ثاني جلاد شيوعي سابق في قفص الإتهام
“بالنسبة لنا نحن، فقد فات الأوان قليلاً. أغلبنا غفرنا و عفونا عن مجرمينا. هناك، أرسل الشيوعيون كل ما كانت تحظى به هذه البلاد، من ناس: أكثر إستقامةًَ، و أكرم أخلاقاً، و أفضل إعداداً مهنياً، لسحقهم. كثير منهم لقوا حتفهم. لأن أمثال فيتشور و فيشينيسكو، كانوا بالمئات في هذا البلد، لا تظنوا أنهم كانوا هذين الإثنين فقط”.
Ştefan Stoica, 26.10.2013, 19:00
بخطى رشيقة ملحوظة، مقارنة بسنوات عمره الخمس و الثمانين، كان يون فيتشور، يعدو، يوم أمس الخميس، محاولاً الهروب من إصرار الصحفيين الذين تجمعوا بالقرب من مقر المحكمة العليا للنقض والعدل، في اليوم الذي قررت فيه نيابة المحكمة العليا للنقض و العدل، وضعه تحت الملاحقة الجنائية، بتهمة الإبادة الجماعية. بالنسبة لين فيتشور، الذي تخطى عمره الثمانين، لا يمثل العمر البيولوجي عبئاً، و لا حتى، الطبيعة الأخلاقية للجرائم التي اقترفها، وفقا للشهود والإثباتات التي جمعها المحققون في معهد التحقيق في جرائم الشيوعية و ذاكرة المنفى الروماني، جرائم هو ينفيها. الأدلة تظهر الفظائع التي إقترفها فيتشور، بصفته قائداً للمعسكر، و التي أذاقها بحماسة و دافع إجرامي. و هكذا، عاد للظهور، أن بين عامي 1958 و 1963، عندما قاد مستعمرة العمل في منطقة بيريبرافا، أدرج و نسق نظام اعتقال قمعي، تعسفي، غير إنساني، و مهين، سقط ضحية له مائة و ثلاثة سجناء سياسيين. النظام الذي فرضته يون فيتشور، كان – يقول المدعون – يهدف إلى تصفية السجناء السياسيين جسدياً، عبر أساليب مباشرة أو غير مباشرة: ظروف إحتجاز بائسة وغير إنسانية، معاملة سيئة، وعدم توفير قدر كاف من الغذاء والرعاية الطبية، برد، و جوع، عقاب بدني وخيم. حوالي 20 من الناجين من معتقل بيريبرافا، بنوا بشهاداتهم، ملف فيتشور. إنه مجرد واحج من مئات الجلادين الذين وضعهم النظام الشيوعي، بعد عام 1945، و إستخدمهم في عملية إبادة واسعة لنخب المهنيين و المثقفين في رومانيا — كما صرح أوكتاف بجوزا – رئيس جمعية السجناء السياسيين السابقين و الناجين من معتقل بيريبرافا:
“بالنسبة لنا نحن، فقد فات الأوان قليلاً. أغلبنا غفرنا و عفونا عن مجرمينا. هناك، أرسل الشيوعيون كل ما كانت تحظى به هذه البلاد، من ناس: أكثر إستقامةًَ، و أكرم أخلاقاً، و أفضل إعداداً مهنياً، لسحقهم. كثير منهم لقوا حتفهم. لأن أمثال فيتشور و فيشينيسكو، كانوا بالمئات في هذا البلد، لا تظنوا أنهم كانوا هذين الإثنين فقط”.
أليكساندرو فيشينيسكو، الرئيس السابق لسجن ريمنيكو سارات، حيث خسرت شبابها شخصيات سياسية مثالية، كان هو الذي فتح قائمة الجلادين الذين تلاحقهم المحكمة العليا للنقض والعدل، بتهمة الإبادة الجماعية. هذا الأمر أصبح ممكناً بفضل أعمال التحقيق التي أجراها معهد التحقيق في جرائم الشيوعية و ذاكرة المنفى الروماني، الذي تضم قائمة العار فيها، عدداً كلياً، يصل إلى 35 موظفاً من المديرية الشيوعية السابقة للسجون. و يعتبر معهد التحقيق في جرائم الشيوعية و ذاكرة المنفى الروماني، من بين المؤسسات القليلة، في رومانيا، التي تصرفت فعلياً، بشكل ملموس – بعد الإدانة الرمزية للنظام الشيوعي – لإثبات طبيعته الاجرامية. حتى و إذا كان يمكن إعتباره متأخراً، إلا أن الكشف عن الجلاديين الشوعيين، و إدانتهم، قد يلعب دوراً تشريعياً، و إرشادياً بالنسبة للأجيال الشابة.