جمهورية مولدوفا بعد الانتخابات المحلية
في الانتخابات المحلية التي نُظمت في جمهورية مولدوفا، حقق المؤيدون لأوروبا انتصارات في المناطق الريفية، دون أن يتمكنوا من الفوز في المدن الكبرى
Bashar Kishawi (بشار القيشاوي), 07.11.2023, 21:00
على مدار ثلاثة عقود من الزمن، حققت جمهورية مولدوفا، جارة رومانيا من الشرق، قفزة عملاقة من دولة تابعة لموسكو في الحقبة السوفييتية إلى دولة مرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. العدوان الروسي على أوكرانيا، الذي اتخذت الإدارة الموالية لأوروبا في كيشيناو، بقيادة الرئيسة/ مايا ساندو، موقفا صحيحاً منه عبر إدانته بعبارات قاسية، أدى إلى تسريع مشروع التوجه نحو الغرب، من حيث تأتي فرصة الاستقرار الديمقراطي والازدهار. ومع ذلك، فإن صمود اليسار الموالي لروسيا ليس هيناً. الانتخابات المحلية التي نظمت، يوم الأحد، تثبت ذلك. حيث فاز حزب العمل والتضامن الذي تتزعمه مايا ساندو بأكثر من 40% من الأصوات التي أدلي بها لانتخاب رؤساء البلديات وأعضاء المجالس المحلية ومجالس المحافظات والقرى. الحزب الرئاسي فاز بمقاعد رؤساء البلديات في الجولة الأولى من التصويت في أكثر من ربع ما يقارب 900 قرية وبلدة. الانتصارات كانت في معظمها في المناطق الريفية. مرشحو حزب العمل والتضامن أخفقوا في الفوز بمناصب رؤساء بلديات المدن الكبرى. أما في العاصمة كيشيناو، فقد أعيد انتخاب رئيس البلدية الحالي/ يون تشيبان، وهو عضو بارز سابق في الحزب الاشتراكي، بعد التصويت في الجولة الأولى. إلا أن حزبه لم يحقق نفس النجاح في مجلس المدينة.
المحلل/ يون تابارتسا يلاحظ أن الحزب الحاكم حصل على أصوات أقل من المتوقع. يون تابارتسا:
“نحن نفهم، على كل حال، أن مواقف الاشتراكيين، بشكل إجمالي، ثابتة تماماً مع مواقف للشيوعيين. كنت قد جئت مسبقاً، بطريقة أو بأخرى، بتوقعات معينة متفائلةً، حيث أن ثلثي المجتمع مؤيد لأوروبا بالفعل، والثلث الآخر يتطلع إلى الشرق. نحن نرى أن الأمر، ولا حتى أبعد من ذلك، ليس هكذا، الأحزاب اليسارية لديها أصوات أكثر من الأحزاب اليمينية”.
الاقتراع المحلي، الذي ينظر إليه بمثابة اختبار للسياسة المؤيدة لأوروبا التي تنتهجها الرئيسة مايا ساندو، جرى على خلفية اتهامات بالتدخل الروسي، وهو ما نفته موسكو. منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أشارت في تقرير أولي أن الحملة برمتها كانت مشوهة بسبب “تدفق الأموال غير المشروعة والأجنبية والحوافز النقدية المستخدمة للتأثير على إرادة الناخبين”. بينما تلاحظ وكالة أنباء رويترز أن قبل التصويت، كانت السلطات المولدوفية قد اتهمت روسيا بشراء الأصوات عبر تحويل خمسة ملايين دولار إلى ما أسمتها “جماعات إجرامية” بقيادة رجل الأعمال الهارب إيلان شور، الذي أدين غيابيا لتورطه في ملف الاحتيال المصرفي في جمهورية مولدوفا. وقبل يومين فقط من التصويت، حظرت السلطات حزب “الفرصة” المرتبط برجل الأعمال/ إيلان شور لأسباب أمنية، وهو القرار الذي تعتقد منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أن قد حد من خيارات الناخبين. هذا كان آخر تصويت وطني في جمهورية مولدوفا قبل الانتخابات الرئاسية التي ستنظم في نوفمبر/ تشرين الثاني 2024. وبعد عام منها، في عام 2025، من المنتظر تنظم انتخابات برلمانية.