الهجرة غير الشرعية مشكلة أوروبية
România Internațional, 10.08.2015, 20:14
صَرَحَ وزيرُ الخارجية البريطاني، Philip Hammond ، حديثا، بأنَ المُهاجرين القادِمِينَ مِنْ أفريقيا والشرق الأوسط يُهَدِدُونَ النسيجَ الاجتماعي ومُستوى المعيشة في إطار الاتحاد الأوروبي، مُفَسِرًا أن الاتحاد غيرُ قادر على استقبالِ مَلايينِ الأشخاص الباحثين عَنْ حياةٍ جديدة. وتحدث Hammond عنْ جُهودِ هؤلاء الذي يَهْرُبُونَ مِنْ عَدَمِ الاستقرار في الشرق الأوسط وأفريقيا، مُحاوِلينَ الانتقالَ إلى داخلِ الاتحاد الأوروبي، البَعْضُ منهم يَوَدُونَ الوُصولَ إلى بريطانيا عَنْ طريق نَفَقِ المانش الذي يَرْبِطُ البلادَ بفرنسا. وقال رئيسُ الدبلوماسية في لندن إنه يتحتم على بروكسيل حلُ هذه المشكلة مِنْ خلال إعادةِ ترحيلِ الأشخاص الذين ليس لديْهِمِ الحَقُ في طَلَبِ اللُجوء. وأفادت بي بي سي بأن رئيسَ الدبلوماسيةِ البريطانية نَبَهَ إلى أنَ لوائح الاتحاد الأوروبي تَسْمَحُ للمُهاجرين بأنْ يكونوا واثقين إلى حَدٍ ما بأنه لَنْ يتمَ إرجاعُهم إلى بُلدانِهِمْ الأصلية. وكانت باريس ولندن قد أعْرَبَتا، في الأسبوع الماضي، عَنْ تَصميمهِما على التعاوُنِ مِنْ أجل إيقافِ المُهاجرين، اعتقادا مِنْهُمَا أن حلَ هذه المشكلة يُعَدُ أولويةً مُطلَقَة. ويقول البَلَدَان إنَ كافةَ الإجراءاتِ المُتخَذةِ في هذا الصدد تَنْقُلُ رسالةَ واضحةً جدا، ذلك أنَ الحُدودَ آمِنَةٌ وأن المُرشِدِينَ والمُهَرِبِينَ الذي يُحْضِرُونَ آلافَ المُهاجرين إلى أوروبا يَرْتَكِبُونَ عَملا إجراميا. هذا وطلبتِ المُفوضيةُ العليا للأمم المتحدة لِشُؤون اللاجئين، يومَ الجمعةِ الماضية، مِنْ باريس، عَرضَ خُطةٍ عاجلةٍ شاملة لِمُعالَجَةِ أزمة المُهاجرين بميناء Callais ، الواقعِ شمالَ فرنسا، الذي يَجْتاحُهُ، منذ عدةِ أسابيعَ، آلافُ المُهاجِرين الراغبين في الوُصول إلى بريطانيا. ولكنَ هذا الوضعَ لا يخص فرنسا وبريطانيا وَحْدَهُما، وإنما كذلك إيطاليا واليونان، اللَتَيْنِ أصبحتا عاجزَتَيْن عَن مواجهة المَوجات المُتتالية للمهاجرين القادمين مِنَ الشرق الأوسط وأفريقيا. وفقا لآخِرِ حصيلة للمُفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، تَمَ عرضُها يومَ الخميسِ الماضيَ، إن ما يزيد على مِائَتَيْنِ وأربعة وعشرين ألفَ مُهاجِرٍ وصولوا إلى أوروبا عَبْرَ البحر الأبيض المتوسط منذ بداية السنة، ثمانيةٌ وتسعون ألفا منهم إلى إيطاليا، ومائةٌ وأربعةٌ وعشرون ألفا إلى اليونان، وَفَقَدَ ما يربو على ألفَيْنِ ومائةِ شخص حتفَهُمْ أثناء مُحاوَلَتِهِمْ عُبُورَ البحر المتوسط. وفي هذا السياق، طلبتِ الدولُ الأوروبية التي تُواجه موجةَ الهجرة هذه تقاسُمَ العِبْءِ مع الدول الأخرى الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. لذا، تعتقد بروكسيل أنه ينبغي اتخاذُ تدابيرَ مُوَحَدَةٍ على مُستوى الاتحاد الأوروبي لحلِ المشكلة. على جميعِ دُوَلِ الاتحاد مكافحةُ شبكاتِ المُهَربِينَ الذين يُعَرِضُونَ للخطر حياةَ المُهاجرين القادمين مِنْ شمال أفريقيا، بل كذلك إظهارُ تَضامُنِها مَعَهُمْ فيما يخص إعادةَ تَوْطِينِهِمْ. وكانتِ الدُول الأوروبية، ومن بينها رومانيا، قَدِ اتَفَقَتْ، في أواخر شهر يوليو/تموز، على استقبالِ ما يزيد بقليلٍ عَنْ اثنين وثلاثين ألفَ مُهاجر مِنْ خارج الاتحاد الأوروبي بشكل مؤقت. لقد أصبَحَتْ مُشكلةُ الهجرة غيرِ القانونية أولويةً بالنسبة للاتحاد الأوروبي، وأظهَرَ أحدث استطلاع يوروبارومتر أنَ مَوضوعَ الهجرة صار مصدرَ القلقِ الرئيسيَ بالنسبة لثمانيةٍ وثلاثين في المائة مِنَ المواطنين الأوروبيين، مُرتَفِعًا بأربعَ عشرةَ نسبةً مِؤَوِيَةً عما كان عليه في عام 2014، ومُتَفَوِقًا على الوضع الاقتصادي والبطالة.