حشد ضد الإرهاب
Bogdan Matei, 12.01.2015, 19:09
” لَمْ تَكُنْ هذه مَسيرةً لِتَضامُنِ الفَرنسيين فحسب بل كانَتْ مَسيرةً دُولية، إذا جاز لي القول، وهذه إشارةٌ إلى تَصْمِيمِنا على مُكافَحةِ الإرهاب والتَطَرُفِ مِنْ أَيِ نَوْع. لَمْ يُشارِك فيها أُوروبيون فقط. لم يُشارِكْ فيها مَسيحيون فقط وإنما أيضا مُسْلِمُونَ ويَهود ومُلحِدون ومُمَثِلُون للدول العربية، كما جاءَ مُمَثِلُون إسرائيليونَ كِبار، جميعُهُم قَلِقُونَ مِنَ الهجمات الإرهابية والتَطَرُفِ مِنْ أي نَوع”.
سائرُ دُوَلِ العالَمِ المُتَحَضِرَة تشعُرُ بالتَضامُنِ والقلَقِ والرُعْب. ولكنْ، ليست هناك رؤيةٌ مُتَفَقٌ عليها بشأن أسبابِ هذه الهجمات ولا فيما يخص الحُلُولَ الرامية إلى مَنْعِ وُقُوعِ هَجمات أخرى في باريس أوْ فِي أيِ مَكانٍ آخَرَ. وراء مَشاعِرِ الشَفَقَةِ التي أُظْهِرَتْ تجاه الرَسامين الكاريكاتوريين الذين فَقَدُوا حَياتَهُمْ ومُقَرَبِيهِمْ، ليس الجميعُ مُتَفِقين على شِعار “أنا شارلي” الذي اجْتاحَ شبكةَ الانترنيت. البعض مُنْزَعِجُونِ مِنْ حِسِ الفكاهة المُثِيرِ للجدل لهذه الصحيفة التي كانَتْ حتى وَقْتٍ قريب هامِشِيَةً في فرنسا وحَدَدَتِ الإساءةَ إلى المشاعرِ الدينية هَدَفًا لها. هذا ورغم كَوْنِها شهيرةً لِكفاءَةِ شُرْطَتِها، يبدو أن فرنسا فُوجِئَتْ بما حَدَثَ ولم تَتَمَكَنْ ساعاتٍ متتاليةً من مُواجَهَةِ ثَلاثةِ مَجنونين، بَلِ اضْطُرَتْ إلى تعبئةِ ثمانين ألفَ رَجُلٍ مُسَلَحٍ ضِدَهُمْ. وفي النهاية، لا تزال الفجوةُ الفاصلةُ بين الغرب وجُزْءٍ مِنْ سُكانِهِ الذينَ فَشَلَ انْدِماجُهُمْ تُمَثِلُ مُعْضِلة. لَمْ يَكُنْ كُوماندُوس جِهاديٌ قادِمٌ من إفريقيا أوِ الشرق الأوسط هو الذي زَرَعَ الموتَ في باريس وإنما كان اثنان مِنَ المُجرِمِينَ الثلاثةِ شَقِيقَيْنِ وُلِدَا وعاشا وَسْطَ مُجْتَمَعٍ غَربي.