رومانيا – أكثر حضورا في تراث منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)
أضافت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) سلسلة من المنحوتات الموجودة في الهواء الطلق للنحات الروماني الشهير/ كونستانتين برينكوش إلى قائمة التراث العالمي.
Bashar Kishawi (بشار القيشاوي), 29.07.2024, 18:38
حصلت مجموعة النصب المعروفة باسم “درب الأبطال” التي أنجزها كونستانتين برينكوش في رومانيا، وحدود الإمبراطورية الرومانية – داتشيا (أو داقيا) على الموافقة لإدراجها في قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) للتراث العالمي. من أبرز الأمثلة على الفن العام في القرن العشرين، مجموعة المنحوتات في تيرغو جيو، وهي مدينة صغيرة في جنوب- غرب رومانيا، تتألف من أربعة أعمال، هي: “مائدة الصمت”، و”زقاق الكراسي”، و”بوابة القبلة” و”عمود اللانهاية” – وكانت قد صُممت ونفذت من قبل كونستانتين برينكوش. الأعمال الأربعة أنجزت خلال عامي 1937-1938، تكريماً للجنود الذين سقطوا في الحرب العالمية الأولى. هذه المجموعة النحتية الموزعة على محور بطول كيلومتر ونصف على امتداد شارع الأبطال في تيرغو جيو، هي بضعة أعمال موجودة في رومانيا للنحات الكبير. “الاعتراف الممنوح يلزمنا بحماية المجموعة الأثرية، والحفاظ عليها سليمة للأجيال القادمة، وللذاكرة الثقافية للإنسانية” – أكدت وزيرة الثقافة/ رالوكا توركان.
الملف الثاني المقبول هو خط التحصينات الرومانية المشيد على طول الحدود الشمالية للإمبراطورية الرومانية مع إقليم داتشيا، والمعروف باسم (الليميس الداقي)، والذي يضم مائتين وسبعةً وسبعين موقعًا في ست عشرة محافظة. باعتبار أنه جزءٌ من نظام الدفاع العام للإمبراطورية الرومانية، تشكل حدود الإمبراطورية الرومانية مع إقليم داتشيا، شهادة استثنائية على التوسع الأقصى لقوة الإمبراطورية الرومانية عبر تعزيز حدودها الشمالية. وبطول يتجاوز ألف كيلومتر، يعد هذا الخط الدفاعي الجزءَ الأكبرَ من حدود الإمبراطورية الرومانية، ويشمل قطاعي الأراضي والأنهار.
كونستانتين برينكوش ولد في قرية هوبيتسا الصغيرة التابعة لمحافظة غورج، لكنه عاش في باريس معظم حياته. وصل إلى العاصمة الفرنسية عام 1904، بعد رحلة طويلة دامت 18 شهرًا، وعمل أخيرًا تحت إشراف النحات الكبير أوغست رودان. ولكنه، مع ذلك، غادر ورشة أستاذه في عام 1907 قائلاً: “لا شيء ينمو في ظل الأشجار الكبيرة”، وأصبح أحد أكثر الفنانين تأثيراً في القرن العشرين. كونستانتين برينكوش ترك ورشته وجزءاً من أعماله الفنية للدولة الفرنسية بعد وفاته عام 1957. وكان يريد أن يترك أعماله لرومانيا، لكن الحكومة الشيوعية آنذاك رفضت العرض. وفي عام 2023، نظمت مدينة تيميشوارا في غرب رومانيا أول معرض مكرس للتذكير بأعمال الفنان ينظم في موطنه الأصلي منذ أكثر من 50 عاما. معرض كامل منفصل لبرينكوش، اختتم هذا الشهر في مركز بومبيدو في باريس.
المُدرجات الجديدة المُسجلة تستكمل الوجود الروماني في قائمة التراث العالمي للمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو)، التي افتتحت بالتزامن مع إدراج دلتا الدانوب (1991)، ثم استمرت مع إدراج القرى التي تضم كنائس محصنة في ترانسيلفانيا (1993)، وكنائس منطقة مولدوفا (على مرحلتين في 1993، و2010)، ودير هوريزي (1993)، والقلاع الداقية في جبال أوراشتيه (1999)، والمركز التاريخي لمدينة سيغيشوارا (1999)، والكنائس الخشبية في ماراموريش (1999)، وغابات الزان القديمة البكر في منطقة سلسلة جبال الكاربات وفي مناطق أخرى في أوروبا (2017)، والمشهد الطبيعي الثقافي للتعدين في بلدة روشيا مونتانا (2021).