغوطٍ كبيرة جدا عندما انضَمَتْ إلى نظام الدفاع الصاروخي للحِلف الأطلسي. وهذا ما حدث في شأن بولندا أيضا أوْ أيِ دَوْلةٍ أُخرى ستَرْغَبُ في الانضمام إلى المشروع الدفاعي الذي أدرجَهُ المسؤولون الروس ضِمْنَ التَهديدات على أمْنِ بِلادِهِمْ. ولم تنجحْ أيةٌ مِنَ الضمانات القادمة مِنَ الحلف الأطلسي بأنَ النضام الصاروخيَ لا يستهدف روسيا في تَبديد مَخاوِفِ موسكو. وَفقا للوزير Bogdan Aurescu، إن الدِرْعَ المُضادَ للصواريخ لا ينتهك مُعاهَدَةَ القُواتِ النُووية مُتوسطةِ المدى، كما تقول روسيا. على العَكس، إن نشرَ عناصرَ في رومانيا يَجْلِبُ المزيدَ مِنَ الاستقرار ويخلق فُرَصًا للتَعاوُنِ مع بُلدانٍ ثالثة ويساهم في تحقيقِ الرغبة في إحلالِ السلام في أوروبا. هذا وإنَ المشروعَ الاستراتيجي الروماني والأمريكية الخاصَ بِنشرِ أجزاءٍ للدِرْعِ الأمريكي في قاعدة Deveselu العسكرية الواقعةِ جنوبَ رومانيا يَعْكِسُ الاتزامَ الأمريكيَ بالأمْنِ الأوروبي. يُعَدُ 2015 عامًا هاما، حيث ستُصبح القاعدةُ العسكرية التي ستستضيف عناصرَ للدرع المضاد للصواريخ جاهزةً للعمل، وذلك بفضلِ التعاوُنِ والتنسيق الوثيق الروماني والأمريكي. ستصل هُنالِكَ عدةُ صواريخَ اعتراضية ونظامُ رادارٍ لِكَشْفِ التهديدات البالستية.