بعيداً عن الاستنتاجات في مأساة ماتي بالش
بعد النتائج التي توصل إليها جهاز الرقابة، أعلنت السلطة التنفيذية أنها ستبلغ الدائرة الوطنية لمكافحة الفساد. رئيس الوزراء فلورين كيتسو:
Roxana Vasile, 11.03.2021, 21:05
في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني، دمر حريق وحدة العناية المركزة في مستشفى المحافظة الموجود بياترا نيامتس (شمال- شرق رومانيا). في أوج الجائحة، احترق المرضى المصابون بعدوى الفيروس التاجي المستجد COVID-19 أحياءً، وأصيب الطبيب المناوب الذي حاول إنقاذ بعضهم بدوره بجروح خطيرة. حريق ولد في ذلك الوقت قلقاً جماعياً ضخماً، لكن … كان هذا كل شيء! وبعد بضعة أشهر من الكارثة، في منتصف شهر فبراير/ شباط، أعلن رئيس الوزراء/ فلورين كيتسو أنه ليس سعيدًا جدًا بالتقرير الأولي حول أسباب الحريق الذي أودى بحياة عشرة أشخاص، ونتيجة لذلك طلب إعادة تحليل التقرير. وخلال الوقت، حول حريق جديد، هذه المرة في العاصمة بوخارست في نهاية شهر يناير/ كانون الثاني الماضي، قاعة من جناح في أحدث مستشفى للأمراض المعدية في رومانيا – معهد ماتي بالش إلى رماد. عدد الضحايا – سواء الذين ماتوا على الفور أو بعد ذلك – كان ضعف عدد الضحايا في بياترا نيامتس. وفي نفس الوقت نفسه، كان من الضروري نقل أكثر من مائة مريض مصاب بعدوى الفيروس التاجي المستجد COVID-19 من الجناح المعني إلى أجنحة أخرى، كما نقل نصفهم تقريباً إلى مستشفيات أخرى في بوخارست. الحكومة أرسلت جهاز المراقبة إلى مكان الحادث، أما نتائج التحقيق فقد نشرت مؤخراً. الحريق الذي نشب في معهد ماتي بالش – كما يقول المفتشون الحكوميون – يعود سببه، من بين أمور أخرى، إلى البنية التحتية القديمة، والتمديدات الكهربائية الضعيفة، والقصور في متابعة المرضى، واستخدام كمية كبيرة جدًا من الأكسجين الطبي في علاج المرضى المصابين بالمتلازمة التنفسية الحادة الشديدة SARS-CoV 2، أو وجود أجهزة كهربائية غير طبية.
بعد النتائج التي توصل إليها جهاز الرقابة، أعلنت السلطة التنفيذية أنها ستبلغ الدائرة الوطنية لمكافحة الفساد. رئيس الوزراء فلورين كيتسو:
انتظرت أن تأتي وزارة الصحة بتقاريرها الخاصة، لكنها لم تأت بعد، ولهذا السبب أتينا نحن. أنا أعلم أن الاهتمام كبير جداً لرؤية ما حدث هناك، وكيف يمكننا أن نصحح وأن نتجنب مثل هذا الحالات في المستقبل.
التقارير عن الحرائق في المستشفيات الرومانية مهمة، ولكن ليس فقط لمعرفة المذنبين، ولكن أيضًا لمساعدة السلطات على اتخاذ إجراءات حتى لا تتكرر أحداث مماثلة مرة أخرى. لكن، لسوء الحظ، في رومانيا، يعد النظام الطبي من بين أضعف وأسوأ الأنظمة أداءً في أوروبا، وعانى من الإهمال على مدى سنوات. جائحة الفيروس التاجي المستجد COVID-19 لم تفعل شيئاً آخر سوى تسليط الضوء على أوجه القصور بدرجة أكبر، والتي تعود إلى: نقص التمويل المزمن المنسوب إلى جميع الأحزاب السياسية التي تعاقبت على السلطة، والعدد القليل من المستشفيات التي تلبي احتياجات الناس، والتجهيزات التي- في كثير من الحالات- تكون ضعيفة، والكوادر الطبية غير الكافية في بعض الأماكن. ليسوا قلة الذين يقولون إن الحل الوحيد هو إصلاح جذري، بدعم حقيقي من المواطنين.