رومانيا بين الانتخابات
مخاوف بشأن مستقبل رومانيا، بعد انتقال مرشح رئاسي مستقل إلى الجولة الثانية من الانتخابات
Radio România Internațional, 27.11.2024, 23:11
كان لنتيجة الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، والتي مثّلت قطيعة تاريخية مع الأحزاب التقليدية، آثارٌ كبيرة على سوق الأوراق المالية، مما زاد من فوائد القروض التي تحصل عليها رومانيا. ويقول المحللون، بأن المستثمرين ينظرون الآن إلى رومانيا، على أنها دولة أكثر خطورة، بسبب الرؤى الاقتصادية والسياسية للمرشح المستقل الذي فاز بالمركز الأول في الجولة الأولى من الانتخابات، كونها بعيدة كل البعد عن القيم الأوروبية.
ومن بين الإجراءات التي اقترحها المرشّح “كالين جورجيسكو”، وضع ضريبة محددة تقدر بعشرة في المئة، وتحفيز الادخار، وفرض ضرائب على الشركات الكبيرة بنسبة اثنين في المئة على حجم المبيعات، فضلاً عن إعادة توجيه الأموال الأوروبية إلى المزارعين الصغار، وتشجيع المزارعين على تشكيل تعاونيات فيما بينهم.
ويدّعي الاقتصاديون أن خطته الاقتصادية غير واقعية، وتشير إلى الخطر الوشيك الذي يهدد رومانيا بعد نتائج الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية. حيث يعتبرون أن فصل رومانيا عن السوق الأوروبية سيكون كارثة للشركات المحلية. مع التحذير من خطر دخول البلاد في أزمة لا خروج منها. فبعد إعلان نتائج الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، انخفضت بورصة بوخارست بنحو نقطتين، وارتفعت تكاليف الاقتراض الحكومية من المؤسسات المالية. ويعتقد المحللون أن ظهور حالة من التشكيك في أوروبا، يمكن أن تؤدي إلى أزمة مالية، وإلى خسارة أموال الاتحاد الأوروبي.
وفي الواقع، أثار السياق الانتخابي في رومانيا، ردود فعل استياء في كل من البرلمان الأوروبي والمفوضية الأوروبية. كما جذبت الأحداث انتباه الصحافة الدولية، حيث كتبت “فاينانشيال تايمز” و”بلوومبيرغ”، عن الآثار السياسية والاقتصادية لنتائج الجولة الأولى. وكتبت “بلوومبيرغ”، بأنه وبغض النظر عمن يتولى السلطة في بوخارست، عليه مواجهة تحدي إصلاح الشؤون المالية لرومانيا، بعد أن وضع الوباء والتضخم المتسارع، والحرب في أوكرانيا، والإنفاق الحكومي الكبير، البلاد في وضع صعب.
ويعتقد بعض المحللين بأن الزيادات السريعة في الحد الأدنى للأجور، والتي روّجت لها جميع الحكومات في بوخارست في العقد الماضي، لم يكن لها سوى تأثير محدود، لأن الشركات تأثرت بارتفاع تكاليف العمالة، وانخفاض عدد العمال المحترفين. من جهة أخرى، كتبت صحيفة “فاينانشيال تايمز” فور إعلان النتائج: “لقد فاز سياسي موال لروسيا ويميني متطرف، في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في رومانيا، الأمر الذي أدى إلى اضطراب المؤسسة السياسية في البلاد”.
وفي أعقاب “المخاوف الخارجية” التي ظهرت بعد الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، قالت وزارة الخارجية الرومانية، بأن رومانيا ملتزمة بقوة بدعم القيم الديمقراطية وحقوق الإنسان، بما في ذلك المساواة بين الجنسين، ومكافحة معاداة السامية وكراهية الأجانب، وأي شكل من أشكال التمييز. وأنه ” لا يمكن فصل السياسة الخارجية الرومانية عن عضوية رومانيا في الاتحاد الأوروبي وفي الناتو، في مجال حريات وحقوق الإنسان”.