جمهورية مولدوفا، جولة نهائية حاسمة
تعتبر الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها يوم الأحد حاسمة بالنسبة للمستقبل الأوروبي لجمهورية مولدوفا.
Bashar Kishawi (بشار القيشاوي), 31.10.2024, 19:20
في الثالث من نوفمبر/ تشرين الثاني، سيكون أمام مواطني جمهورية مولدوفا الخيار بشأن من سيتولى منصب رئيس الدولة، بين الخصمين: مايا ساندو، المؤيدة لأوروبا لفترة ولاية ثانية، وأليكساندر ستويان- أوغلو، الموالي لروسيا والمدعوم من الاشتراكيين. مايا ساندو، المفضلة لدى المستشاريات الغربية، فازت في الجولة الأولى التي نظمت في 20 أكتوبر/ تشرين الأول بنسبة تزيد عن 42%، بينما جاء ستويان- أوغلو في المركز الثاني بنسبة 26% من الأصوات. بالنسبة لأغلب المحللين، فإن تصويت يوم الأحد سيكون إما كل شيء أو لا شيء: فالحرب التي بدأتها روسيا ضد نظام كييف تسببت في أزمات متعددة لهذه الدولة الصغيرة الواقعة بين أوكرانيا ورومانيا – في مجالات، مثل: الطاقة، والاقتصاد، وأخيرا وليس آخرا، أزمة أمنية عميقة – ويقولون- لا يوجد مجال أو وقت لاتخاذ خطوات خاطئة، إذا كانت كيشيناو تريد حقاً الانفصال نهائياً عن ماضي التبعية لموسكو والانضمام إلى الأسرة الأوروبية.
أوليكسي أريستوفيتش، المستشار السابق للرئيس الأوكراني/ فولوديمير زيلينسكي، حذر مؤخرًا من أن جمهورية مولدوفا ستنجر إلى الحرب، إذا فاز المرشح الموالي لروسيا في الانتخابات الرئاسية، علاوة على ذلك، يمكن أن تتحول هذه الدولة إلى موقع روسي أمامي أو متقدم لمهاجمة أوكرانيا ورومانيا، إذا أدت الانتخابات التشريعية، العام المقبل، إلى تشكيل حكومة قريبة من روسيا. لذلك حث مواطني مولدوفا على التصويت لصالح المرشحة المؤيدة لأوروبا.
ويوم الأحد الماضي، واجهت مايا ساندو أليكساندر خصمها ستويان- أوغلو في مناظرة متلفزة، واتهمته في هذه المناسبة بأنه رجل موسكو، وكذلك بأنه سماح بهروب بعض الأثرياء من الأوليغارشيين المولدوفيين المخالفين للقانون من البلاد، عندما كان يشغل منصب المدعي العام لجمهورية مولدوفا. علاوة على ذلك، أقالت مايا ساندو ستويان أوغلو من هذا المنصب. وبعد الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، والاستفتاء على التكامل الأوروبي، الذي نجح بالكاد، خلافا للتوقعات المتفائلة، اتهمت مايا ساندو بعض الجماعات الإجرامية التي كانت ستتصرف إلى جانب قوى أجنبية معادية لمصالح البلاد بالتورط.
تقرير منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أشار إلى أن الانتخابات الرئاسية والاستفتاء نظما بشكل جيد، لكن الحملة الانتخابية اتسمت بالتدخل الأجنبي والتضليل. وسلطت بعثة المراقبة التابعة للمعهد الجمهوري الدولي، وهو منظمة أميركية غير حكومية، الضوء على التدخل الأجنبي الكبير في العملية الانتخابية، والذي تجلى عبر شراء الأصوات، والتلاعب، والدعاية، والتزوير.
موسكو نفت، بشكل قاطع، أي تدخل في الانتخابات والاستفتاء. بالنسبة للجولة الرئاسية الحاسمة في الثالث من نوفمبر/ تشرين الثاني، يعد ترتيب المرشحين الذين أقصوا بعد الجولة الأولى هاماً جداً. زعيم التشكيلة الشعبوية “حزبنا نحن” ريناتو أوساتي، الذي جاء في المركز الثالث، أعلن أنه لا يدعم أيًا من المرشحيْن. وكما كان متوقعاً، حث الموالون لروسيا أنصارهم على التصويت ضد مايا ساندو، التي حصلت مولدوفا خلال فترة ولايتها على وضع دولة مرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وفُتحت معها مفاوضات الانضمام.