ذهب و سيانيد
“يدور الحديث عن أحد المشاريع الصناعية الأكثر أهمية في رومانيا، إنه مشروع تعدين حديث و مسؤول، و يقترح أفضل التقتنات المتاحة. المنجم في روشيا مونتانا، سيجلب لرومانيا أكثر من خمسة مليارات دولار، من المنافع الإقتصادية المباشرة، من بينها ملياران و ثلاثمائة مليون دولار، كعائدات لميزانية الدولة و الميزانيات المحلية، و سيكون له تأثير مباشر على إقتصاد رومانيا بحوالي مليارين و تسعمائة مليون دولار. كما أنه سيخلق آلاف فرص العمل في منطقة تضررت بشدة من البطالة”.
România Internațional, 03.09.2013, 18:00
عاد مشروع إستخراج و تعدين الذهب في بلدة روشيا مونتانا، وسط رومانيا، المطروح للنقاش منذ ستة عشر عاماً، مجدداً إلى حيز الإهتمام في الأيام الأخيرة. ففي الأسبوع الماضي، وافقت الحكومة بقيادة رئيس الوزراء/ فيكتور بونتا، على مشروع قانون جديد، أرسل إلى البرلمان لمناقشته والمصادقة عليه. قرار الهيئة التنفيذية، أثار احتجاجات في الشوارع في عدة مدن في رومانيا و في الخارج، و لا سيما جدلاً واسعاً بين مؤيدي المشروع و معارضيه. فمن ناحية، يعارض دعاة حماية البيئة طريقة التعدين بإستخدام مادة السيانيد، لأنها، كما يقولون، تنطوي على مخاطر تلوث بيئي دائم، أما المؤرخون، فيؤكدون أن عملية الإستخراج، ستدمر الآثار التاريخية الفريدة من نوعها الموجودة في المحيط المعني. و من ناحية أخرى، يوجد أولئك الذين يقولون إن من خلال هذا المشروع، ستتاح الإمكانية لتنمية المنطقة، و أن من شأنه أن يخلق فرص عمل جديدة. المتحدث باسم الشركة الكندية التي ستتولى استغلال مناجم الذهب و الفضة في بلدة روشيا مونتانا/ كاتالين هوسو، يقدم بعض البراهين:
“يدور الحديث عن أحد المشاريع الصناعية الأكثر أهمية في رومانيا، إنه مشروع تعدين حديث و مسؤول، و يقترح أفضل التقتنات المتاحة. المنجم في روشيا مونتانا، سيجلب لرومانيا أكثر من خمسة مليارات دولار، من المنافع الإقتصادية المباشرة، من بينها ملياران و ثلاثمائة مليون دولار، كعائدات لميزانية الدولة و الميزانيات المحلية، و سيكون له تأثير مباشر على إقتصاد رومانيا بحوالي مليارين و تسعمائة مليون دولار. كما أنه سيخلق آلاف فرص العمل في منطقة تضررت بشدة من البطالة”.
سمن ناحية أخرى، أوضح رئيس الوزراء، أن الحكومة اضطرت إلى تبني مشروع القانون الجديد، لأن خلاف ذلك، كان سيتوجب على الدولة الرومانية دفع تعويضات بأكثر من ملياري دولار للشركات المعنية. و لكنه أكد أن المشروع قد أعيد التفاوض عليه. فيكتور بونتا:
“الحكومة الحالية أعادت التفاوض حول هذه الجوانب الثلاثة الأساسية. بالدرجة الأولى، إستثمارات إضافية في مجال حماية البيئة. و بالدرجة الثانية، زيادة العائدات من 4 ٪ إلى 6 ٪، و بالدرجة الثالثة، زيادة حصة مشاركة الدولة بخمس نسب مئوية لتصل إلى 25 ٪”.
احتجاجات الشوارع و الناقشات حول روشيا مونتانا، جعلت رئيس الجمهورية/ترايان باسيسكو يعلن أنه لا يستثني تنظيم استفتاء وطني حول هذه المسألة، في نفس اليوم الذي يصادف إنتخاب النواب الرومانيين في البرلمان الأوروبي العام المقبل. كما أعلن رئيس الوزراء/فيكتور بونتا موافقته على هذا الاقتراح، و لكن فقط بعد صدور قرار من الهيئة التشريعية. و إذا تم تنفيذ المشروع، فستبدأ عملية إستخراج و تعدين الذهب من منجم روشيا مونتانا، في شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2016، و ستستمر لمدة ستة عشر عاماً، بالإضافة إلى بضع سنوات أخرى للحفاظ على المنطقة و تخضيرها.