رومانيا في منتدى دافوس
رومانيا تعيد تأكيد دعمها لأوكرانيا التي غزتها القوات الروسية، ولتوسعة الاتحاد الأوروبي في المجال السوفيتي السابق ومنطقة البلقان
Bashar Kishawi (بشار القيشاوي), 19.01.2024, 18:59
منذ ما يقرب من عامين، عندما أمر الرئيس الروسي/ فلاديمير بوتين بغزو أوكرانيا، تضامنت رومانيا منذ اللحظة الأولى مع الدولة المجاورة، التي وقعت، مرة أخرى، فريسة لإمبريالية موسكو مستعصية الشفاء. أكثر من سبعة ملايين من المواطنين الأوكرانيين فروا من الغزاة عبر الحدود الرومانية. أغلب هؤلاء واصلوا نزوحهم إلى دول أوروبا الغربية، لكن حوالي مائة ألف اختاروا البقاء هنا. في العام الماضي، وصل ميناء كونستانتسا الروماني الرئيسي المطل على البحر الأسود، إلى تداول أكبر حجم من البضائع المصنعة في تاريخه: إثنان وتسعون مليوناً وخمسمائة ألف طن، بزيادة قدرها 22.5 بالمائة مقارنة بعام 2022. خمسة وعشرون مليون طن، منها أكثر من أربعة عشر مليونًا من الحبوب فقط، كانت بضائع قادمة من أوكرانيا، التي تعرضت موانئها البحرية والنهرية لفترة طويلة من الحصار والقصف الروسي، ومتجهة إلى الأسواق العالمية. وبشكل عام، سياسيًا ودبلوماسيًا ولوجستيًا وإنسانيًا، كانت بوخارست ولا تزال واحدة من أكثر المؤيدين الثابتين لكييف. الأمور لن تتغير ولا حتى في عام 2024.
وزيرة الخارجية الرومانية/ لومينيتسا أوديبيسكو أدانت بشدة، مجدداً، الحرب العدوانية الروسية، وأعادت التأكيد مجددًا على دعم رومانيا الثابت لاستقلال أوكرانيا وسيادتها وسلامة أراضيها. في المنتدى الاقتصادي العالمي الشهير في دافوس، شددت المسؤولة الرومانية على المخاطر التي تشكلها الهجمات الروسية ضد المدنيين الأوكرانيين، والبنية التحتية الحيوية الأوكرانية على الأمن الإقليمي. رومانيا لديها حضور نشط، سواءً على المستوى الإقليمي، أو في إطار الاتحاد الأوروبي – صرحت لومينيتسا أودوبيسكو، من دافوس، حصريًا لإذاعة رومانيا:
مساهمتنا النشطة في مشروع التوسع، ليس فقط مع الشركاء في غرب البلقان، ولكن أيضًا مع الشركاء في الشرق، كانت ولا تزال مسألة أولوية على جدول أعمال النقاشات. لقد كان العديدُ من زعماء البلقان حاضرين، وكذلك زعماء من أوروبا الشرقية، وبالتأكيد، ناقشنا معهم، ما يجب علينا فعله باستمرار للتقرب من الاتحاد الأوروبي. أما رومانيا،عملياً، فتشارك بشكل فعال، ليس فقط عبر الدعم السياسي الممنوح، بل ومن خلال الجهود الدبلوماسية التي تبذلها، وكذلك أيضًا عبر بعض الأنشطة الملموسة، وعبر الدعم المقدم لتأهيل الإدارة من أجل تبني تشريعات لمختلف الإصلاحات.
وخلال هذا الأسبوع أيضًا، أجرى وزير الدفاع الروماني/ أنجيل تيلفار، محادثة ثنائية عبر تقنية المهاتفة المرئية مع نظيره الأوكراني/ رستم عمروف. أبلغت الوزير عمروف أن رومانيا تدين بأشد العبارات العدوان الروسي، والهجمات على السكان الأوكرانيين، وعلى البنية التحتية المدنية، وهي أعمال تكثفت خلال الأسابيع الأخيرة، وأكدت له أن رومانيا تواصل دعم أوكرانيا، إلى جانب الحلفاء والشركاء – أعلن الوزير تيلفار. كما ناقش المسؤولان الإجراءات الملموسة لتعزيز التعاون الثنائي في مجال الدفاع، مع التركيز على أهمية تدريب الطيارين الرومانيين والأوكرانيين في إطار المركز الأوروبي للتدريب على طائرات إف-16 في رومانيا.