تغييرات في الحزب الاشتراكي الديمقراطي
الرجل الذي، في ديسمبر/ كانون الأول 2016، قاد الحزب الاشتراكي الديمقراطي إلى انتصار تاريخي في الانتخابات التشريعية بحوالي 45 ٪ من الأصوات، أي ضعف ما حصل عليه الآن، بعد مضي عامين ونصف من الحكم الذي في كثير من الأحيان كان يوصف بأنه شعبوي، وتحكمي، وفوضوي.
Bogdan Matei, 29.05.2019, 19:33
في الحزب الاشتراكي الديمقراطي، الصوت الأول في حكومة بوخارست، تعالج الجراح ويعاد تقاسم المناصب. الحزب أصيب بصدمة بعدما تعرض خلال ثمان وأربعين ساعة فقط، إلى زلزال مزدوج بقوة غير مسبوقة في التاريخ. فيوم الأحد، في انتخابات البرلمان الأوروبي، احتل الاشتراكيون- الديموقراطيون المرتبة الثانية بحصولهم على 23٪ من مجموع أصوات الناخبين، بفارق بضع نسب مئوية عن الحزب الوطني الليبرالي PNL، وبتقدم ضئيل على تحالف 2020 المكون من: اتحاد أنقذوا رومانيا وحزب الحرية والوحدة والتضامن USR-PLUS، الذي احتل المركز الثالث. أما تحالف الليبراليين والديمقراطيين ALDE، الشريك الأصغر للحزب الاشتراكي الديمقراطي PSD في الحكومة، فقد سجل نتيجة تحت العتبة الانتخابية التي تبلغ 5٪. وبالإضافة إلى ذلك، الاستفتاءُ حول مسائل العدالة، الذي دعا إليه الرئيس/ كلاوس يوهانيس، الخصم المُعلن لليسار، والذي نظم بالتزامن مع الاقتراع الأوروبي، أكد رغبة أغلبية جلية من المجتمع بمواصلة مكافحة الفساد. أما يوم الاثنين، فقد أودع الرجل القوي السابق في الائتلاف الحاكم، ليفيو دراغنيا، السجن، بعد أن أدين من قبل المحكمة العليا بالسجن مع التنفيذ عن اقترافه لجنح فساد. ثلاث سنوات ونصف سيقضيها خلف القضبان للتحريض على إساءة استخدام السلطة، عندما كان رئيسا لمجلس محافظة تيلورمان (جنوب رومانيا). وفي وقت سابق، كان دراغنيا قد أدين بالسجن لمدة سنتين مع وقف التنفيذ، بتهمة الاحتيال الانتخابي.
الرجل الذي، في ديسمبر/ كانون الأول 2016، قاد الحزب الاشتراكي الديمقراطي إلى انتصار تاريخي في الانتخابات التشريعية بحوالي 45 ٪ من الأصوات، أي ضعف ما حصل عليه الآن، بعد مضي عامين ونصف من الحكم الذي في كثير من الأحيان كان يوصف بأنه شعبوي، وتحكمي، وفوضوي.
مروج لها من قبل ليفيو دراغنيا بنفسه، باعتبارها مخلصة له، رئيسة الوزراء/ فيوريكا دانتشيلا، تولت، كرئيسة تنفيذية، القيادة المؤقتة للحزب الاشتراكي الديمقراطي، إلى حين عقد مؤتمر استثنائي. القرارات الأولى التي تبنتها القيادة الاشتراكية الديمقراطية، تشير على الأرجح، إلى الإنشقاق والتباعد عن حقبة دراغنيا. الأمين العام كثير الازعاج وعديم الشعبية كودرين شتيفانيسكو، استبدل. وعادت إلى القمة شخصيات كانت قد سقطت من عين الرئيس السابق، وأخفقت في الحصول على استحسانه، وباءت باستحقاره. وبالتالي، فإن النائب السابق لرئيس الحزب/ باول ستانيسكو قد أصبح الرئيس التنفيذي الجديد، أما رئيسة بلدية بوخارست/ غابرييلا فيريا، فقد عادت مجدداً نائبة لرئيس الحزب، وأصبحت رئيسة مؤقتة لمنظمة بوخارست. كما أرسلت الأخيرة أيضًا رسالة مصالحة إلى المنشقين من الاشتراكيين- الديمقراطيين السابقين، الذين انضموا إلى حزب من أجل رومانيا Pro Romania، الذي أسسه رئيس الوزراء السابق/ فيكتور بونتا. وبدورها، دعت رئيسة الوزراء/ فيوريكا دانتشيلا، إلى الوحدة في الحزب، وإلى الحوار والانفتاح على أي شخص يريد الإنضمام إلى الاشتراكيين الديمقراطيين.
قيادة الحزب الاشتراكي الديمقراطي صوتت للبقاء في الحكومة. ولكن، ليس من الواضح، في الوقت الراهن، إذا كان الحزب سيتخلى عن السياسات المكرسة من قبل دراغنيا، والتي تصورها المعارضة والصحافة والمجتمع المدني كمحاولة مستمرة لإخضاع القضاة ولإيقاف محاربة الفساد. الرئيسة الجديدة للحزب الاشتراكي الديمقراطي، أعلنت أيضاً، أنها ستتوجه إلى بروكسل، لتتاقش مع المسؤولين في المؤسسات الأوروبية، بالإضافة كذلك إلى العواصم الغربية الأخرى، حيث ستلتقي مع زعماء يساريين في محاولة لإصلاح الصورة الخارجية. لأن في شهر إبريل/ نيسان، أعلن حزب الاشتراكيين الأوروبيين، تجميد العلاقات مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي، بسبب المخاوف من عدم احترام سيادة القانون في رومانيا.