ثلاثة عشر من أجل رومانيا
في 24 نوفمبر/ تشرين الثاني، يتوجه الرومانيون إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية.
Bashar Kishawi (بشار القيشاوي), 21.11.2024, 22:52
الانتخابات الرئاسية في رومانيا، بشكل عام، تثير أكبر اهتمام، وتشحذ المشاعر. إضافة إلى ذلك، فإن هذا العام – وهو عام خاص لأنه يأتي، بعد عقدين من الزمن، بكل أنواع الانتخابات الممكنة – جولتان من التصويت في الإقتراع لشغل أعلى منصب في الدولوة، تُنظمان قبل وبعد الانتخابات التشريعية، مما يزيد من الرهان الانتخابي. في المصطلحات التجارية، الطلب من جانب الناخبين كبير، لكن العرض ضعيف جداً، ليس عددياً، حيث يوجد 13 مرشحا، بل نوعياً، بل ربما هو الأضعف في السنوات الخمس والثلاثين الماضية، كما يقول بالإجماع، المعلقون والمحللون الذين يسوقون الحجج التالية: أغلب الطامحين لا يتمتعون بملف مهني واضح المعالم، حتى وإن كانوا يتمتعون بخبرة سياسية، فإنهم لا يتمتعون إلا بقليل من الكاريزما، أو لا يتمتعون بأي قدر من الكاريزما، أما بعضهم، فلم يفلت سالماً من فضائح الفساد. بالمقابل، يوجد أيضاً مرشحون أثبتوا كفاءتهم في مجال السياسة الخارجية والأمن، وهي المجالات التي تهيمن على متطلبات العمل الرئاسية، دون أدنى شك أو جدال في ذلك، لكنهم يعانون على صعيد الدعم السياسي، لأنهم تسجلوا في السباق كمستقلين.
كما أن هذه الانتخابات الرئاسية تعاني من جانب آخر: حيث يُعتبر أحد المرشحين مؤهلاً للجولة الحاسمة في 8 ديسمبر/ كانون الأول مسبقاً، لكن شخصين على الأقل، إن لم يكونوا ثلاثة، يتنافسون على المركز الثاني، ولكن هذا يُخفف، على نحو متناقض، من توتر المنافسة. في الذاكرة الجماعية، بقيت المواجهات بين يون إيليسكو وإيميل كونستانتينسكو عام 1992 وعام 1996، أو تلك التي جرت بين ترايان باسيسكو وأدريان ناستاسيه في عام 2004، أو في عام 2014 بين الرئيس الحالي/ كلاوس يوهانيس، وخصمه في تلك الحقبة، رئيس الوزراء السابق/ فيكتور بونتا. والتي كانت كلها خلافات بين الكتل السياسية الرئيسية من اليسار ومن اليمين، حيث فازت الأخيرة في العقدين الماضيين. وباستثناء واحد فقط، لم تنظم خلال الحملة الانتخابية الرئاسية الحالية، سوى مناظرة تلفزيونية واحدة، وحتى هذه المناظرة لم تجمع كل المرشحين.
من وجهة نظر إيديولوجية، كافة التيارات ممثلة في المنافسة، من التيار الاشتراكي- الديمقراطي إلى التيار الليبرالي، ومن الوسطيين المؤيدين لأوروبا إلى القوميين الشعبويين والسياديين. ونذكر أن الحفل الانتخابي في رومانيا كان قد افتتح في التاسع من يونيو/ حزيران الماضي، عندما نظمت الانتخابات المحلية بالتزامن مع انتخابات البرلمان الأوروبي. وفي 24 نوفمبر/ تشرين الثاني و8 ديسمبر/ كانون الأول تنظم جولتا الانتخابات الرئاسية، وبينهما، في الأول من ديسمبر/ كانون الأول المقبل، الذي يصادف اليوم الوطني لرومانيا، تنظم الانتخابات التشريعية.
الناخبون الرومانيون المستقرون أو المقيمون في الخارج يمكنهم التصويت في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية على مدى 3 أيام متتالية، وهي: الجمعة والسبت والأحد. السلطات نظمت نحو 950 مركز اقتراع خارج حدود البلاد، وهو رقم قياسي. ووفقا للسلطة الانتخابية الدائمة، اختار حوالي 7000 مواطن روماني في الخارج التصويت عبر المراسلة.