رئيس الوزراء الروماني في الصين
Bogdan Matei, 02.09.2014, 05:08
طالما صُنفت، بشكل لا يخلو من الحسد، بمُصنعة الكوكب – لأن من اللعب إلى الالكترونيات والمنتجات الصناعية أغرقت أسواق العالم – الصين، تلوح الآن، في الأفق، كمصرفي حقيقي في العالم. وبعدما عصفت به الأزمة الاقتصادية في السنوات الماضية، سعياً للبحث بحمى عن رأس المال، تغلب الغرب على صلابة أيديولوجياته إزاء النظام الشيوعي في بكين، ومن واشنطن وبروكسل، توصل إلى قناعة بأن، في الواقع، على الصعيد التجاري والمالي، يربطه بالصين أكثر بكثير مما يفصله عنها على المستوى السياسي والجيوسياسي. وليسوا قلة، خلاف ذلك، القادة السياسيون الغربيون، الذين يدخلون على موقع “فيسبوك” لنشر تعليقات مليئة بالإحترام للشركاء في بكين. بالنسبة لرومانيا، فإن العلاقات الممتازة مع القوة الشرقية العظمى، تعد طويلة الأمد. فمنذ فترة الشيوعية، بوخارست التي كانت رسمياً، متجافية ومتباعدة عن موسكو، حظيت مع بكين، خصمة السوفيتين، بعلاقة ودية، نمتها بعناية، حتى بعد تغير النظام في عام 1989. اليوم عضوة في حلف شمال الأطلسي (الناتو) والاتحاد الأوروبي، ظلت رومانيا صديقة للصين. 2014 يعني 65 عاماً من العلاقات الدبلوماسية الثنائية، وعشر سنوات، على توقيع شراكة شاملة وملائمة، للصداقة والتعاون. رئيس الوزراء/ فيكتور بونتا، يتواجد حالياً في الصين، للعام الثاني على التوالي. أما زيارته فكانت رداً على الزيارة التي أجراها إلى رومانيا، في نوفمبر/تشرين الثاني 2013، نظيره الصيني/ لي كه تشيانغ، بمناسبة تنظيم منتدى الصين وأوروبا الوسطى والشرقية. بين رومانيا والصين، وُقعت آنذاك ثلاث عشرة مذكرة، أكثرها في قطاع الطاقة، الذي يفترض استثمارات صينية، بأكثر من خمسة مليارات يورو في الاقتصاد الروماني. و في هذه المرة أيضاً، يبقى الموضوع الرئيسي للنقاشات، بين الوفد الحكومي الروماني، والشركاء الصينيين، الشراكة الاقتصادية. وعلى هامش اللقاءات الرسمية، عقد اجتماع، بمشاركة ممثلي الشركات والبنوك الصينية الرئيسية، التي تمارس أنشطة، أو تسعى للاستثمار في رومانيا. مصحوب بمسؤولين من التنمية الإقليمية، و النقل والطاقة والزراعة، برمج بونتا زيارة إلى مجمع تكنولوجي، و لقاءات مع ممثلي شركات في مجال تكنولوجيا المعلومات، ومكونات السيارات، وتصميم الآ ليات، والمنتجات العضوية. ولم تغب عن الأجندة، ولا حتى المشاريع المشتركة في مجالي التعليم والثقافة. زعيم الحزب، الذي كان في وقت سابق، في الوطن، قد أعلن ترشُحَه من جانب اليسار الاشتراكي الديمقراطي، للاقتراع القادم في شهر نوفمبر/تشرين الثاني القادم، بونتا ذهب إلى بكين لإجراء محادثات سياسية بحتة، مع الرئيس الصيني/ شي جين بينغ، ورئيس البرلمان/ تشانغ ده جيانغ.