المجتمع الدولي ضد الإرهاب
Bogdan Matei, 09.12.2015, 16:54
بدا أقَوْى رَجُلٍ في العالم، الرئيسُ الأمريكي باراك أوباما، مُتَرَدِدًا ومُرْتَبِكا بَعْدَ أن وُجِهَ إليه اللومُ بِعَدَمِ اتخاذِ التدابير الضرورية لتفادي وُقُوعِ مَجزرة الأسبوع الماضي بمدينة San Bernardino ، حيث لَقِيَ أربعةَ عشر شخصا حَتْفَهُمْ وأُصيب واحد وعشرون بجروح في الهُجُومِ بِبناطِقَ هُجُومية وعُبُواتٍ ناسِفَة اِرْتَكَبَهُ زَوْجان مُسْلِمانِ اعتنقا أفكارا مُتَطَرِفَةً وكانا مُتَرَدِدَيْن على المواقع الإلكترونية الإرهابية. وقال أوباما في خِطابٍ ألقاه يومَ الأحد إلى الشعب الأمريكي إنه لا يُوجَدُ لِحَدِ الآن أيُ دليلٍ أَنَ المُهاجِمَيْنِ كانا جُزْءًا مِنْ جَماعة إرهابية مِنَ الخارح. ووعد الرئيسُ الأمريكي بِمُطارَدَةِ الإرهابيين أيا كانوا. وقَدَمَ أوباما ضَماناتٍ قائلا: سنُدَمِرُ تنظيمَ الدولة الإسلامية وأيَ مَجمُوعةٍ أخرى تُحاوِلُ إِيذاءَنا، ودَعَا المُسْلِمِينَ أنفسَهُمْ إلى مُكافحة الايديولوجيات المُتطرفة. ووجه أوباما نِداءا إلى المجموعات في مَجالِ صِناعة تكنولوجيا المعلومات للانضمام إلى المَعركة ضِدَ الجماعات الجهادية عن طريقِ دِعايَةٍ أكثرِ نَشاطًا على شبكات التواصُل الاجتماعي. ومن جهة أخرى، أوضَحَ زعيمُ البيت الأبيض أنَ الولاياتِ المُتحدة لَنْ تَنْجَرَ إلى حَربٍ بَرية في العراق وسوريا. ودافع عنِ اسْتِرَاتيجيته الحالية التي تعتمد على غاراتٍ جوية وعملياتٍ برية للقُوات الخاصة وقال إنها ستُؤَدِي إلى انتصارٍ مُستدام دون إرسالِ أمريكا جَيْلًا جديدا مِنَ الأمريكيين عبر المحيط للقِتالِ والمَوْتِ في أرضٍ أجنبية. وقال الأمينُ العام لحلفِ شمالِ الأطلسي، Jens Stoltenberg، إنَ الحلفَ يستبعد إمكانيةَ نَشْرِ وَحداتٍ بَرية لمكافحة داعش. وأضافَ أن النزاعَ ليس حَرْبًا بين الغرب والعالَمِ الإسلامي وإنما هُوَ ضِدَ التَطَرُفِ والإرهاب. واختتم الأمينُ العام لحلف الناتو يقول: المُسلمون على الخَطِ الأمامي لهذه الحرب ومُعظمُ الضحايا مُسلِمون ومُعظمُ مَنْ يُقاتِلُون ضد تنظيمِ الدولة الإسلامية مُسلِمون. ولَكِنْ، يبدو أنَ الرأي العام الغربِيَ مُتشَكِكٌ بِشَكْلٍ مُتزايِد بِالْتِزاماتِ السياسيين. فبعد مَجْزَرَةِ الشهر الماضي التي شَهِدَتْها باريس والتي أسفرت عَنْ مِائَةٍ وثلاثين قتيلا، كَتَبَتِ الصُحُفُ الفرنسية أنَ الرئيسَ فرونسوا هولاند اكتَسَبَ شعبيةً بفضل القرارات القاطعة التي اتَخَذَها أثناء الأزمة والحَملة الدبلوماسية لإقامةِ تَحالُفٍ دُوَلِيٍ ضد الإرهاب. ولكنَ حزبَه الاشتراكِيَ، الذي يُهيمن على الحكومة في باريس، تَعَرَضَ لِهَزيمة، يومَ الأحد، في الجولة الأولى مِنَ الانتخابات الإقليمية، أمامَ حِزْبِ الجَبهة الوطنية اليميني المُتَطَرِف واليَمين التقليدي تحت قيادة الرئيسِ السابق، نيكولا ساركوزي. وأقرَ العَدِيدُ مِنَ المحللين أنه -على خَلفيةِ أزمةِ الهجرة والتهديد الإرهابي فِي أوروبا- لَقَدْ أقنَعَ الخِطابُ القومي لزعيمةِ حِزب الجَبهة الوطنية، Marine Le pen، جُزءا كبيرا مِنَ الناخبين الفرنسيين.