الرومانيون يكرمون ذكرى الملك ميهاي الأول
نأمل أن يتغمده الله برحمته، وأن يُريحه، وأن يجعله يرقد بسلام، ومن هناك، من فوق، أن يحرس رومانيا والرومانيين الذين أحبهم من كل قلبه.

Roxana Vasile, 08.12.2017, 18:59
كثير من الناس – من مؤيدين متشددين للملكية، إلى عابري سبيل أو سياح – توقفوا أمام القصر الملكي السابق في بوخارست، أو أمام قصر إيليزابيتا، مقر إقامة الأسرة الملكية في العاصمة، للتوقيع في سجلات التعازي المفتوحة، ولوضع أكاليا الزهور أو إشعال الشموع، تكريماً لذكرى الملك ميهاي الأول، الذي توفي، يوم الثلاثاء، عن عمر يناهز ستة وتسعين عاماً، في مقر إقامته في سويسرا. مكاناً للحج، أصبحت أيضاً قلعة بيليش في مدينة سينايا، في منطقة جبال الكاربات الجنوبية، مقر الإقامة الصيفي السابق لملوك رومانيا. الكلمات التي أدلى بها للإذاعة بعض أولئك الذين أصروا على تقديم تكريم لشخصية العاهل السابق، كشفت عن تأثرهم:
على المستوى الشخصي، أشعر أنني فقدت آخر صلة مع أجدادي، الذين قاتلوا بجانب جلالته، أما على المستوى التاريخي، فإن الخسارة كانت فادحة. لقد بهرتني دائما لياقته، أناقته والوضوح الذي كان يستخدم فيه اللغة الرومانية، حتى بعد سنوات عديدة من المنفى.
نأمل أن يتغمده الله برحمته، وأن يُريحه، وأن يجعله يرقد بسلام، ومن هناك، من فوق، أن يحرس رومانيا والرومانيين الذين أحبهم من كل قلبه.
أتينا لنُضيء بعض الشموع من أجل الملك. لقد كان انساناً طيبا.
نشكره على ما كل فعله من أجل رومانيا.
ميهاي الأول، يُردَّدُ اسمه، في كافة الكنائس في البلاد، عبر طقوس دينية يومية خاصة، وفي سويسرا، حيث تنظم مراسم حتى يوم الأربعاء 13 ديسمبر/ كانون الأول، عندما سيُجلب التابوت الذي يحمل جثمانه إلى قلعة بيليش. مراسم الجنازة ستنظم على مدى عدة أيام، أما الدفن الفعلي، فسيكون يوم السبت، 16 ديسمبر/ كانون الأول. الملك ميهاي الأول، سيرقُد بعد أصابته المنية، في الكاتدرائية الجديدة التي دشنت في بلدة كورتيا دي آرجيش، حيث توجد المقبرة الملكية في جنوب رومانيا، بجانب قرينته التي رحلت العام الماضي/ آنا دي بوربون- بارما. حوالي 100 شخصية من مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك، رؤساء دول وحكومات، وأعضاء بعض الأسر الملكية، قد يحضرون إلى رومانيا للمشاركة في وداع الذي تشابك قدره المأساوي مع مصير البلد الذي أحبه حتى آخر لحظة، على حد تعبير الأميرة/ مارغريتا، الوصية على تاج رومانيا، وكبرى الكريمات الخمس للزوجين:
خلال حياته الطويلة، وجد رابع ملك لرومانيا ركيزة في الإيمان والأمل والصبر. وفي كل الظروف، رد بإنصاف، وعندما أمكن، بعفو. أنا متأكدة أن، في المستقبل، سيبقى الرومانيون محبين للتاج، مُوحدين في الوعي والعمل من أجل الإزدهار الوطني، في سياق الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.
ويوم الاثنين، سيجتمع مجلسا برلمان رومانيا، لتمجيد ذكرى شخصية الملك ميهاي الأول، في إطار جلسة رسمية، أما 14 و 15 و 16 ديسمبر/ كانون الأول، فستكون أيام حداد وطنية. ويبقى الملك/ ميهاي الأول، عاهل روماني عمراً، حيث عاش ستة وتسعين عاماً، من مائة وإحدى وخمسين سنة مضت على تولي سلالته لمقاليد الحكم الوطني، وعبر قرار له – وصفه المؤرخون بأنه كان تاريخياً – تقلصت مدة الحرب العالمية الثانية بنصف عام على الأقل، في أوروبا؛ أما حياته في المنفى – عقب التنازل القسري عن العرش، الذي فُرض عليه لاحقاً من قبل الشيوعيين – فقد استمرت لقرابة خمسة عقود.